IMLebanon

بعد الحريري… هل يزور نصرالله بعلبك – الهرمل؟

 

هل أصبح لزاماً على السيّد حسن نصرالله زيارة بعلبك – الهرمل بعد زيارة الرئيس سعد الحريري، وهو الذي كان قد أعلنَ عن استعداده لزيارة البقاع والتجوّل في قراه؟ وهل أصبَحت الزيارات اليوم إلى البقاع هي زيارات تحَدٍّ وحشد للشارع ولرفعِ نسبة الاقتراع ليُبنى على نتائج السادس من أيار مقتضاها؟

أقلّ مِن أسبوعين تفصلنا عن الاستحقاق النيابي المقبل، وفيه تشخصُ الأنظار إلى بعلبك – الهرمل، حيث ستكون أمّ المعارك في هذه الدائرة التي اكتسَبت أهمّيةً خاصة بفضل القانون الانتخابي الجديد القائم على النسبية، والذي أعطى كلَّ الشرائح فرصة التمثيل، وأصبحت الطوائف التي كان ممثلوها الحقيقيون غائبين بفعل المحادل تبحث اليوم عن فرصة للتمثيل الصحيح.

زيارات لشدّ العصب

تُولي أطراف النزاع الانتخابي في دائرة البقاع الثالثة أهمّية خاصة للمعركة الانتخابية المقبلة، والتي ستشهد أعلى نسبة اقتراع في تاريخها، فتيار «المستقبل» يخوض الانتخابات وهو العالِم بأنّ الحظوظ هذه المرّة كبيرة، والشارع السنّي يستطيع إيصالَ مرشّحيه أو بالحدّ الأدنى واحد من إثنين، وهنا جاءت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى عرسال البلدةِ السنّية الأكبر في البقاع الشمالي، التي تشكّل أكبرَ كتلةٍ انتخابية وتكاد تتخطّى الـ 16000 ناخب من أصل 43 ألف ناخب سنّي.

وهدفَت الزيارة الى شدّ العصب العرسالي وتشجيع الناس على الإقبال على صناديق الاقتراع. وفيما يخوض ثلاثة مرشحين من عرسال المعركة (موزّعين بين ثلاث لوائح) يبقى المرشّح الأقوى في البلدة الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل».

من جهتها تستعدّ «القوات اللبنانية» للسادس من أيار من مبدأ المنتصر، وهي صاحبة الحضور القوي في القرى والبلدات المسيحية وتستطيع تأمينَ العدد المطلوب من الأصوات التفضيلية لمرشّحها الدكتور أنطوان حبشي بوجهِ النائب إميل رحمة.

لكنّ «حزب الله» وفي تكتيكاته الانتخابية سيجيّر الأصواتَ التفضيلية اللازمة للنائب رحمة لقطعِ الطريق أمام وصول «القوات»، وهذا ما يُجاهر به، فبالنسبة لـ«حزب الله» إنّ وصول نائب لـ«القوات» في بعلبك – الهرمل غير وارد. وعليه، يبقى الرهان على تكتيك «القوات» و»المستقبل» في توزيع الأصوات التفضيلية، فأصوات تفضيلية سنّية إضافية تفيد حبشي بالتأكيد.

المزاج الشيعي

بدوره، يَعمل «حزب الله» على تذليل العقبات التي اعترَضت طريقَه مع إعلان أسماء مرشّحيه، وامتصاص غضبِ المزاج الشيعي حول أداء نواب الحزب، وانتقل للعمل على إدارة المعركة حول المقعدين التاسع والعاشر بعد أن حسَم أمرَه حول المقاعد الثمانية، وكانت كوادره تعمل على مدى شهر على تذليل العقبات وحلّ القضايا العالقة التي يطالب بها الناس.

وهنا تأتي لقاءات قيادات الحزب مع الناس في المنطقة كزيارة السيّد هاشم صفي الدين إلى بلدة بريتال – قضاء بعلبك، لجمعِ تأييد واسع من البلدة التي يخوض أحد أبنائها المعركة إلى جانب «المستقبل» و«القوات»، والتي انتصَر الحزب فيها أيضاً في الانتخابات البلدية بعدما كان الربح فيها لدورات متتالية من نصيب الحاج عباس إسماعيل والشيخ صبحي الطفيلي.

كذلك كانت زيارات لصفي الدين إلى الهرمل، إضافةً إلى زيارة قام بها رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيّد إبراهيم أمين السيّد إلى النائب السابق ربيعة كيروز في دير الأحمر.

وهنا يسعى «حزب الله» من خلال اللقاءات التي تقوم بها القيادات الحزبية إلى حلحلةِ العقدِ وبعض المشاكل التي لم يتمكّن من حلّها في المرحلة السابقة، والتواصل مع العشائر في المنطقة التي تشكّل القوّة الانتخابية الكبرى. وهنا جاءت اللقاءات مع العشائر التي تطالب بحلّ بعضِ القضايا العالقة كارتكاب مشاكل مع «الحزب» ومصالحات والعفو العام الذي تمّ تأجيل حَسمِه إلى ما بعد الانتخابات.

وفيما حُلَّت بعضُ المشاكل وذُلِّلت عقبات، يبقى السؤال عن تلك التي لا تزال عالقة، فهل تأتي زيارة السيّد نصرالله تتويجاً لحلّها، وهل سيلتقي السيّد العشائر في البقاع، كذلك هل سيلتقي مع رموز سنّية حليفة للحزب كانت أسماؤها مطروحة للانتخابات النيابية؟

وفيما ينتظر الجميع زيارةَ السيّد نصرالله إلى البقاع والتي أصبَحت بحكم المؤكّدة، يبدو أنّ «حزب الله» أصبَح مرتاحاً للمزاج الشيعي في المنطقة وسيرتاح أكثر بمجيء نصرالله، وستكون هذه الزيارة مدماكاً أساسياً في التعاطي الجديد بين الحزب وجمهوره في البقاع، وسيَسعى إلى رفعِ نسبة الاقتراع إلى أعلى معدّلاتها. ويتحضّر الحزب في السابع والعشرين من الشهر الحالي لإقامة المهرجان الانتخابي الموجّه لأهالي البقاع والذي سيتحدّث فيه الأمين العام للحزب مباشرةً، فهل تكون الإطلالة مباشرةً من أرض بعلبك؟