Site icon IMLebanon

عودة اللبنانيين الى الزراعة ملاذ آمن في وجه مستقبل قاتم

 

أكثر من تسلية وأقلّ من التزام

 

قبل الكورونا وبعده، قبل الثورة وبعدها، قبل انهيار المصارف وبعده تواريخ كثيرة باتت تؤطّر حياة اللبناني وتهدّد بنسف كل ما عرفه قبلها. تواريخ صعبة فتحت الآفاق على مجهول مخيف وشرّعت كل التساؤلات. بات المواطن يبحث عن جرعة أمان واطمئنان تقيه سواد القادم من الأيام. في الزراعة وجد ملاذاً آمناً ونافذة مفتوحة على الأمل والراحة، فتغيرت نظرته إليها وتبدلت علاقته بها.

بعد الوباء بات المواطن متوجساً مما ينتظره، في لاوعيه خوف دفين من مجاعة عرف ويلاتها في مطلع القرن الماضي وبات يخشاها في عشرينات هذا القرن. خوف دفعه نحو الأرض وحثه على السعي نحو خيراتها بعد أن بات متأكداً ان الحياة كما عرفها في السابق انتهت لتحل محلها حياة جديدة قد تحمل عنوان العودة الى الأرض من أجل غدٍ أكثر أماناً ومستقبل أوضح المعالم.

عشق الأرض السمراء

 

بحماسة كبيرة ينكش نديم الأرض حول بيته، هو الذي كان يقصد النادي الرياضي للتمرين، وجد في شغل الأرض فرصة لنشاط بدني افتقده أثناء الحجر. لكن سرعان ما تطورت علاقته بالأرض السمراء فلم تعد مجرد انجذاب لتحسين الصورة الخارجية، بل علاقة حب صادقة تتطلع بأمل نحوالمستقبل. عشق نديم الأرض وأغرم بمزروعاتها فلم يعد يتحدث إلا عن محبوبته الجديدة هذه، عن البقدونسات والنعنعة وعن حبة البندورة وطعمة المقتاية…لم يعد يملأ عينه أي صنف من عند الخضرجي مهما بدا شهياً غضاً أو طازجاً، وله في هذا نظريات مأثورة: كيف نأكل حشائش لا نعرف بأي ماء سقيت؟ كيف نُدخِل الى بيوتنا خضاراً انتقلت من هالك الى مالك فقبّاض الأرواح، وفقدت في طريق النقل الطويل كل قيمة غذائية لها؟ ماذا يبقى من طعم الخضار والحشائش إذا اضطررنا لغسلها مراراً وتكراراً ونقعها وتعقيمها قبل أكلها؟ حتى أنه ينفعل بصدق وهو يسأل: كيف ندخل الى اجسامنا وأجسام أطفالنا خضاراً نمت وكبرت بفعل الكيماوي؟ وإن تغاضينا عن كل هذا، كيف سيتمكن المواطن العادي من شراء الخضار والفاكهة في ظل موجة غلاء مستشر لا سابقة لها؟ لا شك أنها اسئلة مشروعة، وشرعيتها تتخطى الأزمة الحاضرة لتفتح الباب على تساؤلات تطال كل الوضع الاقتصادي والصحي في لبنان وعلاقة اللبناني بأرضه ونظرته الى مستقبله.

غد قاتم وسياسة زراعية خجولة

 

أحزاب لبنان التفتت بخجل الى قضية الزراعة؛ بعضها تنبه للأمر باكراً وبعضها الآخر استفاق على الموضوع بعد أن وقعت الفأس في الرأس وحلت الأزمة. في منطقة الشوف كان واضحا منذ 17 تشرين سعي الوزير السابق وليد جنبلاط الى حث الناس على العودة الى أراضيهم وزراعة كل شبر فيها ومساعدتهم على توفير متطلبات العودة بما يوفر ما يشبه الأمن الغذائي للمنطقة تحسباً لأيام سوداء قادمة. “التيار الوطني الحر” بدوره دخل على خط المواجهة الغذائية وكانت له من خلال النائب إدي معلوف مبادرة مع منظمة LNE (وهي مختبر يعنى بالشؤون المناخية والأبحاث الزراعية) لتوزيع البذور على المواطنين.

