IMLebanon

عوامل التغيير من خلال الحوار؟!

فيما لم يعرف الى الآن طعم الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، غير ان نكهة الحوار بين تكتل التغيير والاصلاح وحزب القوات اللبنانية لاتزال قيد التحضير على ما يبدو من دون ان يعني ذلك ان رغبة الجانبين غير موجودة، بعكس ما هو حاصل بين الجانبين الأولين اللذين خاضا تجربة اللقاء في ضيافة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي له رأيه الخاص به، مع العلم أنه غير بعيد في النظرة والممارسة عن حزب الله المهتم بجس نبض المستقبل في المواضيع التي يمكنه من خلالها ان يخرج من الحوار بأقل تفاهم ممكن؟!

والذي يفهم بلغة حزب الله، لا بد وان يكون فاهماً بلغة تكتل التغيير والاصلاح الذي يرغب ولا يرغب بالحوار مع القوات اللبنانية طالما تعذر عليه تقديم ايجابية واحدة على صعيد نظرته الى دور حزب الله في الحرب السورية، والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى ما هو مرتقب من دور توضيحي لحزب الله على صعيد حواره مع المستقبل، لأن الأمور مرتبطة ببعضها، مثل ارتباطها بموضوع المحكمة الدولية التي تعني لكل من الجانبين أشياء مختلفة.

على رغم ما تقدم فإن الانظار تبدو مشدودة الى حوار المستقبل – حزب الله على أمل ان تفتح كوة في مجال الابتعاد عن التشنج الذي يعني للجانبين أشياء كثيرة على أرض الواقع، كونه يجسد صراعاً مذهبياً واضح المعالم، كما يهدد بوصول الجانبين الى حد المواجهة المسلحة على رغم عدم توافر الحد الأدنى من التوازن في السلاح وفي التدريب والاستعداد بين الجانبين، الأمر الذي دفع أساساً الى اختيار الحوار بدلاً من المواجهة السلبية التي من الصعب الاتكال عليها قياساً على سوابق وتجارب أثبتت عقمها (…).

صحيح ان مثل هذا الكلام دقيق وحذر ليس أوانه للتخويف مما قد يطرأ في حال وصل حوار المستقبل وحزب الله الى طريق مسدود، بل من الضروري التحذير من الوصول اليه بعكس ما قد يطرأ في حال فشل الحوار بين تكتل التغيير والاصلاح والقوات اللبنانية، حيث موقفهما واحد من مختلف القضايا المرتبطة بالسيادة الوطنية الناجزة، ليس لأن هدف السيادة غير موجود في مجال بحث المستقبل وحزب الله، لكنه مختلف بالنسبة الى كثيرمن القضايا مثل الحرب السورية ومثل العلاقة مع ايران ودور ايران المميز في لبنان من خلال الحزب.

والذين لهم رأي مختلف بالنسبة للعلاقة مع سوريا لا بد وان يكون لهم رأي سياسي في حوار تكتل التغيير والاصلاح والقوات اللبنانية، ليس لأن الجنرال عون يريد توريط لبنان في مشكلة اقليمية، بل لأن القوات تحاذر انجرار الأول وراء ما يخدم مصلحة الحلف الذي يجمعه مع حزب الله، فضلاً عن ارتباط عون بكل ما من شأنه بقاء التوتر اللامذهبي على الصعيد المسيحي، لأنه في غير مصلحته وليس في مصلحة أي طرف مسيحي بما في ذلك القوات اللبنانية؟!

المهم في نظر تيار المستقبل من حواره مع حزب الله تجنب كل ما من شأنه الانجرار وراء مشاكل يمكن ان تتطور الى صراع اسلامي مناطقي يعيد التذكير بأحداث أيار التي تداخلت فيها الأمور والصراعات الى تورط حزب الله في نزاع كان من شأنه ان يزيد من الخلافات، فيما يعرف الجميع ان الحزب حقق من خلالها مجموعة نقاط سياسية لايزال يستخدمها الى الآن!

والأهم من كل ما تقدم ان تأخير المباشرة بالحوار على الصعيد المسيحي – المسيحي هو كثرة الخلافات بين رئيس القوات سمير جعجع مع أقطاب قوى 8 آذار، حيث يخشى هؤلاء من ان يصب الحوار لما فيه مصلحته، لمجرد تخيير بين ان يكون مع لبنان او مع حزب الله الذي لديه رأي واضح بالنسبة الى مستقبل لبنان وسيادته بعد طول شرذمة جراء الاحتلال السوري الذي لايزال تاركاً آثاره على العلاقة مع قوى 8 آذار، بعكس كل ما له علاقة بالقوى الاستقلالية!

من هنا تفهم صعوبة الحوار بين المستقبل وحزب الله. ومن هنا الخشية من ان يتأثر  الحوار بين العماد المتقاعد ميشال عون والدكتور سمير جعجع طالما استمر التماسك قائماً بين مكونات قوى 14 آذار؟!

في خلاصة النظرة الى حوار المستقبل وحزب الله، أنه لا بد من حصول تقدم لأن العكس سيولد مشاكل من الضروري الابتعاد عنها قدر الامكان؟!