IMLebanon

بعد البرّ ــ تل أبيب تستعدّ لمواجهة حزب الله في البحر ما علاقة الجدار الفاصل بسرقة النفط؟

في البر، إجراءات جديدة للجيش اللبناني في عرسال، وفي البحر ابتكار اسرائيلي جديد عبارة عن «جدار» عازل من نوع آخر مقابل رأس الناقورة، فيما يواصل «التساحال» تدريباته برا وبحرا خوفا من هجمات مفاجئة.هكذا يعود الأمن إلى أولويات نهاية العام اللبناني، كما كانت بدايته.

فأعمال البناء الجارية تحت الحماية الظاهرة للبحرية الإسرائيلية، وبالتعاون مع مهندسين وشركات أميركية وأوروبية، تتضمن بحسب ما كشف إقامة حاجز مادي ومنظومة أجهزة تحسس قادرة على تحديد التحركات فوق المياه وتحتها، كجزء من خطة دفاع قائمة على بناء الجدران من حولها في البر والبحر – تحسباً للحرب القادمة يجمع المسؤولون الإسرائيليون على أنها ستكون حافلة بالمفاجآت التي ستطال كل نقطة في اسرائيل – ينفذها الجيش الاسرائيلي من أجل إقفال الحدود، وحماية منشآت الغاز التي تعتبر ثروة استراتيجية لإسرائيل، تتضمن كذلك شراء سفن حربية جديدة من ألمانيا، في مواجهة تهديدات حزب الله المتعاظمة في هذا المجال.

التقارير الاسرائيلية اشارت الى ان الجدار عبارة عن خط حدودي وهمي رسمته البحرية الاسرائيلية، حيث ستنشر وفق المخطط معدات مراقبة حديثة تضم مجسات وأجهزة استشعار وتصوير متطورة، تديرها غرفة عمليات خاصة تسمح لها بالكشف عن تحركات غواصين أفراد أو مراكب بحرية بمختلف الأحجام أو غواصات، مربوطة بغرفة عمليات مركزية ممكننة ومتصلة على مدار الساعة بالقوارب البحرية وطائرات سلاح الجو، قادرة على التحرك لصد اي تسلل خلال دقيقتين من اكتشافه، تدعمها دوريات بحرية وتغطية جوية لطائرات من دون طيار مكثفة ومفاجئة على مدار الساعة، بهدف الكشف عن عمليات التسلل فوق الماء وتحته من جنوب لبنان ومن قطاع غزة. علما ان كارثة سفينة ساعر 5 «اخي – حانيت» التي ادت الى مقتل اربعة جنود خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 غيرت الوعي في سلاح البحرية، بحيث أصبح هناك فهم بضرورة حماية السفن البحرية عبر وسائل متطورة.

بدورها، نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت»، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، نجاح معامل شركة الفضاء الإسرائيلية «IAI» في تصنيع رادار ذي فعالية كبيرة يعرف باسم «MF-Star »، يرصد المنطقة المغطاة باستخدام نظام رقمي مكوّن من 4 لوحات مثبتة في الجزء العلوي من سطح السفينة ويُمكنه أن يلتقط ويكشف أهدافًا من البحر والهواء والمياه بما في ذلك صواريخ وطائرات العدو في وقت واحد، كما يسمح بكشف سفن العدو وإن كانت مختبئة بين عشرات السفن غير المقاتلة والصديقة. وتعتبر البحرية الاسرائيلية أنّ هذا الرادار يعدّ سلاحًا جديدًا ضد التهديدات الآتية من «حزب الله» وسوريا. وقد تمّ تركيب الرادار الجديد على سفينة «ساعر 5» ليكون قادرًا على جمع معلومات إستخباراتية بالغة الأهمية، حتى في مناطق بعيدة في عرض البحر على بعد آلاف الكيلومترات الى الغرب من إسرائيل.

وأفادت التقارير الاسرائيلية أنّ الخطوة اللاحقة ستكون بتثبيت صواريخ «باراك» التي طوّرتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية، لتوفر مع «MF-Star»، منظمومة دفاعية متكاملة ضد التهديدات البحرية أو البرية قادرة على حماية الشرائط البحرية من مناطق بعيدة في عرض البحر على غرار قدرات القبة الحديدية ولكن مع صواريخ أكبر وأكثر دقة.

