توقّف تصدير الحبوب بعد تنفيذ أوكراني (بريطاني) هجوم سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم بعدما قررت وزارة الدفاع الروسية تعليق مشاركتها في صفقة الحبوب عبر البحر الأسود. دول العالم مشغولة بأوكرانيا وبتبعات الحرب المندلعة بين أميركا وروسيا على الأرض الأوكرانيّة والتي تدفع أوروبا ثمناً مرعباً لها، فيما في لبنان يطلّ اليوم على اللبنانيّين الصهر المدلّل لترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهوريّة وعلى طريقة عمّه “أنا أو لا أحد” لأنّه يرفض كلّ الأسماء المتداولة، في الأساس لقد سئم العالم اللبنانيّين المزعجين الذين عندما تُرك لهم أمر لبنان خرّبوه وعاثوا فيه حروباً وفساداً ولا ينفع معهم إلا أن يكون فوق رأسهم دولة احتلال تتسلّط عليهم وتسيّر أمور دولتهم بالإرغام، وللأسف الوقت الدّولي لا يزال متاحاً للعبث اللبناني المستمرّ بسياسة”من بعدي الطّوفان”!
من المؤسف أنّ القيادات السياسيّة تتغاضى عن دور إيران في تعيين رئيس جمهوريّة جديد وهي تعرف أنّ التزام حزب الله عدم التعليق في هذا الصراع إلا بالرغبة في عدم وصول رئيس تحدّي والترجمة الحرفيّة لهذه المقولة أنّ الحزب راغب في رئيس أداة بيد الحزب وأجنداته، وتتجاهل كلّ القيادات السياسيّة أنّ إيران بنفسها تقرّر مصير لبنان وسلمه وحربه ومن سيكون رئيسه، وأنّ هذا الأمر جوهري تخوضه إيران تحت عنوان عقائدي ففي 11 آب عام 2018 خرج علينا إسماعيل قآني وكان يومها لا يزال نائباً لقائد فيلق القدس الإيراني المقتول قاسم سليماني مصرّحاً للصّحف “أنّ التدخّلات الإيرانيّة في كربلاء والنّجف، إضافةً إلى سوريا ولبنان ليست سوى تدخّلات براغماتيّة، هدفها هو إقامة حكومة إمام الزّمان التي ستحكم العالم أجمع” وانتخاب رئيس للبنان مرتبط أيضاً بأجندة ظهور المهدي الإيراني فيما الفرقاء اللبنانيّون يلعبون لعبة تطيير نصاب كلّ جلسة تعيّن لانتخاب رئيس للبلاد مغادرين قاعة المجلس في وقت يقتضي الأمر أن يمنع رئيس المجلس هذه المخالفة ويطلب إغلاق الباب ومنع النوّاب من تطيير النّصاب، ولكن… حزب الله لا يريد انتخاب رئيس والوقت في صالحه وصالح أجندته ومكاسبه، فيما الفريق الآخر يلعب لعبة حصان طروادة بتقديم النائب ميشال معوّض مرشّحاً وحيداً، وليس سرّاً أن ميشال معوّض لبناني ولكن أميركي الهوى ويصرون على تضييع الجلسات ومنح حزب الله فرصة التعطيل حتّى النّهاية!
بعد ثماني سنوات من التعطيل والخراب والدّمار لا يزال الجميع يخدعون الشّعب اللبناني ويعيدون تكرار كل الأكاذيب التي قرف الشعب منها ومن الساعة التي تتحكمون بها برقاب العباد وبمصائر أبنائهم وبلدهم.. كلّهم متواطئون علينا مع سبق الإصرار والترصّد ولا يهمّهم إلّا مصالحهم ولا يزالون يتاجرون مجتمعين بجهنّم والهاوية التي وصلنا إليها، وجميعهم مدركون، أنّ إيران لن تترك لبنان الفريسة، وأن شعاراتها التي رفعتها منذ أربعين عاماً لا تزال تعمل على تطبيقها ومن لبنان الذي بدأت منه تنفيذ مؤامراتها عليه وعلى المنطقة العربيّة برمّتها. أربعون عاماً ولبنان مختطف من أجل “الحكومة العالميّة لمهدي إيران المنتظر” والسياسيّون يتلهّون بالقشور، وللمناسبة نحتاج إلى طرح السؤال: ما الفرق بين الحكومية العالميّة التي تسعى إليها الماسونيّة الصهيونيّة لتحكم العالم والحكومة العالمية لمهدي إيران المنتظر؟ هل باستطاعة أحد ما أن يقول لنا ما الفرق بينهما؟!