«القوات اللبنانية هي الرقم الصعب في الجبل»، هكذا استبق نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان نتائج الانتخابات البلدية في الشوف.
فالصلحة التي رعاها الوزير السابق ناجي البستاني بين تريسي شمعون ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون لم تفلح في إقناع أهالي دير القمر بمنح أصواتهم للائحة فادي حنين، ولو كان العنوان منع اغتيال داني شمعون مرتين، كما لم تفلح جهود الوزير السابق ماريو عون في الدامور، في إيصال رئيس لائحة «الدامور هويتي» الياس العمار بدل الرئيس الحالي شارل غفري. وعليه، فإن الخلاصة التي خرج بها عدوان فور إقفال الصناديق، تحاكي الفوز الذي حقّقه في غالبية البلدات، بعد تسلمه إدارة المعركة الانتخابية في الشوف، عن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية معاً. إلّا أن المفارقة أن عدوان لم يمنح نصره لـ«ورقة إعلان النوايا»، بل للقوات.
رغم الجهد الذي بذلته «الدامور هويتي» فاز الغفري الذي لم يخفِ عدوان رغبته في فوزه
حوالى الساعة 11 صباحاً، كان جزءٌ كبيرٌ من أهالي الدامور قد صبّوا أصواتهم في الصناديق الـ 17 المخصصة للبلدة التي عجّت شوارعها الداخلية بالمارة والسيارات وأهلها الآتين من «شتات» كسروان وساحل المتن. وسجّلت كثافة انتخابية مرتفعة وصلت الى 4700 مقترع، مقابل 4000 في الانتخابات الماضية. ومع كل الجهد الذي بذلته «الدامور هويتي»، التي نالت دعماً مطلقاً من ماريو عون، فاز الغفري، الذي لم يخفِ عدوان رغبته في فوزه. وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم تكن قد اتضحت تفاصيل النتائج بسبب كثافة التصويت، إلّا أن ما بدا محسوماً هو فوز كامل لائحة الغفري بنسبة تتراوح بين 20 و30 صوتاً في كل قلم اقتراع.
الواحدة ظهراً، تصرخ الصبية على المارة وتقترب من السيارات التي تسير ببطء شديد في ساحة دير القمر: «لائحة شمعون، لائحة شمعون». لم يرفع القواتيون أعلامهم في البلدة، «هذه تعليمات نائب الرئيس» يقول أحد المناصرين القواتيين، «عم نلعبها صح»، يتابع الشاب المقتنع بفوز السفير ملحم مستو وبيار عدوان، شقيق النائب عدوان. وبالفعل، صدقت توقّعات القواتيين وأثمر جهد الأشهر الطويلة. ففي وقت متأخر من الليل، حسمت القوات فوز لائحة مستو، تاركةً هامش خرق حنين نفسه للائحة. ومع أن التيار الوطني الحر في الدير كان شريكاً أساسياً في إنجاح لائحة مستو، إلّا أن غالبية الذين اتصلت بهم «الأخبار» ردّدوا: زبطت مع العدوان!
ومن البلدات المسيحية، إلى البلدات الدرزية، يمكن القول إن الحزب التقدمي الاشتراكي لم يستطع فرض لوائحه كاملة. وبدا لافتاً الإيعاز الذي غمز به النائب وليد جنبلاط لماكينته الانتخابية بمراعاة «المجتمع المدني»، مع الحفاظ على الأعراف في ما خصّ حصص المسيحيين في القرى المختلطة. غير أن هوامش الاشتراكيين، وتبدّل المزاج في القرى، سمح للوزير السابق وئام وهّاب بدخول المنافسة في شكل لافت في أكثر من بلدية وتحقيقه نتائج، ولا سيّما في قرى مناصف الشوف. كذلك اعتمد الحزب السوري القومي الاجتماعي على مرونة لافتة في التعاطي مع اللوائح المتداخلة في قرى الشوف، محقّقاً عدّة نجاحات.
في بلدة الخريبة، ومع أن اللائحة المدعومة من وهّاب برئاسة نبيه الأشقر لم تتمكّن من الفوز في مقابل لائحة مدعومة من الشيخ علي زين الدين ووجدي أبو حمزة ابن عم بهيج أبو حمزة، المحاسب السابق لجنبلاط، برئاسة نسيم الأشقر، إلّا أن لائحة وهّاب حازت نصف أصوات اللائحة المقابلة، وفاز المختار المحسوب على التوحيد. أمّا في كفرنبرخ، ففازت لائحة وسام نصر مقابل لائحة بهيج دلغان المحسوب على الاشتراكي. إلّا أن مصادر وهّاب ومصادر الحزب الديموقراطي اللبناني تبنّت اللائحة الفائزة. وفي كفرحيم، التي فاز برئاستها نسيب أبو ضرغم (قومي) مدعوماً من الاشتراكي، في مقابل «لائحة الشباب» المدعومة من وهّاب، تمكّنت لائحة الشباب من الخرق بثلاثة أعضاء. وفي دميت، حيث فازت لائحة الاشتراكي التي يرأسها بسام طربيه، تبنّى وهّاب فوز المختار عصام أبو ضرغم. وتمكّن وهاب من الخرق في كفرفاقود بعضو واحد للائحة الاشتراكي. وفي بشتفين، التي شكّلت لائحة بلدية بالتزكية، فاز عضو حزب التوحيد كمال جعفر بمنصب المختار. وتمكن وهّاب من خرق لائحة ناصر زيدان الاشتراكية في مرستي، بداني الدبيسي، ومختار محسوب عليه. وحتى ساعات متأخرة، لم تكن قد اتضحت معالم النتائج في بلدة عماطور، إلّا أن النتائج الأولية أظهرت فوز لائحة الاشتراكي مقابل اللائحة المدعومة من القوميين والشيوعيين والتيار الوطني الحر ووهاب.