إتفاق الطائف بدّو إتفاق لتطبيقه.
منذ عملت الوصاية السورية على تحريفه، صار بدّو اتفاق لتنفيذه.
والوصاية أصلاً لم تكن تريده.
وفي القمة العربية في الرياض، اتفق القادة العرب، على ارسال ثلاثين ألف جندي وضابط سوري على تنفيذه.
يومئذ، قال الرئيس حافظ الأسد لزملائه، أرسلوا ما تريدون الى لبنان، وأنا أتكفّل بالباقي.
ومن يومها بات لكل منطقة قانون انتخابي خاص.
وأصبح لكل طائفة مذهب.
… ولكل مذهب طائفة.
وفي النهاية أصبح لبنان مجموعة كانتونات، ولكل فئة فيه زعامات.
وليس غريباً أن يذهب وليد جنبلاط الى لاهاي ليتّهم النظام بأنه وراء اغتيال كمال جنبلاط.
ذهب وليد بيك الى لاهاي ليدلي بمعلوماته عمّن يكمن وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
لكنه قال انه شاف وقائع الجريمة على طريقه شاف وما شاف حاجة.
لأن الشوفة بعيدة عن الأنظار.
والظنون أشياء وتسمية الوقائع أشياء أخرى.
النظام السوري معقّد.
إلا انه صعب.
وأحياناً، يصيبه الصدع.
ويصيب قادته صداع حاد.
وأركانه يتوارون الواحد، تلو الآخر، من الجنرال غازي كنعان الى جامع جامع والجنرال رستم غزالة.
إلاّ أن قوته تتداعى.
لكن النظام لا يرحل بسهولة.
طبعاً، ثمة لعبة داخل النظام.
الا ان اللعبة الكبرى، هي تجويف السلطة.
كان الرئيس حافظ الاسد يصدر اوامره الى نائبه عبد الحليم خدام.
والى مساعديه وفي طليعتهم القادة العسكريون.
الا ان رحيل حافظ الاسد، لا يملأه بقاء نجله بشار.
وطبيب العيون، لا يتمتع برهافة الفريق.
ولذلك، فقد رحل الفريق وظل طبيب العيون يعالج امراض النظام.
وبين معارضة هشة، وسلطة مضعضعة نمت داعش والنصرة والقاعدة، في رحاب نظام يبحث عن هوية، بعد ضياع هويته الأساسية بين ميشال عفلق القائد المؤسس، وحافظ الاسد الفريق القوي في الجيش السوري.
ليس سهلاً استمرار نظام مدة نصف قرن تقريباً، ولا يصيبه الترهل!
المشكلة في المعارضة السورية كثافة الوجوه المعارضة، ورجاحة العقل المخابراتي عند بشار.
إلاّ أن هذه المعارضة، لم تستطع لمّ الشمل، بين اليسار السوري واليمين بزعامة الفكر التكفيري.
والسؤال: سوريا الى أين؟
هل هي ذاهبة الى التقسيم.
أم الى مجموعة دول تتناوب على السلطة.
أم مجرّد دويلات تبحث عن دولة بين دويلات عربية تمتد من اليمن الى العراق، ومن سوريا الى لبنان.