«علينا أن نطبق تجربة حزب الله اللبناني في البحرين من خلال تدريب وتشكيل مقاومة مسلحة تستهدف التواجد العسكري السعودي والخليجي هناك.. وعلينا استهداف آبار النفط في البحرين والسعودية فهذا سيجبر الغرب الذي سيجن جنونه من خلال تعرض مصالحه للخطر إلى اتخاذ مواقف ضاغطة ضد الحكومتين البحرينية والسعودية وبذلك سنحقق أهدافنا الإستراتيجية»!!
سنعود لاحقاً إلى الكلام الذي سقناه أعلاه، إذن؛ المواجهة التي تخوضها المملكة العربية السعودية مع إيران عبر حدودها مع اليمن، للأسف رتبت لها إيران منذ العام 1990 وبشكل جدّي جداً، فيما سهت عنها المملكة ظنّاً أنّ الحليف الأميركي يقف نيابة عن المنطقة في مواجهة التآمر والتمدّد الإيراني، ولكنّ الواقع كان عكس ذلك، راح العرب في سباتٍ طويل منذ حرب الخليج الثانية و»عاصفة الصحراء» الأميركيّة في المنطقة، ربما لو فكّر العرب يومها بمواجهة صدّام حسين بأنفسهم مع الاستعانة بصديق، أفضل بمئات المرات من الاتكال على الغرب بمشاركة عربيّة رمزيّة، وعاد الخطأ وتكرّر في العام 2003 عندما تركوا العراق لقمة سائغة لإيران، أوصلت السعودية اليوم إلى تعرّض منطقتي نجران وجازان إلى صواريخ الكاتيوشيا، بدا المشهد بالأمس بعد القصف المستمر على صعدة منذ أيام، وخروج علي عبد صالح ليعلن تحالفه مع الحوثيين من أمام أنقاض قصره شديد المرارة والوقاحة!!
ما فعلته إيران في اليمن هو تماماً ما فعلته في لبنان، وقد بدأت تحضير الأرضية له، فتنظيم الحوثي بدأ تحت اسم «الشباب المؤمن» ـ تسمية كانت تطلق على شباب حزب الله قبل ظهور حركة أمل الإسلامية حتى ـ وأعلن هذا التنظيم عن نفسه عام 1990، في بعض مناطق محافظة صعدة، بعيد إعلان الوحدة اليمنية والسماح الدستوري للتعدّدية السياسية إطاراً ثقافياً وسياسياً، وقد نفهم تغاضي دول الخليج العربي عن لبنان وتسليمه للاحتلال السوري، باعتباره من سيتعامل مع حزب الله، ولكن اضطروا لاحقاً لمعايشة اضطرابات البحرين، ولاحقاً الهزيمة العربية الكبرى بتسليم العراق بعد لبنان والقضية الفلسطينية، لتلحق بهم سوريا واليمن، ظنوا على مدى أربعين عاماً أن النار الفارسية بعيدة عن ديارهم إلى أن نشبت في الثياب، بعدما حوّلتها إيران إلى «عقيدة» تغسل بها الأدمغة، خصوصاً دماغ الطائفة الشيعية في لبنان، ولا يكذبنّ أحد على نفسه حزب الله هو الحاكم الوحيد للشيعة اليوم، ومتى انتفت حاجته لغطاء نبيه بري السياسي، سيأتي أحد المحمّدين رعد أو فنيش لرئاسة المجلس، وسينفي ويهجر من لا يتوفق مع أداء الطاعة له ولوليّه الفقيه!!
هذا كلام إيراني مئة في المئة، وأهداف إيرانية استراتيجيّة مئة في المئة، نشره موقع «رجا نيوز» يوم الاثنين 9 أيار 2011 في مقابلة مصطفى ملكوتيان أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران وأحد أهم مُنظّري الحرس الثوري، وطالب ملكوتيان حلفاء إيران في البحرين باتخاذ «أساليب المقاومة العسكرية» ضد الدولة البحرينية وقوات درع الجزيرة (…)واستهداف المناطق الحيوية في السعودية في غاية الأهمية، ولذلك علينا أن ندرب الثوار على كيفية صناعة الصواريخ لأجل تلك الغاية»، لا يحزنك كلام منظّري الإرهاب الإيراني ولا ما يفعلونه في الواقع، ما يُحزن هو سكوت العرب، والمملكة العربية السعودية أمام هذا الإعلان الإيراني الصريح لنوايا استهدافها، «لو» لفظة شيطانية لا تغيّر كثيراً في الواقع اليوم، وأقصى ما نتمنّاه أن تنجح المملكة في القضاء على ظاهرتين الأولى، جماعة عبد الملك الحوثي ومعه الخائن علي عبد الله صالح، أما الأمر الثاني الذي نتمنّى أن تنجح المملكة في القضاء عليه، فهو نموذج باراك أوباما حتى لا يدفع العرب ثمن أخطاء رئيس جبان كأوباما، أو آخر مجنون كجورج بوش الإبن!!