Site icon IMLebanon

بعد تركيا… أين سيضرب «داعش»؟

دخلت تركيا منذ نحو عام مرحلة جديدة في تاريخها بعد فترة هدوء واستقرار طويلة جدّاً، وهي مرحلة سببها الأزمة السورية بالدرجة الأولى والنزاع مع «حزب العُمّال الكردستاني»، حيث نشهد وقوع تفجيرات وهجمات إرهابية عدّة وتزايدها في الفترة الأخيرة لتصل إلى ذروتها مساء أمس الأوّل عبر استهداف مطار «أتاتورك» ومحطة المترو بثلاثة انتحاريين موقِعاً 41 قتيلاً و239 جريحاً.

أكّد المُحلّل العسكري، العميد المتقاعد خليل حلو، في حديث لـ«الجمهورية»، أنّه «على المستوى العقائدي، هناك فتاوى لدى تنظيم «داعش» منذ إنشائه عام 2013 حتّى اليوم، تُشدّد على ضرورة زيادة عملياته الإنتحارية والجهادية خلال شهر رمضان لأنّ من يستشهد في هذا الشهر يذهب إلى الجنة»، مضيفاً: «أمّا على المستوى الميداني، فتزرع هذه العمليات الرعب في أعداء «داعش». مثلاً، عندما سقطت مدينة الموصل العراقية كاملة كان هناك فرقة عراقية إنهزمت خلال ساعتين بسبب خوف الناس ورعبهم من التنظيم».

وأوضح أنّ «العامل الثاني هو أنّ هذه العمليات الإنتحارية تزيد التطوّع عند التنظيم الإرهابي، ما يعني أنّهم يجلبون أناساً عقائديين مقتنعين بهم ومُتحمّسين للانضمام اليهم في سوريا والعراق والالتحاق بهم»، مشيراً إلى أنّ «التطوّع مشكلة كبيرة جداً عند داعش حالياً بسبب إغلاق غالبية المعابر الموجودة في تركيا التي يتجمّع فيها المتطوّعون من أوروبا وروسيا وكُلّ أنحاء العالم، للعبور نحو سوريا».

وتابع حلو أنّ «قوات «سوريا الديموقراطية» أغلقت 400 كلم من الحدود مع تركيا لأنّ السلطات التركية تلاحق شبكات داعش داخل تركيا بعدما غَضّت النظر عنهم لأنّ التنظيم يستهدف في سوريا حلفاء تركيا، خصوصاً «أحرار الشام»، مشدّداً على أنّ «السبب الثالث هو تعرّض داعش لضغط كبير جداً في سوريا، حيث طُوّقت منبج التي تتعرّض لهجوم كبير وأصبحت مدينة الرقة معزولة عن الحدود التركية بسبب هذا التطويق، فضلاً عن هجوم «جيش سوريا الجديد»، المكوّن من سُنّة حلفاء أميركا والأردن وتدريبهم أردني – سعودي، على منطقة البوكمال التي إذا سيطروا عليها، يكونون قد عزلوا القسم الأكبر من سوريا عن العراق لوقوعها على مجرى الفرات وتسمح لداعش بالتنقل من محافظة الأنبار والرقة».

وتُظهر كُلّ هذه التطوّرات أنّ «داعش» يتعرّض لضغوط كبيرة في المسرحين السوري – العراقي، ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في العمليات الإرهابية خارج هذا المسرح، وفق ما أفاد المُحلّل العسكري.

وأضاف أنّ «العملية الإرهابية التي حصلت في القاع اللبنانية هي إحداها، فضلاً عن العمليات الانتحارية العشرة في اليمن خلال هذا الأسبوع، والعمليات التي حصلت في السعودية وليبيا سابقاً»، لافتاً إلى «محاولات عدّة حصلت في أوروبا، وتحديداً تفكيك شبكة في أوكرانيا كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية».

وفي ما يتعلق بهجمات مطار «أتاتورك»، إعتبر حلو أنّه «بعد فترة هدنة امتدّت من العام 2013 حتّى نصف عام 2015 بين تركيا وداعش، بعدما كانت تركيا تعتبر أنّ بإمكانها الإفادة من داعش الذي يستهدف دوماً النظام السوري عبر عدم تعرّض الإستخبارات التركية لشبكات تفيد داعش في تركيا تُهرّب أشخاصاً وأغراضاً وشبكات تجارة نفط وذهب».

وأشار إلى أنّ «داعش أصبح هدفاً للإستخبارات التركية بعدما هاجم «أحرار الشام» في سوريا، ما أدّى إلى وقوع تفجيرات عديدة في أنقرة وجنوب تركيا والتفجير الأقوى مساء أمس الأوّل في إسطنبول»، مؤكّداً أنّ «التحضير لمثل هذه الهجمات ليس صعباً، فإرسال 3 أشخاص سجّلهم نظيف تابعين للتنظيم إلى إسطنبول لتفجير أحزمة ناسفة هو أمر بسيط».

هجمات أكثر

من جهته، لفت المُحلّل العسكري، العميد المتقاعد أمين حطيط، في حديث لـ»الجمهورية»، إلى أنّ «داعش تنظيم إرهابي ترعاه استخبارات عالمية، أبرزها أميركية وبريطانية. وبالتالي، عندما يتعرّض لضعوط في ميدان معيّن، يكون أمام خيارين: إمّا المواجهة في الميدان حتّى يبقى، وإمّا التحول إلى ميدان جديد»، موضحاً أنّ «داعش دخل في العراق وسوريا «مرحلة التصفية»، يعني سحب الأرض من تحت أقدامه»، لكنه إستدرك قائلاً: «هذه المرحلة لا تعني الالتفات ودحر التنظيم، فالظاهر أنّه تحوّل إلى الميدان اللبناني والأردني لأنّه لم يعد يملك القدرة على الاستمرار والتماسك في سوريا والعراق».

وشدّد حطيط على أنّه «في الفترة المقبلة قد نشهد عمليات أخطر وأسوأ في ميادين خارج سوريا والعراق ليثبت وجوده، خصوصاً في الميدان اللبناني إن لم يكن هناك تدابير أمنية»، مشيراً إلى أنّ «داعش لم يكن مُنفّذ الهجمات في تركيا، بل المسؤول هي الجهات التي يقتلها الأتراك ويرتكبون المجازر في حقهم ويهدمون بيوتهم فتردّ هذه الجهات عليهم بهذه الطريقة».