IMLebanon

ولايتي «الحُجّتي».. وجه الخراب

 

بوقاحة ودم بارد صرّح بالأمس المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي قائلاً: «نحن لا نتدخل في شؤون لبنان»، لا أحد من مسؤولي دول المنطقة يملك المقدرة على الكذب كما المسؤولين في إيران، فرؤساء قاسمي الذين تبجّحوا وتباهوا بوقوع لبنان تحت سيطرتهم، الأيام السوداء العشر التي مرّت على لبنان والأزمة الكبرى التي دخلت فيها البلاد مع استقالة الرئيس سعد الحريري والتي لم تنحسر بعد بسبب تصريحات وجه الخراب الإيراني علي أكبر ولايتي.

«الحُجّتي» علي أكبر ولايتي ـ وما أدراك ما الحُجّتي ـ المطلوب بإشعار أحمر من الشرطة الدولية (الانتربول) وهو ما يعادل طلباً لتوقيف أشخاص مطلوبين للعدالة، وهو للمفارقة مهندس السياسة الإيرانية الخارجيّة الشريرة، سبق وأعلن منتصف كانون الأول من العام 2014 أنّه «لإيران الآن نفوذ أساسي في المنطقة، يمتد من اليمن إلى لبنان، وهذا أمر لم يتصوّره أحد أبداً»!

يحيّرني المسؤولون الإيرانيّون في تقلّب تصريحاتهم «حبّة فوق.. وحبّة تحت»، عندما شهد أسعار النفط هبوطاً حاداً في سعر برميل النفط ملأ الدنيا الرئيس الإيراني حسن روحاني عن «المؤامرة» السعودية على إيران، وقبل أسابيع ملأ الدنيا صراخاً عن الدول التي لا يؤخذ فيها قرار من دون رأي إيران، وفي نفس الوقت كان مستشار الخامنئي علي أكبر ولايتي كمن يسخر من حديث رئيسه ذو الخيال المؤامراتي حسن روحاني وهو يتحدّث عن «الاقتصاد المقاوم» الذي توقّع فيه بلوغ عوائد الصادرات غير النفطية لإيران إلى مليار دولار خلال العام الجاري»، مع ملاحظة أن السخرية طالت هذا «المليار» والنفقات التي سيغطّيها بدءاً من نفقات «النفوذ الإيراني» في سوريا والعراق وصولاً إلى نفقات «النفوذ الإيراني» في لبنان واليمن والبحرين وغيرها!!

في تموز العام 2016 طالبت السلطة الأرجنتينية بتسليمها وزير الخارجية الايراني الأسبق «علي أكبر ولايتي» ـ كان في زيارة لـ  سنغافورة وماليزيا ـ فهو أحد المتهمين بتفجير أدّى إلى تدمير مبنى يضم المؤسسات اليهودية الرئيسية في الأرجنتين عام 1994 في بيونس أيريس والذي تسبب بمقتل 85 شخصا وجرح 300، أحد رجال «الحُجَّتية» الجماعة السريّة التي تشبه كثيراً الماسونيّة اليهودية، «الحجّتية» ـ أحد أسماء المهدي المنتظر عند الشيعة، فـ»الحُجَّتية» نسبة إلى «الحجّة بن الحسن» و»الحجّة» هو أحد الأسماء الرمزيّة للمهدي عند الشيعة ـ  أصحاب شعار «إلهي إلهي احفظ لنا الخميني حتى ظهور المهدي»، تروج بينهم الدعاوى الشعوبية ويقولون: المسلم الحق عليه العمل والمساعدة على إنهاء وجود العرب ليكون الإسلام ديناً نقياً!!

يقول الكاتب صباح الموسوي الأحوازي [الحُجَّتية: القتل والدمار والحروب سبيل لظهور المهدي- للكاتب الشيعي جعفر رجب- موقع المهدي] «إنّ العلاقة بين اليهود وبين فكرة هذه الجماعة ليست بالمستبعدة خصوصاً أن الفكرة الرئيسية لهذه الجماعة تتشابه مع معتقد أتباع «الارامجيدون» عند اليهود والمسيحيين الذين يؤمنون بأن الظلم يؤدي إلى خروج الدجال والمسيح ونهاية العالم. عام 2006م كتب أحد الباحثين مقالاً عن الحُجَّتية جاء فيه: «يستقطب تنظيم (الحُجَّتية) الغالبية العظمى من أركان السلطة في إيران، وأعداداً كبيرة من السياسيين والمثقفين والإعلاميين الفرس، وتقود التنظيم لجنة مركزية مؤلفة من أربعين شخصا، ومن بينهم كل من (محسن رفيق دوست) وزير الحرس السابق، و(علي أكبر ولايتي) وزير الخارجية الإيراني السابق، والذي بقي في هذا المنصب طيلة فترة الرئاسة للسيد خامنئي، وكذلك فترة الرئاسة لهاشمي رفسنجاني… والخامنئي وأنّه هو الرئيس السري (غير المعلن) لتنظيم الحُجَّتية!

علي أكبر ولايتي ومن معه من الإيرانيين والتابعين لهم هم جماعة متطرفة، تدّعي أن ظهور الفوضي، ونشر الفساد، والإفساد في الأرض من الأسباب المعجلة لظهور صاحب الزمان «المهدي المنتظر» الإيراني، أليس هذا ما يلخّصه كل الفكر الإيراني القائم عقيدة وممارسة على «تكثير الحروب في المنطقة للتعجيل بظهور مهديهم؟!