مشكلة بعض الزعامات في لبنان أنهم لا يعرفون كيف يربحون ولا كيف يخسرون، فإذا خسروا يضعون الملامة على إسرائيل، لأنها شماعة تصلح لكل زمان وكل مكان.
في الزمن السابق كان أحمد الشقيري يريد أن يرمي إسرائيل في البحر وفي ما بعد تبيّـن أنّ هذا الاسلوب لم يعطِ النتائج المرجوة فجاء وقت أحسسنا فيه أننا أمام مرحلة جديدة، مرحلة تعتمد على نصر إلهي، مرحلة تعتمد على تحدّي إسرائيل وتهديدها.
أمام هذه المرحلة الجديدة وأمام ضعف إسرائيل نذهب ونتهم الدول العربية بأنها تتفق مع إسرائيل… كلام جميل ولكن عندي سؤال: بما أنكم تهددون إسرائيل وتقولون انها خائفة منكم وأنكم أصبحتم أكثر قوة وأكثر تسلحاً وأكثر انتشاراً، وأنكم تتمرنون في سوريا وفي بلاد العالم على الحروب فسؤالي: لماذا تخافون من اتفاق بعض الدول العربية مع إسرائيل؟
كل ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية من ردود فعل ضد دول الخليج والمملكة العربية السعودية سببه بكل بساطة «عاصفة الحزم» خصوصاً أنّ استعادة الشرعية في اليمن من الانقلابيين ستكون بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير».
كيف بدأ المشروع الايراني بالتقهقر؟ أين حلم ولاية الفقيه بالهلال الشيعي؟ لم يبقَ من هذا المشروع إلاّ التمني والرجاء والصوم والصلاة، ولكن لن ينفع هذا كله لسبب بسيط: لأن ما بني على باطل فهو باطل.
أن يكون ثلاثة أرباع اللبنانيين مع المملكة ومع دول مجلس التعاون الخليجي فهذا شيء طبيعي لأنّ اللبناني يكون مع مصالحه والمستقبل الواعد للبنانيين هو في تلك الدول الخليجية التي أسهم اللبنانيون في بنائها ونهضتها وحصلوا على الثروات فيها.
ماذا تنفعنا إيران غير أنها تعطينا الصواريخ لنقتل بعضنا ولنتحوّل بين ليلة وضحاها من مقاومة الى قوات إرهابية غب الطلب، نلبّي طلب المرشد للقتال والتخريب في كل بلاد العالم لسبب بسيط هو الحصول على حفنة دولارات وتعويضات للشهداء، أما لماذا وكيف وأين يقتل هؤلاء المقاومون؟ وفي أي أرض؟ فليس مهماً، المهم أنهم يلبّون نداء ولاية الفقيه من دون تحفظ أو تردّد… حلوة الطاعة!
ويبدو أنّ هذه المشاريع آيلة للسقوط قريباً، خصوصاً أنّ الرئيس بشار الأسد أصبح دمية في يد القيصر بوتين الذي ينتظر مَن يدفع له السعر المناسب ليبيعه وأيضاً حسب رغبة البائع.
سوريا نفذت مخطط الفتنة بشكل دقيق لأنّ الرئيس بشار هو دكتور وليس أي دكتور إنّه دكتور عيون يرى الأمور جيداً ويغوص في أعماقها.
أما النصر الإلهي فهارب من الاستحقاق والأيام آتية!
يبقى من أسف أنه لا بد من الاشارة الى بعض كتّاب آخر زمان الذين لم يتعلموا من الكتابة سوى الشتائم والكلام البذيء… والأسف الأكبر أنهم محسوبون على الجسم الصحافي!