لا تبدو عناصر التوصل الى اتفاق بين إسرائيل وحزب لله لوقف الحرب متوفرة! وذلك بعيداً عن الضجيج الديبلوماسي والإعلامي!
هذا في حين، يتبادر الى بعض الأذهان السؤال حول ماهية الأثمان التي قد تحصل عليها إيران لقاء إعطائها لحزب لله الضوء الأخضر لقبول الاتفاق وللالتزام بتنفيذه.
من المؤكد حالياً أنه لا طريق الـ 1701+ ولا طريق الـ 1701- يمكن فرضها بالديبلوماسية!
إن أي اتفاق «محتمل» يفترض تنازل أحد الطرفين على الأقل، أو تنازل كليهما. والمفارقة أن معظم الجمهور الإسرائيلي كما معظم جمهور حزب لله يعتبر الاتفاق عائقاً أمام فرض النصر في الميدان، وبالتالي بمثابة الهزيمة!
ما هي إذن العوائق أمام الاتفاق الذي يحتاج بالتأكيد الى إنضاج ميداني إضافي، تحتاجه إسرائيل كما يحتاجه حزب الله؟
عوائق أمام الحكومة الإسرائيلية:
1- من يضمن عدم عودة حزب لله الى جنوب الليطاني بعد انسحابه وبعد سحب سلاحه وصواريخه، وبعد تفجير أنفاقه؟
2- من يضمن أمن مستوطنات الشمال الإسرائيلي؟ ومن يضمن أمن المستوطنين بعد عودتهم؟
3- ما هي الضمانات الأمنية التي ستُعطى لهم بعدم تكرار 7 أكتوبر جديد ضدهم من جهة حزب الله؟
4- كيف يحقق ويحافظ الجيش الإسرائيلي لاحقاً على أمن إسرائيل في منطقة جنوب الليطاني؟
4- هل يمكن أن يتخلّى الجيش الإسرائيلي عن إمكانية المبادرة، وعن حرية الحركة لجهة الدخول الى جنوب الليطاني عندما يشاء، إذا ما اعتبر أن هناك تحرّكاً من جانب حزب الله؟
5- هل ضمنت الحكومة الإسرائيلية لجنة مراقبة «غير حيادية» تؤمّن لها مصالحها، وتفسر الأمور والأحداث من وجهة نظرها؟
6- هل سيوافق الرأي العام الإسرائيلي على هذا الاتفاق؟ علماً أن حوالى 90% من الرأي العام بحسب استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي غير موافقين على وقف الحرب.
7- هل سيكون الاتفاق إذا ما تمّ التوصل إليه خطياً؟ وفي هذه الحالة من هي الجهة اللبنانية التي ستوقّع عليه؟
8- كيف تستطيع الحكومة اللبنانية أن تلزم حزب لله باحترام تنفيذ الاتفاق، من دون أن تتعرض الى موقف: «بلّوه وشربو مايتو» يوماً ما؟
9- ما هي عواقب عدم تنفيذ حزب لله للاتفاق على الحزب وعلى لبنان؟
10- ما هي ضمانة إسرائيل بتعطيل الصواريخ البالستية التي يمكن أن تستهدفها؟
11- كيف تضمن إسرائيل عدم إعادة تسليح حزب لله لاحقاً؟
12- هل ينجح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بتمرير الاتفاق داخل حكومته؟
أهداف حققتها إسرائيل أو سوف تحققها في الاتفاق:
1- إعادة الأمن الى الداخل الإسرائيلي. ووقف المسيّرات والصواريخ على حيفا وكريات شمونه، وحتى على تل أبيب…
2- إنهاء أي خطر عسكري ممكن من حزب لله تجاه إسرائيل عبر الأراضي اللبنانية.
3- تحقيق حزام أمني حتى شمال نهر الليطاني خالٍ من المقاتلين والسلاح والصواريخ والأنفاق.
