انقشع غبار معارك الانتخابات البلدية والاختيارية، وانصرفت القوى السياسية الى دراسة النتائج والتفكّر بالأرقام وقياس مواطن الضعف والقوة.. لكن أحداً لم ينتبه الى أن الانتخابات قد حصلت في ظل أجواء أمنية ممتازة، وأن محطاتها لم تشهد أي خلل أمني يمكن أن يؤثر في مسارها أو في حيثياتها.
نجح الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى في تأمين مساحة رحبة للتنافس الانتخابي. ويكاد يكون هذا الإنجاز الأمني هو الأبرز ضمناً لهذه الانتخابات، إذ أن هذا الاستقرار هو الذي هيّأ الطريق لكل تلك الممارسة الديموقراطية، بمعزل عن النتائج وضجيجها. هذا الإنجاز يسجّله مرجع رسمي قبل أن يتجاوزه الزمن، «الديموقراطية هي الرابح الدائم في اي استحقاق انتخابي، انما في الانتخابات البلدية والاختيارية، فالناجح الاول كان الامن الذي وفّره الجيش اللبناني وجميع الاجهزة الامنية، والذي اثمر اتماما بعلامة كاملة للاستحقاق وحماية منقطعة النظير لأمن العملية الانتخابية».
يستعيد المرجع بعضا من الاجواء التي سبقت اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية «يوم كان الجو الغالب ينحو باتجاه صعوبة قصوى في امكانية اجرائها من منطلقات امنية استتباعا بالنار الملتهبة في الجوار السوري وارتداداتها على لبنان نزوحا كثيفا واستنفارا امنيا لمنع حدوث اي خرق ارهابي قد يستفيد من الانشغال بالاستحقاق الانتخابي ليضرب في مواقع ومناطق تؤلم الواقع اللبناني وتصيبه باهتزاز شديد. أثبت اداء المؤسسة العسكرية قدرة عالية على افشال اي عمل ارهابي من شأنه الاطاحة بالعملية الانتخابية».
يلفت المرجع إلى الطريقة التي اعتمدها الجيش «بالاستفادة الكلية من كل العديد المتوافر، مع الابقاء على القوى المتواجدة في الجبهات على طول الحدود وتلك الموكل اليها تنفيذ مهمات اساسية، بحيث كانت الجهوزية على اتمها عند الحدود الشرقية والشمالية واستمرت عمليات استهداف تحركات الارهابيين في الجرود، كما ظلت العين ساهرة عند الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي».
ويرد المرجع سبب النجاح الى «تضافر جهود كل القوى العسكرية والامنية، حيث ان غرفة عمليات القيادة في وزارة الدفاع كانت جاهزة ومستنفرة ومتابعة لادق التفاصيل، وواظب قائد الجيش العماد جان قهوجي على متابعة التطورات من مكتبه. كما بقي الموضوع الامني هاجساً، بحيث تم توقيف شبكات ارهابية اثناء العملية الانتخابية من ضمنها التي اشار اليها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمره الصحافي».
يؤكد المرجع «ان الجيش اللبناني عند كلمته ومسؤوليته في حماية الوطن وهو جاهز لصيانة وحماية كل الاستحقاقات في لبنان ايا كانت هذه الاستحقاقات».