 

حول هذه المبادرة يقول النائب معلوف ان الاهتمام بالزراعة كان في صلب الخطط الاقتصادية الموضوعة من قبل “التيار الوطني الحر”حتى قبل تفاقم الازمة الاقتصادية وبعدها المالية والصحية وشح الدولار وإقفال الحدود، فقد كان واضحاً ان النموذج الاقتصادي اللبناني سائر الى الهلاك ولا يمكن أن يستمر على ما هوعليه من اقتصاد ريعي وخدماتي. وشكّل انتشار جائحة كورونا جرس إنذار للإسراع في القيام ببعض الخطوات الأساسية لتشجيع الناس على استثمار أراضيهم المتروكة خاصة بعد أن أحس الجميع بالسخن. وبمبادرة من LNE قمنا بتوزيع تشكيلة من البذور تحوي 14 صنفاً من الخضار والفاكهة موضبة بأكياس صغيرة مع الارشادات الضرورية حول سبل زراعة هذه الشتول. وتحتاج هذه الحصص الزراعية الى أرض تتراوح مساحتها بين 150 و200 متر حتى تستثمر كاملة أما الشقق السكنية في بيروت والضواحي فيمكن ان تستفيد من جزء منها بالطبع لكنها لا تستوعب كامل الحصة الموزعة.

 

ما كان النائب معلوف يعرف أنه شخصياً سيكون مهتماً الى هذا الحد بهذا المشروع ولا فكّر يوماً ان الناس ستتجاوب معه بهذا الشكل المشجع. “الطلب فاق التوقعات على الحصص الزراعية” يؤكد، “وكأن الناس كانت تتوق الى الزراعة لكن وقتها لم يكن يسمح بذلك ولم يكن لدى الكثير من العائلات القدرة المادية على شراء هذه البذور التي يصل سعرها الى 70000 ل.ل او حتى معرفة بأسس شراء البذور والاهتمام بها. عندما وفرناها للناس كان حماسهم كبيراً وقد وزعنا مع LNE حوالى 12000 حصة في كافة المناطق”.

 

“عندي بالمتن وزعنا ما يقارب 1200 حصة ويأتيني اشخاص جدد كل يوم يطلبون مني تزويدهم بالبذور وباتت لدي قناعة بأن الطريق مفتوح للمضي قدماً بالاهتمام بالزراعة لا سيما وان الأمور قد تطورت بشكل ملحوظ من شهرين الى اليوم. ويمكنني ان أؤكد من خلال متابعتي الشخصية ان كل الذين حصلوا على البذور قاموا بزراعتها ويعملون على الاهتمام بها. فنحن أعطينا الناس صنارة بدل السمكة وعلمناهم الصيد، أعدناهم الى الأرض والزراعة “.

 

هل تحضرون الناس لما هم مقبلون عليه ؟ نسأل النائب معلوف. فيجيب: لا شك أن الجميع باتوا مدركين لما ستؤول إليه الأمور بعد انتهاء وباء الكورونا والعودة الى واقع الأمور وكلنا نعرف أن نمط الحياة اللبنانية سوف يتغير في كثير من الأوجه وسيجبَر اللبناني على الابتعاد عن الأصناف المستوردة والتركيز على الخضار والحبوب المحلية، وقد بدأت وزارة الزراعة العمل على إعداد خطة طوارئ زراعية لمواجهة الغد.

