غدا الثلاثاء 6 آذار هو اليوم الأخير لتقديم الترشيحات الى الانتخابات النيابية. وفي مثل هذا اليوم بعد شهرين تمامًا، الأحد 6 أيار، ستجري الإنتخابات النيابية ليولد مجلس 2018 ليحل محل مجلس 2009، بعد التلكؤ في اجراء الإنتخابات عام 2013.
***
اليوم عند منتصف الليل سيعرف الخيط الأبيض من الخيط الأسود من خلال الكشف النهائي عن عدد المرشحين ولا سيما الذين سترشحهم الأحزاب والتيارات، فيُعرَف مَن كان اسمه طُرِح للمناورة ومَن كان طرح اسمه جديًا، ويُعرَف مَن كان نائبًا وتمّ سحب اسمه من التداول. في الحالتين ستكون هناك مفاجآت: مفاجأة مَن كان مطروحًا وسحب اسمه، ومفاجأة مَن كان نائبًا ولم يتم ترشيحه. وهناك مفاجآت من نوع ثالث وأكيد وهي مَن ترشح واعتبر فوزه مضمونًا، ليكتشف في نهاية المطاف ان حسابات حقل الترشيح لم تطابق نتائج بيدر الصناديق.
***
ولأن الإنتخابات مشاورات واتصالات بمقدار ما هي آليات انتخابية، فإن الإتصالات تلاحقت في شأنها، سواء في الخارج أو في الداخل.
في هذا السياق جاءت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للمملكة العربية السعودية، في اطار الحرص على دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية ومواصلة لبنان سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.
والمسألة لا تتعلق فقط بالإنتخابات بل بما يحضّر للبنان من مؤتمرات الدعم التي تُعقد في روما، لمساندة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية منتصف الشهر الجاري، وفي باريس سيدر لدعم الإقتصاد في السادس من الشهر المقبل، إضافة الى مؤتمر بروكسل المتعلق بمساعدة النازحين السوريين. والزيارة للرئيس الحريري للمملكة جعلت المشاركة السعودية في هذه المؤتمرات مضمونة. وقد أكدت أوساط بارزة متابعة لزيارة الرئيس الحريري للمملكة ان كل الأمور على أفضل ما يكون، وان المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا عائد الى بيروت قريبًا.
ومن المنتظر أن تكون ترشيحات المستقبل في سياق الأجواء الحوارية المنفتحة التي ترسخت بين القيادة السعودية والرئيس الحريري.
***
التواصل اللبناني السعودي سيتم عبر الموفد الملكي نزار العلولا، خصوصًا ان ولي العهد سيكون في جملة رحلات خارجية بدأت أمس في القاهرة وتتابع بعد غد الاربعاء في بريطانيا حيث العلاقة بين البلدين تذهب في اتجاه المزيد من الترسيخ وفق ما قالت رئيسة الوزراء البريطانية من ان الشراكة بين المملكة المتحدة والسعودية تساعد بالفعل في جعل كلا بلدينا أكثر أمانًا من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية التي أنقذت حياة مواطنين بريطانيين. وأكثر ازدهارًا من خلال توفير آلاف فرص العمل في المملكة المتحدة وفتح فرص هائلة للشركات البريطانية في السعودية. وزيارة ولي العهد سوف تؤسس منصة لتعزيز هذه العلاقات.
هذه العلاقة الاستراتيجية تجعل ولي العهد السعودي يركز اهتماماته على هذا النوع من العلاقات، أما المسائل مع لبنان فستكون متروكة للموفد الملكي الذي يبدو انه تسلم الملف اللبناني.
***
وفي سياق الاعداد للمؤتمرات الخاصة بلبنان، لا بد من تسجيل ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أرجأ زيارته للبنان والتي كانت مقررة مطلع نيسان المقبل، لكن مع التأكيد ان مؤتمر سيدر واحد باق في موعده في السادس من نيسان.