Site icon IMLebanon

بعدما كسب رهان البلديات… الحريري  يدعو إلى الرئاسية ثم النيابية

ثمان وأربعون ساعة تفصل اللبنانيين عن انطلاق آخر أمهات المعارك البلدية والإختيارية في لبنان، طرابلس، لتكون الثالثة ثابتة في انتصارات الرئيس سعد الحريري في خياراته الحاسمة في بيروت وصيدا وطرابلس. فلقد حقق الزعيم الشاب رهاناته وأعادت الإنتخابات البلدية والإختيارية تتويجه زعيماً في بيروت وصيدا وطرابلس.

لكن الثالثة، كما بيروت وصيدا، لن تكون نزهة، فالمرشحون للمقاعد ال24 لبلدية طرابلس لامسوا ال140 مرشحاً في طرابلس وحدها، عدا بلدية الميناء التي لامس المرشحون فيها مئة مرشح.

يعرف الرئيس سعد الحريري أنَّه ليس وحده في هذه المعركة، فهو نجح في التقريب بين مكوناتها السياسية:

من الرئيس نجيب ميقاتي إلى الوزير السابق محمد الصفدي، إلى سائر نواب المدينة إلى الوزير السابق فيصل كرامي، إلى أفرقاء الجماعات الإسلامية. هذا التنوُّع يجعل المعركة سهلة وصعبة في آن:

سهلة لأن معظم المكونات موجودة في اللائحة، وصعبة لأنه اختبار صعب بين خصوم الأمس.

أهم ما في الإنتخابات البلدية في طرابلس، أنَّ الرئيس سعد الحريري أصرَّ على الوجوه الإنمائية في عملية الترشيح، صحيح ان للسياسيين دوراً في عملية الإختيار لكنَّ الشرط هو للكفاءة، لأنَّ الإنماء هو الذي سيأتي أولاً والسياسة تبقى للسياسيين وليس للمجلس البلدي.

في الثلاثين من أيار، أي الإثنين المقبل، سيقف الرئيس سعد الحريري مزهواً في ما حققه، فوزير الداخلية نهاد المشنوق ما كان ليُقدِم على قرار إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية لو لم يأخذ الضوء الأخضر من الرئيس سعد الحريري، الذي يؤكد يوماً بعد يوم أنَّه مع الخيار الديمقراطي أياً تكن الأثمان.

من هذا الباب كان للرئيس الحريري موقف في غاية الأهمية، في ما يتعلَّق باستحقاق الإنتخابات النيابية، وهذا الموقف جاء في معرض الرد على مَن يتهمه بالسعي إلى الإستئثار، فقطع الشك باليقين حين أعلن أنَّه لو كان تيار المستقبل يسعى إلى الإستئثار لَما وافق ووقَّع على اقتراح قانون نسبي مختلط مع القوات اللبنانية وكتلة النائب وليد جنبلاط في مجلس النواب.

أكثر من ذلك، يطرح الرئيس سعد الحريري، في معرض ردوده على الطروحات المستجدة، يقول الرئيس الحريري:

ما هي نسبة اللبنانيين التي تريد رئيساً للجمهورية؟

وأين إرادتها من تعطيل النصاب منذ سنتين؟

فعلاً إنّ شر البلية ما يضحك!.

صحيح شر البلية ما يُضحِك، فالرئيس سعد الحريري يُدرِك إلى درجة اليقين أنَّ الناس توَّاقون إلى الإنتخابات الرئاسية، ويحز في نفوسهم أن يكون الفراغ الرئاسي قد احتفل منذ يومين، بمرور سنتين على حدوثه.

هكذا، وكما تحدى الرئيس الحريري في الإنتخابات البلدية وكسب الرهان، ها هو اليوم يتحدى في موضوع الإنتخابات الرئاسية وفي قانون الإنتخابات النيابية، فمَن يقبل التحدي لمواجهته؟