Site icon IMLebanon

ما بعد «الهدف البرتقالي»

بين 4 و5 أيلول ضاقت المساحة جداً بين ساحة الشهداء بثوبها البرتقالي والبيت الابيض حيث عقدت القمة الاميركية السعودية.

الرئيس الاميركي باراك اوباما كسر البروتوكول باستقباله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عند المدخل الخارجي للبيت الابيض. عقدت القمة وانتهت في بيانها، في شقه اللبناني، الى «الاهمية القصوى المتمثلة بانتخاب مجلس النواب رئيسا جديدا للجمهورية استنادا الى احكام الدستور المعمول به في لبنان».

وفي ساحة الشهداء، كسر العماد ميشال عون كل الرهانات على تراجع شعبيته مكرسا نفسه مجددا «زعيما مسيحيا وطنيا بامتياز من المستحيل تجاوزه». وردّ على قمة البيت الابيض قبل ان تعقد وعلى كل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج وعشية طاولة الحوار، بالقول «إنّ الشعب مصدر السلطات.. وبالتالي انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب او انتخابات نيابية وفق القانون النسبي».

في الشكل والمضمون، سجل «التيار الوطني الحر»، كجسم متناغم وضع كل خلافاته التنافسية جانبا، «هدفا نظيفا» في ملعب الساحة السياسية. فالتظاهرة جاءت، وفق قراءة الكثيرين من داخل التيار وخارجه، ناجحة بكل المقاييس.

يقول أحد المحازبين: «الحشد فاق التوقعات والرسائل جاءت موجهة الى الجميع باستثناء حزب الله الذي أصبح قطعة من القلب». ويأسف لكون «الحراك المدني رفض مشاركتنا في السابق ولكننا نرى التكامل في المطالب. فالعماد عون، ومن خلال قاعدته التمثيلية التي ظهرت بأبهى حللها وان كانت بعد غير مكتملة كليا، يصارع في الشارع وداخل التركيبة الحاكمة».

أثبت «الجنرال» ان زعامته المسيحية ما زالت على نضارتها لا بل تجاوزت نفسها، جراء الشعارات الوطنية التي عرفت، ولا سيما في ما يتعلق بالقانون النسبي، الى الزعامة الوطنية القادرة على ان تستعرض «عضلاتها التمثيلية» ساعة تحتاج الى ذلك.

ولكن ماذا بعد ذلك؟ تجيب اوساط «الوطني الحر» بأنّ «الشعب لم يخذل قائده، وقائده لن يخذل شعبه ولن يسمح بتمرير الرئاسة بعد اليوم كما كان يحصل سابقا»، مشددةً على أنّه «لا بد من تجاوز الممر الالزامي المتمثل بالشعب اولا كونه صاحب القرار الاول والنهائي».

كما يعتبر هؤلاء ان «ما قبل 4 ايلول ليس كما بعده» على قاعدة «الخيار بين الشراكة التامة وبين الجمهورية الثالثة التي يوشك العماد عون ان يضع اولى مداميكها».

سبق لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ان تحدث عن «أقل من طائف واكثر من دوحة». وثمة من يطالب بـ «لا طائف ولا دوحة». قد تذهب كرة الثلج البرتقالية في هذا الاتجاه. لا سيما ان حراك «الوطني الحر»، وفق اوساطه، لن يتوقف «فما حصل الجمعة الماضي كان مجرد تحمية لما سيحصل لاحقا».

اصوات كثيرة داخل «التيار البرتقالي» طالبت بالتوجه فورا الى قصر بعبدا وليس ساحة الشهداء. وهذا ما جاء في الكلمة التي القاها رئيس «التيار» جبران باسيل في كلمته امام حشد ساحة الشهداء «المرة المقبلة سنكون امام قصر الشعب».