اشتعلت بين البترون والمصيطبة يوم السبت الماضي. صبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على وصفه الرئيس تمام سلام له في جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي بانه “بكّاء”، فكان الرد عنيفا حتى التلويح باستعمال القوة واللجوء الى التظاهر او العصيان اذا كانت جلسة الخميس المقبل كتلك التي عقدت الخميس الماضي فهل يعلّق سلام الجلسات من جديد ام يمضي في المواجهة بعدما ابدى إنزعاجه من اللهجة القاسية التي استعملها باسيل للرد عليه؟
في المعلومات التي توافرت امس من مصادر سلام وعون ان جلسة التاسع من الشهر الجاري في السرايا لن تكون عادية كسابقتها. لأنها لن تقتصر على حصر النقاش بتعيين قائد جديد للجيش، بل ستشهد ايضا احتجاجا عونيا على إقرار المجلس مشروع قرار بتصدير المنتجات الزراعية الى الخارج من دون مناقشة. وان وزير التربية الياس بو صعب اتصل بالرئيس سلام هاتفيا وأبلغه احتجاج “تكتل التغيير والاصلاح” على هذا الإقرار، موضحا انه خرق لما كان قد أكده سلام نفسه في الجلسة الاخيرة للمجلس الخميس الماضي، في عدم جواز اتخاذ أي قرار في حال اعتراض مكوّنَين في الحكومة. أسئلة كثيرة طرحت امس في المصيطبة، والرابية، من بينها كيف سيتصرف سلام امام هذا الوضع الناشىء؟ هل يتجاوب مع ما يريده الوزيران والوزراء الاربعة الآخرون المؤيدون لهما من “حزب الله” والطاشناق ام سيكون التركيز مجدداً على تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش وعدم طرح اي موضوع آخر من جدول اعمال سابق لم تناقش بنوده الـ80 منذ 27 يوما؟ هل يرّد رئيس الحكومة على الانتقاد القاسي الذي وجهه باسيل له من البترون بوصف سلام له بأن مواقفه تتسم بـ”البكائية” وخصوصاً عندما قال “نحن مجلس الوزراء ولن نقبل المس به؟ نحن رئاسة الجمهورية ولن نقبل المس بها؟”.
ولم يكتف باسيل بالتذكير بخرق سلام لما يطالب به مع بو صعب من حصر النقاش في الجلسة بموضوع تعيين قائد جديد للجيش وعدم الانتقال الى اي موضوع آخر من جدول الاعمال بل أثار مواضيع “الوجود والكرامة والشركة”، لان “القضية ليست قضية تعيين وموقع او الإثنين معا، ونحن ما نحن في هذا البلد. وما هو لبنان من دوننا؟ وما نحن بدون لبنان؟”.
وصعّد عندما ردّ وزير الخارجية والمغتربين على سلام ايضا بقوله اذا كانت قضية الشراكة والكرامة تعني لهم “اننا بكاؤون او شحاذون ونستعطي حقوقنا، فسنريهم كيف يكون البكاء وكيف يكون الموقف الذي لا يضعنا ويا للاسف في خانة المطالبة، انما في خانة استعداء الشراكة. هل تريدون أن نأخذ بالقوة؟ فليكن”. هل سيسكت سلام عن ذلك ام انه سيتخذ موقفا تصعيديا؟ وهل سيقرّر الانتقال الى مناقشة القضايا الـ 80 المدرجة في جدول الاعمال؟ وفي حال فعل ذلك، هل سينسحب الوزيران العونيان من الجلسة ويتبعهما المؤيدون وتنطلق الاحتجاجات العونية التي هي قيد التحضير بين التظاهر في محيط السرايا او “العصيان على العصيان ” كما قال باسيل؟.
وسألت فاعليات سياسية ممثلة في الحكومة بوزراء هل ستبقى الأجواء على تصعيد بين الرابية والمصيطبه ام سيتحرك العقلاء لتنفيس هذه الأجواء المشحونة؟
ودعت الزعماء السياسيين الى بذل المساعي مع الطرفين لوقف الشحن الإعلامي والتفاهم على مخرج للازمة قبل انعقاد الجلسة يوم الخميس المقبل على أساس ان “دعوة الحكومة من دون تفاهم لا تنتج”، وفقا لما كان أبلغه بو صعب الى سلام هاتفيا يوم السبت الماضي، تجنبا لجلسة صاخبة تزيد التوتر السياسي او التعطيل الحكومي حفاظا على بقاء الحكومة . وسيثير باسيل ايضا موضوع القاعدة التي كان قد اثارها سلام في الجلسة الاخيرة ان اي موضوع لا يقبله مكوّنان من الحكومة لا يطرح، فكيف اذا كانوا ثلاثة؟