4- إعادة 60 الى 80 ألف مستوطن إسرائيلي الى «منازلهم» و«قراهم» و«مستوطناتهم».
5- منع حزب لله نهائياً من إمكانية تحرير أي من الأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل.
6- إلزام المجتمع الدولي بتأمين أمن إسرائيل! وتأميم الأمن الإسرائيلي حتى في جنوب الليطاني، وبالتالي من كل لبنان!
7- تفريغ مساحة هائلة من قرى جنوب الليطاني، وخاصة في قرى الحافة من أهلها بعمليات التفجير الهائلة التي نفذها الجيش الإسرائيلي. وهي بذلك تضمن عدم عودتهم، أو تضمن على الأقل عودة لاحقة لهم بعد عدة أشهر أو بعد سنوات.
8- حصول الحكومة الإسرائيلية على ضمانات إيرانية بتنفيذ الاتفاق المحتمل.
9- تفرّغ إسرائيل لمعاركها الأخرى ضد باقي أذرع المحور الإيراني. وحتى لمواجهتها مع إيران نفسها.
10- عودة الحياة لقسم كبير من الحياة الاقتصادية الإسرائيلية.
11- عودة قسم كبير من المهاجرين المهجرين قسراً.
12- احتفاظ إسرائيل بورقة أسرى حزب لله لديها.
عوائق أمام حزب الله:
1- من يضمن عدم تعنّت إسرائيل بحرية حركتها جنوب الليطاني وبتكرار خروقاتها في سماء لبنان؟
2- من يضمن موافقة مقاتلي حزب لله وقياداته العسكرية على ما يشبه الاستسلام، بالتخلّي عن طموحات الصلاة بالقدس، والعبور، ورمي إسرائيل بالبحر…؟
3- ما مدى مباركة إيران للاتفاق؟ وما مدى مشاركتها في تصنيعه؟ ولاحقاً في المساهمة في تنفيذه؟
4- ما هي ضمانات حزب لله بعودة أسراه وشهدائه من الداخل الإسرائيلي؟
5- ما هي ضمانات حزب لله بعودة أبناء القرى الحدودية الى قراهم، وبخاصة مقاتلي الحزب؟
6- ما هي ضمانة حزب لله بعدم طلب الجانب الإسرائيلي لاحقاً، ومن خلفه الدول الغربية بتطبيق البند الثالث من القرار 1701، أي تنفيذ القرار 1559 المتعلق بنزع سلاحه كلياً؟ بالإضافة الى القرار 1701؟
7- ما هي الوسيلة التي يمكن بها حزب لله أن يتابع حرب الإسناد لغزة؟
8- كيف يضمن حزب لله أن إسرائيل سوف توقف استهداف قادته ومقاتليه بوقف عمليات الاغتيال؟
9- كيف يضمن حزب لله دوراً لسلاحه بعد انتقاله الى شمال الليطاني؟
أهداف يمكن لحزب لله تحقيقها:
1- البقاء على قيد الحياة.
2- الاحتفاظ بسلاحه في شمال الليطاني.
3- الاحتفاظ بصواريخه البالستية.
4- منع فرص تطبيق القرار 1559 عليه.
5- منع الجيش الإسرائيلي من فرض أمنه في جنوب الليطاني.
6- حفظ دور في لبنان لإيران.
7- بدء عودة المهجرين الى قراهم مع بدء إعادة البناء.
8- إعادة تنظيم صفوفه.
9- العودة الى المشاركة في تنظيم الحياة السياسية اللبنانية.
مع العلم أنه ليس في الشروط الإسرائيلية في الاتفاق «المحتمل» ضم أراضٍ لبنانية إليها، ولا السيطرة على مياه الليطاني! إلا أن فترة 60 يوماً انتقالياً قد تحمل الكثير من المفاجآت. كما أن لا شيء يمنع الطرفين عن التراجع عن الاتفاق… هذا إذا ما حصل!