دولته طمأن الناس، بأن التوافق لا الاختلاف هو قاعدة عمل حكومته.
ولكن، اذا أراد تمام سلام، حماية حكومته، فعليه أن يحميها من أعضائها.
ويكفيه قوة ومناعة، ان وزراءه، يدركون أن انهيار الحكومة، بداية انهيار البلد.
وقوتهم في ضعفهم.
كما كان شعار الشيخ بيار، رحمه الله، قوة لبنان في ضعفه.
وكل فصيل وزاري، له فصل مع زملائه.
وعنده قضية مع الأفرقاء الآخرين.
خلص تمام بيك من أسطورة حكومة من ٢٤ رئيس جمهورية.
واستقرّ به على روحية الدستور.
والطائف مع التوافق… وإلاّ مع التصويت.
الحوار بين المستقبل والحزب تجاوز جلسته الأخيرة ب أعجوبة.
والرئيس بري جمعهم في دار الرئاسة الثانية وتفرّقوا.
والصقور موزعون بين سويسرا ولاهاي، وبين شارع في بيروت ومواقع في الضاحية.
وفلسفة دولته أن يستمر النقيضان في الحوار، وان يتعايش الجميع، على الرغم من تعاظم التباينات.
وهذه هي مشكلة الجميع.
خلافات حول التمديد في الوظائف الحسّاسة.
صراعات وفق المراصد الأمنية.
ونقاشات حادّة تجاه الانتخابات الرئاسية.
وليس في البلد توافق على شيء!!
***
الارهاب ضرب ضربته في تونس.
وداعش تدمّر الكنائس، وتهجّر الأهالي، وتذبح العراقيين.
والرؤساء العرب يتّفقون على مكافحة الارهاب.
وفي أميركا تقوم موظفة في وزارة الخارجية الأميركية بتصحيح حديث الوزير كيري، عن لزوم الحوار مع الرئيس بشار الأسد، للتفاهم على حلّ للحرب الدائرة في سوريا.
أما في لبنان، فان الخلافات بين اعضاء اللجان النيابية، تؤخّر إقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب أسبوعاً، بعدما تعطّلت سنوات… وسنوات.
سُئل مرجع نيابي، عن سرّ الخمول في الحوار، أو في الاتفاق على حلّ.
أطرق المرجع برهة من الوقت.
وبعد ذلك قال: عندما يتجمّد الحوار، في برّاد الانتظار لا تتوقعوا أشياء باهرة.
وبين الانبهار والاحتضار توقعوا الانكسار في الأحلام.
كان سعيد عقل ينادي ب الأحلام للأوطان.
رحل المفكّر الكبير، بعد مائة عام وعامين، ولا يبدو في الأفق، ان الفرج قريب.
قد يتأخر لكنه سينبلج في وقت من الأوقات.