وبحسب التقرير الاسرائيلية، أن ما عزز فكرة اقامة الحاجز البحري، هو النجاح الذي حققته الجدران العازلة البرية على الحدود مع الضفة الغربية ولبنان وسوريا، والذي شجع على بناء حاجز على طول الحدود مع الأردن وتعزيز الجدار في هضبة الجولان، بعد التطورات الاخيرة التي تشهدها المنطقة واقتراب خطر «داعش» من حدود إسرائيلية، من جهة، والاختراق الذي شهدته حرب غزة الاخيرة بعد نجاح قوة كوماندوس بحرية تابعة لكتائب القسام من اختراق مستوطنة «زيكيم» والاشتباك مع الجيش الاسرائيلي، من جهة ثانية .

انطلاقا من ذلك، ركزت التقارير الاستخباراتية الاسرائيلية خلال الفترة الاخيرة على سعي حزب الله لتعزيز قدراته العسكرية البحرية، حيث اصبح يمتلك نواة لسلاح بحرية، مؤلف من وحدة من ضفادع بشرية، فضلا عن امتلاكه لزوارق سريعة ومعدات بحرية زودته بها ايران منذ فترة، تسمح له بالوصول الى مواقع حساسة وحيوية، في الداخل الاسرائيلي عسكرية او مدنية عبر التسلل من البحر، على غرار ما شهدته الفترات السابقة من المواجهات مع «فتح» في سبعينيات القرن الماضي وما نفذته «حماس» خلال حرب الجرف الصامد.

يشار الى أنه سبق أن أُقيم عائق مشابه في الجنوب الفلسطيني قبالة شاطئ زيكيم، وتثبيت أجهزة رصد على اليابسة وأجهزة استشعار وأسيجة تحت المياه، وذلك في اطار الجهود التي يبذلها الجيش الاسرائيلي من أجل إغلاق الحدود، من الغرب ومنع أي اختراق.

تسريبات التقارير الاستخباراتية تشير الى وضع ايران وحزب الله في مقدمة الاخطار التي تهدد اسرائيل والعالم الغربي، وقد انتهز رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو زيارة عضو مجلس الشيوخ الاميركي الجمهوري لينزي غراهام ليتحدث عن ان طهران وازرعها في المنطقة بمثابة تحد كبير خصوصا في مشروعها النووي، مدعما توجهه بصور قال معهد «مينيمير « الاسرائيلي انه حصل عليها من شبكات التواصل الاجتماعي تبين ان جنودا ايرانيين يرابطون في الجنوب اللبناني ويتباهون بانهم على مقربة من الحدود مع اسرائيل استعدادا للقتال ضدها، تزامنا مع الكشف عن ان الجيش تعمد تسريب خبر «الجدار» الجديد، في خطوة استباقية استهدفت رئيس الوزراء الاسرائيلي، المكثر من زياراته الى القواعد العسكرية مبرزا الموضوع الامني، سامحا لنفسه باطلاق المفاجئات وليس آخرها الإعلان عن انضمام 4 سفن حربية جديدة الى الاسطول البحري.

يذكر ان شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اعتبرت في تقريرها الاخير حول التوقعات بشأن الشرق الأوسط في عام 2015، أن «حزب الله» و«حماس» غيرا من استراتيجيتهما العسكرية وانتقلا من الدفاع والاستنزاف بواسطة القوة الصاروخية إلى اعتماد تكتيكات الهجوم والاحتكاك المباشر مع الوحدات الاسرائيلية، وهو ما بدى جليا خلال عملية «الجرف الصامد»، في حرب الأنفاق وإنشاء الوحدات الخاصة للعمل داخل الأراضي الإسرائيلية، وتشديدهما على حيازة صواريخ بر – بحر دقيقة، وطائرات من دون طيار وقذائف متطورة.

اذاً إسرائيل ماضية قدما في رحلة السطو على الغاز اللبناني في البحر، في هذا الاطار يمكن تصنيف بناء السياج الضخم والمتطور تحت الماء مقابل رأس الناقورة،على انه في خانة التحسب والاحتياط لردع أي محاولة هجومية تقوم بها المقاومة من لبنان، كما أوحت وسائل الإعلام الإسرائيلية. فلو لم تكن تل أبيب تخطط لسرقة الغاز اللبناني من قعر البحر، ما كانت أقدمت على بناء السياج برعاية شركات أميركية وأوروبية، بحسب المصادر اللبنانية، ما يفرض على لبنان التحرك بتسريع بت ملف النفط، والبدء باستثمار الحقول الغازية التي تقع على الحدود مع اسرائيل أولا.