Site icon IMLebanon

ضدّ الرئيس سعد الحريري

 

من عجائب ما يتعرّض له الرئيس سعد الحريري، ما يصدر عن بعض من يشغلون مواقع يفترض بها أن تكون متقدّمة حتى على مواقع وتصريحات نواب كتلته النيابيّة، فتخرج عنهم تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي تضرب عرض الحائط بالجهود الرئاسيّة التي يبذلها الحريري منذ عودته إلى لبنان لإخراج البلد وشعبه من مأزق انهيارٍ سياسيّ يكاد يصل إلى خواتيمه المريرة. منذ اللحظة الأولى لانطلاقة الحراك الحريري نشط هؤلاء في إطلاق مواقف بدت وكأنّها تنفي محاولة الرئيس الحريري إنقاذ الرئاسة الأولى بثقب الأفق المسدود في وجه اللبنانيّين، أو كأنّها تؤكد بشكل شبه مباشر أنّ هذا حراك الرئيس الحريري «فارغ» من أيّ مضامين إنقاذيّة جديّة!!

ثمّة خفّة لدى بعض المسؤولين المستقبليّين في التعاطي مع الجهود التي يبذلها رئيسهم، وفي اللحظة التي ينبغي أن تكون الصفوف مرصوصة خلف الرجل، يبدو وكأنّ البعض منهم «فاتح» على حسابه «دكّانة» مواقف، وفيما بدت الكتلة النيابيّة شبه صامتة إلا من تعليقات «فتفتيّة» أو «مجدلانيّة»، يبدو أنّ هناك من يسعى لتضليل الرأي العام المحايد والمستقبلي على مواقع التواصل الإجتماعي، والمرحلة لا تتحمل هذا الترف خصوصاً أنّ كثيراً من هؤلاء كانوا في مرحلة ترشيح «خيّ» بشار الأسد لرئاسة الجمهورية ـ مع أنّ ترشيحه كلّف الرئيس الحريري خسارة وازنة من رصيده ـ يخوضون حروباً شعواء في وجه كلّ معترض على هذا الترشيح، حتى ذهب كثيرون ـ ونحن منهم ـ حدّ اعتبار هؤلاء نموذجاً رديئاً فيه الكثير من «نموذج حزب الله وجماعته»، فـ»شو عدا ما بدا» حتى هبّوا لتكذيب محاولة إخراج البلد من المأزق بإيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهوريّة، واللافت أنّ هؤلاء ناشطين التصويب على «محاولة» الرئيس الحريري والانخراط في التصفيق للرئيس نبيه بري أو «أبو مصطفى» كما يطلقون عليه تحبّباً «هاليوميْن»!!

ومن هؤلاء بعض «استطالت أظافره» خلال السنوات الخمس التي امتد على رقعتها غياب الرئيس الحريري عن بيروت، وبعضهم «انتفش ريشه» وكأنّ قرارات الحريري لا تؤخذ إلا بموافقته وبرأيه وسلطته، حتى  ومن المؤسف أن لا يلتزم هؤلاء الصمت على الأقلّ خصوصاً وأنّ مبادرة الرئيس الحريري أتت بعد حملات شعواء شنّها حزب الله ضدّه وضدّ تيّار المستقبل بتهمة تعطيل الاستحقاق الرئاسي، ونظنّ أنّ الخفّة التي يتعاطى بها هؤلاء ناتجة عن أحد أمريْن: إما الشعور بأن لا أحد منتبه لما يفعلونه، أو إحساسٌ بأنّ لا محاسبة ومساءلة حتى لو كان ما يصدر عنهم يلحق الضرر بسعد الحريري نفسه وحراكه السياسي في هذه المرحلة الدقيقة، بصرف النّظر عن النتيجة التي قد يصل إليها هذا الحراك.

«التذاكي» صفة تلازم تعليقات هؤلاء، حيث يجري إطلاق النّار على العماد ميشال عون، في التفاف أبله على محاولات سعد الحريري، أو تكذيب خلاصة الحديث السياسي في البلاد خلال الساعات الماضية، أو الرمي بكلام على لسان آخرين فتحاً في المجال لصبّ التعليقات السلبيّة عليه، وفي لعبة معتادة مكشوفة سواء في اللعبة الإعلامية أم على مواقع التواصل الإجتماعي!!

عبر السنوات الخمس الماضية كان كثير من هؤلاء سبباً رئيسياً في إلحاق ضرر كبير برصيد الرئيس سعد الحريري، خصوصاً وأنّهم من أهل البيت، والنّاس تصنّف ما يصدر عنهم وكأنّه صادر عن الحريري بالذات، لأنّ الناس تحتكُ بهم لا بالرئيس سعد الحريري، خصوصاً إذا كان بعض هؤلاء يتصرّف على أنّه «شوفوني يا عالم»!!

ليس سرّاً أنّ كثيرين قد لا يعجبهم خيار ميشال عون رئيساً، ولكن لا بدّ هنا من القول إنّ العماد ميشال عون صاحب تمثيل وازن في بيئته وصاحب كتلة نيابيّة كبرى، وليس زعيماً على نصف بلدة، ومعه «نائب ونص» أتى بهم أساساً جمهور ميشال عون إلى النيابة!!

«شخصيّاً» أعرف أنّ هذا النوع من الناس «فالج ما تعالج» وأنّه كما المثل المصري «لا منّو ولا كفاية شرّه»، بل أكثر من ذلك أظنّ أنّه لا طائل من هذا الكلام إلا أنّنا نسوقه على طريقة «الدّين النصيحة» حتى مع الذين «لا ينتصحون ولا من يحزنون»!!