لم يعد مسموحاً (بل ليس مسموحاً في المطلق) أن يعاني اللبنانيون من إنقطاع التيار الكهربائي، هذه المعاناة الطويلة، وهم الذين كان عندهم كهرباء لا تنقطع أبداً، بل تصل على مدار الساعة 24 على 24، سبعة أيام في الأسبوع.
بل إننا كنّا نقدم الطاقة الكهربائية الى سوريا في بعض المواسم السياحية وبالذات خلال موسم معرض دمشق الدولي.
واستمرت هذه الحال الى ما بعد نشوب الحرب اللبنانية ابتداء من النصف الثاني من عقد السبعينات في القرن العشرين الماضي.
ومنذ مطلع التسعينات بدأ العمل بالدستور الجديد في ما يعرف بـ»جمهورية الطائف« أو »الجمهورية الثانية« … وكان الشعار »إعادة الاعمار« وهذا حصل فعلاً على الصعيد المادي، أما ما لم يعد، وبقي »مخطوفاً« مع الحرب وتداعياتها فكثير… إلاّ أن أبرزه إثنان: التيار الكهربائي… والمحاسبة الجديّة. ونود ان نحصر كلامنا، ها هنا، في غياب التيار الكهربائي. ولن نغرق في ما يعرفه الجميع عن الخسائر الكبيرة بعشرات مليارات الدولارات التي يتكبدها قطاع الكهرباء، وعن الصراع السياسي – المالي الكبير الذي نشأ حول هذا القطاع، وعن المشروعات العديدة التي لا تقل عدداً عن الوعود المقطوعة بأن الكهرباء ستصل الى نسبة الـ 24 على 24 في العام الفائت 2015… والى ما يترتب على المواطنين وسكان لبنان جميعاً من إنفاق اضافي إن على بدل الإشتراك مع المولدات (وما أدراك ما المولدات، ومن هم القيّمون عليها، وماذا يدور فيها وحولها من أرباح وحمايات…) أو على المولدات الشخصية الخاصة التي لجأ إليها كثيرون في منازلهم، خصوصاً في مؤسساتهم.
ومع أننا نعرف أنّ الوجود السوري النازح بالمليون و 500 الف شخص على الأقل قد أضاف عبئاً على عبء، فإننا لا نقبل ولا نجد عذراً مهما ادّعوا انه »وجيه« و »جاد« و… ليصبح التقنين عند حدود الصفر: أي مدّ الناس بساعتي كهرباء في الـ 24 ساعة!.
يا أخي: لماذا؟ نريد أن نعرف: لماذا؟!
ثم نريد أن نعرف: من المسؤول؟!
ومن ثم نريد أن نعرف: ما هي الإجراءات المزدوجة: إجراءات في حق المقصّر، كائناً من يكون، وإجراءات لإعادة المد بالتيار الكهربائي بضع عشرة ساعة (على الأقل) في اليوم.
في أي حال: لماذا لا تشرّع الدولة الحلّ الذي اعتمدته شركة كهرباء زحلة الخاصة؟ هل لأنها نجحت في تأمين التيار الكهربائي أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين؟ وهل هذا ممنوع ليبقى اللبنانيون تحت القهر والعذاب و… العتمة؟!
وبعد،
لو كان لنا أن نُسدي نصيحة الى المواطنين لقلنا لهم: دبّروا كهرباءكم بأنفسكم… وليكن ما يكون؟