نحتاج أمناً غذائياً وليس اكتفاءً غذائياً

 

هذه وجهة نظر السياسة، التي على رغم الكثير من حسن النية فيها تبقى ملتبسة ومثار جدل. من هنا كانت الحاجة الى رأي علمي محايد يشرح لنا أبعاد عودة اللبنانيين الى الزراعة.. نسأل د. ميرنا زخريّا المحاضِرة الجامعية والباحثة في عِلم الإجتماع السياسي عن سبب هذه الردّة نحو الزراعة فتقول:

 

يمكننا أن نختصر المشهد الزراعي المستجد بقولٍ لجبران خليل جبران “ويلٌ لأمةٍ تأكل ممّا لا تزرع”.

 

إنَّ عملية العودة إلى الإهتمام بالزراعة، ولا سيما على المستوى الفردي، ما هي إلا عملية إقرار ضمني بأنَّ الدولة التي نعيش ضمنها لا تأخذ على عاتقها مسؤولية ضمان المنتوج الغذائي فنحن لا نشهد عودة للزراعة الفردية مثلاً في البلدان التي تتمتع باعتماد ذاتي لناحية تأمين الإحتياجات الغذائية المحلية.

 

لا يخفى على أحد كمية ونوعية المنتجات الزراعية التي يستوردها لبنان، وأيضاً كمية ونوعية الإهمال الذي يطال المُزارع في لبنان. ورغم أن الإكتفاء الذاتي الكامل باتَ مفهوماً طوباوياً بعض الشيء، إلا أن الإكتفاء الجزئي أثبتَ أنه ضرورة لا يمكن التفريط بها خاصةً بعد امتحان وباء كورونا. وعليه، فإن ّعبارة “الأمن الغذائي الجزئي” حيث يكون الشعب آمناً من “الجوع” أخذت مكان عبارة “الإكتفاء الغذائي” الكامل أو المُطلق حيث يكون الشعب بعيداً عن “الإستيراد” من الخارج.

 

بالعودة الى السبب وراء عودة الزراعة الفردية نجد في لبنان علمياً سببين أساسيين مُتلاصقين، أولاً، عدم ثقة المواطنين بالقيّمين على الملف الغذائي وخشيتهم من شح الغذاء في ظل عدم وجود مخطط وطني شامل للزراعة. ثانياً، عدم ثقتهم بالوضع الاقتصادي وبالقيّمين عليه ما يولد لديهم خوفاً من شحّ الوظائف.

 

وما آلت إليه الأحوال في لبنان أفرزَ واقعين جديدين: من جهة لا إنتاجية زراعية كافية، ومن جهة مقابِلة لا مقدرة شرائية وافية.

 

في ظل هذا الواقع المخيف نسأل د. زخريا هل تحفيز الزراعة المنزلية هو الحل إذاً؟

 

لا شك أن حملات التحفيز التي تقوم بها الجمعيات والمؤسسات هي مبادرات إيجابية تشجيعية لكنها ليست حلاً. فمعظم الناس يسكنون أبنية، وبالتالي، لا يمكن التعويل على زراعة الشرفات بسبب مساحتها الصغيرة أو على زراعة الأراضي بسبب كلفتها الكبيرة. لذا، فإن الحل الجذري اليوم يكون عبر خطة إصلاحية شاملة بالتنسيق مع كل الوزارات المعنية تضمن حق المزارعين والمنتجين والصناعيين والمستهلكين. ذلك أنَّ العلّة في لبنان أنه يستورد سنوياً بِـ 18 مليار دولار فيما يُصدّر 3 مليارات؛ ولا حل جدّياً طالما عاماً بعد عام، هذان الرقمان يتباعدان بدل أن يتقاربا.

