يستمر بنيامين نتانياهو متهرّباً من الجواب على سؤال أثير يطرحه عليه وزراؤه المشاكسون يومياً، منذ الحرب البربرية الوحشية التي شنها على غزة، مرتكباً فيها كمّاً هائلاً من جرائم الحرب اليومية من دون أن يرف له جفن أو لأحد معاونيه، وهذا ربما يكون مفهوماً، أما ما ليس مقبولاً على الإطلاق فمن دون أن يرف جفن في البيت الأبيض في واشنطن، ولا في المبنى رقم 10 في داونينغ ستريت في لندن، ولا في قصر الإليزيه في باريس ولا في سواها… أمّا في مراكز ومقار معظم أهل السلطة في العالم العربي فحدّث ولا حرج…
وذلك السؤال الذي يتهرب نتانياهو من الجواب عليه هو، بكل بساطة: ماذا عن اليوم التالي يا بنيامين؟!.
والمقصود بهذا التعبير هو ما يتعلق بكيفية مواجهة التداعيات العميقة التي ستتركها الحرب في المجتمع العبري، بل وفي الكيان الصهيوني ومصيره. والكلام كثير حول الاهتزازات البنيوية في مجتمعَيْ السلطة. وأيضاً ماذا سيكون مصير نتانياهو نفسه، الذي يواجه تهماً قضائية بالفساد وسواه من الارتكابات التي تمهد أمامه طريق السجن من أبوابه العريضة. أضف الى قضية وقوع الآلاف بين قتيل وجريح وأسير الذين سقطوا في القطاع وعلى الحدود مع لبنان.
والسؤال ذاته مطروح في لبنان ربما بزخم كبير أيضاً:
فماذا عن اليوم التالي بعد حرب غزة؟
ماذا عن الاستحقاقيَن الرئاسي والحكومي؟
ماذا عن التعيينات الإدارية والعسكرية والديبلوماسية والقضائية؟
ماذا عن إعادة الحياة الى الاقتصاد اللبناني والصناعة والتجارة والزراعة والتعليم والحد من الهجرة وتعديل الرواتب والأجور؟
ماذا عن القطاع المصرفي ومَن سيكون حاكم مصرف لبنان وأي حل لأزمة أموال المودعين؟