IMLebanon

مرة ثانية عاصفة الحزم»

تقول الأمثال، إذا بدأت الحروب يعرف المرء متى بدأت وكيف لكنه لا يعرف قطعاً كيف ستنتهي؟

نستذكر هذا القول الصائب، لمناسبة ما يحدث حالياً في اليمن بعدما أعلنت الدول العربية الحرب لإفشال مخطط احتلال اليمن من قبل الحوثيين المدعومين عسكرياً ولوجستياً ومادياً من إيران التي لها مطامع تاريخية في منطقة الخليج والتي منذ نجاح الإنقلاب على الشاه الذي قاده من مقر إقامته في باريس المرشد العام للثورة الإسلامية الخميني وهي تعلن عن نيّتها تصدير الثورة الإسلامية، أي استعادة الإمبراطورية الفارسية المفقودة من الإسلام السنّي.

وبعد يومين من الإعلان العربي الحرب على الحوثيين الذين نجحوا في إحداث إنقلاب على السلطة الشرعية في اليمن، بدأ العالم يسمع أصوات التنديد بهذا العدوان السعودي – الأميركي ترتفع في إيران، وتهدّد بالرد على الحرب المعلنة عربياً على حلفائها الحوثيين وصولاً إلى حزب الله الحليف الأقوى لإيران والذي وصف ما يجري في اليمن بأنه مؤامرة سعودية – أميركية وإلى المعلومات التي تقول بأن حكومة إيران دفعت بقواتها إلى صنعاء للمحاربة إلى جانب الحوثيين الذين تتعرّض مراكزهم العسكرية الاستراتيجية الى التدمير بفعل الغارات المركّزة لطائرات التحالف الخليجي – العربي – الآسيوي بعد دخول باكستان على خط المواجهة الى جانب المملكة العربية السعودية ودول الخليج وجمهورية مصر العربية.

وفي خضمّ كثافة المعلومات  عما يجري حالياً في اليمن إلا أن أحداً حتى الآن تنبّأ بمتى ستتوقف غارات الطائرات العربية وعلى أي أساس وهل ستنتقل فعلاً إلى مواجهة بين إيران والتحالف العسكري العربي – الآسيوي ومتى وما هي حدودها وهل ستتمدّد لتشمل كل الدول العربية والآسيوية أم أنها ستتوقف بعد أن يتأكد التحالف العربي – الآسيوي من سقوط المشروع الإيراني – الحوثي أي إنكفاء إيران واستعادة الدول العربية لليمن من براثن الدب الفارسي.

هذه الأسئلة مشروعة وطبيعية بعدما إندلع القتال في صنعاء وبعد المواقف التي اتخذتها إيران مما يجري ودخولها إلى جانب الحوثيين الذين أوقفوا تقدمهم في اتجاه عدن بعدما استولوا على العاصمة صنعاء وفرّ الرئيس اليمني ليتحصّن في العاصمة الثانية، لكن لا أحد يستطيع الإجابة الدقيقة عنها عملاً بالمثل الذي ذكرناه في مستهل هذا التعليق وهو أنه إذا كان كل الناس يعرفون متى بدأت هذه الحرب ولماذا بدأت فإن أحداً لا يعرف متى تنتهي وكيف ستنتهي، إلا أن كل المؤشرات حتىالآن تدل على أن الدول العربية ومع دول آسيوية كباكستان وكل دول العالم العربي لن توقف هجماتها الجوية على الحوثيين إلا بعد هزيمتهم وانكفائهم وبعد عودة الشرعية اليمنية الى الإمساك بالسلطة التي عمل الحوثيون على الانقلاب عليها بالقوة العسكرية الإيرانية ودعم الفريق العسكري اليمني الموالي للرئيس المخلوع علي صالح الذي تحوّل من مواطن يمني الى متآمر على دولته وشعبه بل وحاقد عليهما بعدما خلعوه من السلطة كونه قاد بلاده في مدة زمنية تتجاوز بضعة عقود نحو مزيد من الفقر والبؤس.

على أي حال يمكن القول بعد يومين من إعلان السعودية والتحالف العربي – الآسيوي عاصفة الحزم أن النصر سيكون حليف هذا التحالف وإن كانت إيران تهدّد وتتوعّد بالرد الحاسم على ما أسمته هي وحليفها حزب الله في لبنان بالعدوان السعودي – الأميركي.