المشاتل بديل السوبرماركت

 

نعود الى أرض الواقع بعيداً من العلم والنظريات نجول هاتفياً على المشاتل وبائعي البذور الزراعية نسأل ونستقصي عن هجمة الناس المفترضة على الزراعة. هل هي امر حقيقي ملموس ام لا تزال هجمة ضبابية لم تتضح أبعادها بعد. ميشال عطية صاحب مشاتل امازونيا المتخصصة بزراعة وبيع الأزهار يبدو مندهشاً من هذه الظاهرة، فأعداد الأشخاص الذين يدخلون مشتله للسؤال عن البذور والشتول فاق توقعاته، الأمر الذي دفعه الى الانخراط في هذا الاتجاه والعمل على بيع بذور الخضار بعد ان صار الطلب عليها أكثر بكثير من الأزهار هذه الأيام. الطلب بدأ يتزايد منذ أواخر الثورة ولكن لم يكن الموسم حينها مناسباً لزرع الخضار. كانت الأسئلة كثيرة وقتها أما الآن وقد حل موسم الزرع فقد بات الطلب كبيراً جداً رغم الارتفاع الكبير لأسعار البذور.

 

سبب ارتفاع الأسعار يشرحه عطية قائلاً: إن البذور المحلية قليلة جداً ونادرون هم المزارعون الذين ” يشيلون بذور”. معظمها يأتي من الخارج وهذه كما يعلم الجميع تستورد بالعملة الصعبة لذا لا شك ان أسعارها قد ارتفعت ما بين 50 و100%. ولكن ما يجب أخذه بالاعتبار ان الارتفاع لم يشمل البذور فحسب بل كل ما يرتبط بزراعتها مثل التربة والاسمدة وحتى الصواني التي تزرع فيها الشتول لذلك لا بد من إضافة كلفة هذه المعدات جميعها على البذور حتى المحلية منها التي وصلت الزيادة عليها الى حدود 70% بالنسبة لبعض الأصناف.

 

من هم الزبائن الجدد؟ نسأل صاحب المشتل فيقول إن الكبار في السن غالباً ما يحبون الزراعة وكنا معتادين على رؤيتهم في مشاتلنا لكن المفاجئ رؤية الشباب يتهافتون عليها ويسألون عن البذور والشتول هم يريدون ان يملأوا وقتهم بنشاط مسلّ ومفيد وفي الوقت ذاته يودون أن يوفروا قليلاً على جيوبهم بعد الارتفاع الكبير الذي تشهده الخضار.

بين البلدي و”الهجين”

 

نقصد مهندساً زراعياً في إحدى المناطق الريفية لنطلع منه على رأي خبير ونرى واقع الزراعة الجديد في المنطقة.

 

شهدت منطقتنا عودة كبيرة للناس إليها في فترة الحجر الصحي وبات الكثيرون ممن لم يكونوا يقصدون قراهم إلا في عطلة نهاية الأسبوع محجورين في بيوتهم فيها فشكل ذلك فرصة ذهبية لهم ليلتفتوا الى أراضيهم ويهتموا بها سواء كانت أرضاً صغيرة حول البيت او أراضي زراعية كانوا يعهدون بها سابقاً الى عمال زراعيين.

 

يأتي الناس إلينا ليستشيرونا في طريقة الزرع، يقول المهندس الزراعي لا سيما وأن معظمهم هواة غير متمرسين وليسوا معتادين على الزراعة فننصحهم بما يناسب أرضهم من حيث المساحة والموقع ودرجة الرطوبة فيها ونسبة تعرضها للشمس وكمية الري التي يمكن تأمينها لها، كما نعطيهم الإرشادات الضرورية حول كيفية تحضير الأرض قبل زراعتها، اي نكشها وتحويلها الى مساكب او أثلام ومن ثم تسميدها لتصبح جاهزة للزراعة.

 

في بداية الأزمة الاقتصادية تهافت الناس على زراعة القمح أو على الأصح على محاولة زراعته لأن القمح يحتاج الى جهد كبير وعمل حثيث ومستمر كما أن نوعية القمح المزروع قد لا تعطي النتيجة المطلوبة دائماً؛ لذا نصحنا الكثيرين باعتماد زراعة البطاطا بدل القمح لأن موسمها قصير لا يحتاج لأكثر من ثلاثة أشهر ليكبر، ورزقها كريم حيث يكفي زراعة كيس بطاطا من 25 كلغ ليعطي منتوجاً يُقدّر بين 350 و400 كلغ وهي مادة “شبيّعة” وصحية كما يقال.

