يروي أحمد جبريل، الأمين العام لـ”الجبهة الشعبية – القيادة العامة” الذي توفي الأربعاء في دمشق، كيف استعد لحرب الجبل عام 1983، انطلاقاً من بحمدون، فيكشف في مقابلة تلفزيونية انه ذهب الى ليبيا مع شخصيات فلسطينية ولبنانية، بمعرفة الرئيس الراحل حافظ الاسد، واجتمع مع العقيد معمر القذافي في خيمته.
سألهم القذافي: ماذا تريدون؟
قالوا: “السلاح والمال. وأن الرئيس حافظ الأسد على عِلمٍ بذلك”. اعطى القذافي اوامره بتحضير باخرة مليئة بالأسلحة انطلقت من ليبيا وافرغت في ميناء طرطوس في سوريا، ونُقِلت براً إلى البقاع تمهيداً لحرب الجبل بدءاً من بحمدون، كما حمل مَن ذهبوا إلى ليبيا الحقائب المحمَّلة بالمال، وفق ما يروي جبريل. ويتابع جبريل الرواية فيقول: مقاتلو “الجبهة الشعبية – القيادة العامة”، هُم الذين شنوا الهجوم على بحمدون مع مقاتلي “الحزب التقدمي الإشتراكي”، وسمُّوا المعركة “معركة إسقاط 17 ايار”.
ما رواه جبريل أكده وليد جنبلاط في إحدى مقابلاته الصحافية فكشف انه “شاركت من الجانب الفلسطيني في معركة بحمدون قوات تابعة لـ”الجبهة الشعبية – القيادة العامة” بزعامة احمد جبريل، وقوات تابعة لـ”فتح – الانتفاضة” بزعامة ابو موسى”.
معظم محطات احمد جبريل القتالية كانت في لبنان، من بحمدون إلى طرابلس حين شاركت قواته في حصار ياسر عرفات في طرابلس التي عاد إليها عام 1983 بعد خروجه من بيروت عام 1982.
جمعت جبريل علاقة وثيقة بالنظام السوري، منذ دخوله مع جيشه، كوحدات عسكرية، عام 1976.
حين انتهت معركة بحمدون عاد احمد جبريل إلى دمشق وبقي فيها إلى أن مات هناك، بعدما اعتقد ان “طريق القدس تمر في بحمدون”.
لم يأخذ العبرة من ابو اياد الذي قال: “طريق القدس تمر في جونيه”، لكنه انتهى في تونس حيث اغتيل فيها عام 1990.
لم تطأ قدما احمد جبريل أرض فلسطين، كما لم تطأ قدما ابو اياد ارض فلسطين. شعار “الثورة حتى النصر” انهت الأول في دمشق والثاني في تونس، فلا جونيه وصلوا إليها، ولا بحمدون دامت لهم.
لم يجد باتريك سيل افضل من عنوان “ابو نضال- بندقية للإيجار” ليضعه لسيرة حياة أبو نضال، لأنه صفَّى من القادة الفلسطينيين أكثر مما صفَّى من الإسرائيليين.
بندقية احمد جبريل التي قاتلت في لبنان منذ 1976، ولا سيما في بحمدون وطرابلس، وللمفارقة في العام نفسه، 1983، كانت لمَن ؟