 

المستجدون في الزراعة ننصحهم بزراعة الحشائش، فاليوم موسمها وهي سهلة ولا تحتاج الى عناية خاصة مثل البقدونس، البقلة، النعنع، الروكا، الكزبرة، الصعتر والفجل…وهي عموماً تزرع في مساكب صغيرة ويمكن زراعتها حول البيت أو حتى على الشرفات في أحواض.

 

واليوم بدأ موسم زراعة الخضار على أنواعها مثل البندورة، الخيار، المقتي، الخس، الملفوف، القرنبيط البامية، الملوخية والفليفلة؛ لكن زراعة هذه الأصناف اصعب وتحتاج الى تحضير الأرض وتتليمها قبل الزراعة. البعض يسأل عن اصناف أجنبية مثل البروكولي او الكايل لكننا لا ننصحهم بزراعتها في المنطقة لأنها تحتاج الى طقس غير طقسنا.

 

نعود الى السؤال الأصعب الذي يؤرق الجميع: ما سبب ارتفاع اسعار البذور الى هذا الحد؟ علّنا نجد عند الخبير جواباً آخر يطمئننا الى أن الأمور ليست سائرة نحوالأسوأ. لكن المخاوف تتأكد فالتسعير يتم بالدولار لأن كل ما له علاقة بالزراعة من أسمدة كيماوية ومواد للرش او مبيدات وتربة لزرع الشتول تأتي من الخارج إضافة الى البذور التي تسمى “هجينة” التي تؤمن أفضل نوعية للزرع وتعطي أفضل المنتجات. البذور الهجينة ارتفع سعرها بشكل كبير ولكن لا بد منها للحصول على نوعية خضار جيدة. فمغلف بذور الكوسا مثلاً الذي يحوي على 500 بذرة يبلغ سعره 25$ أي ما يعادل 2000 ل.ل تقريبا لكل ثلاث بذور. لذا ليس ارتفاع الأسعار مستغرباً وإن كانت المزروعات من ارضنا.

نصائح عملية للمزارعين الهواة

 

على أمل أن تكون أياديكم خضراء وزنودكم مفتولة إليكم بعض الإرشادات العملية من خبير زراعي لتنجح مزروعاتكم:

 

– التأكد من نوعية البذور قبل زراعتها، فالبذور الهجينة المستوردة هي أفضل من البلدية لأنها تعطي نوعية خضار جيدة جداً.

 

– الخضار المعربشة مثل الخيار تحتاج الى قصب حتى تتسلق عليها خاصة إذا كانت المساحة المزروعة ضيقة.

 

– السماد العضوي يحفظ رطوبة الأرض ويبعد عنها الجفاف ويحسن نوعية التربة مع الوقت.

 

– يمكن إضافة بعض السماد الكيماوي الى السماد العضوي لضمان نمو أفضل للمزروعات.

 

– تركيب النقاطات وهي طريقة ري تعتمد على التنقيط، يتم حين تنثر البذور في الأرض وليس بعد أن تنمو وتكبر.

 

– كثرة الري عند بداية الزرع يمكن أن تجعل البذور تعوم على السطح فلا يمكن أن تنمو.

 

– الاستفسار جيداً من الخبراء عن طريقة الري الصحيحة وأوقاتها إلا للمزروعات البعل التي لا تحتاج الى ري.

 

– بعض الأصناف مثل المقتي والبندورة لا تحتاج الى الري ويمكن زراعتها في أرض غير مروية.

 

– معالجة مشكلة البزاق الذي يأكل ورق النباتات ومشكلة النمل الذي يأكل البذور المغروسة.