Site icon IMLebanon

أحمد الحريري في تسجيل صوتي: الهدف عودة سعد الى السلطة!

وضع أمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري «المنسقيات الزرقاء» في المناطق اللبنانية تحت تحدٍ وضغطٍ كبيرين، عندما طلب إليهم في «تسجيل صوتي» عبر «الواتساب» تنظيم «أوسع الاحتفالات بتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة العهد الأولى، وفتح كل المنسقيات لاستقبال المهنئين، وإقامة التجمعات الشعبية في كل المناطق»، وذلك بهدف إظهار الحضور القوي لـ «التيار» الذي عاد الى السلطة من بابها الواسع.

يعترف كثير من مسؤولي «المنسقيات» أن تنفيذ رغبة الأمين العام ليست بالأمر السهل، خصوصا في ظل التراجع الشعبي الذي شهده «تيار المستقبل» خلال السنوات الماضية بفعل الأزمة المالية وتوقف كل أنواع الخدمات والتقديمات والمساعدات، فضلا عن التنازلات الأخيرة التي قدمها الحريري والتي بدأت بترشيح النائب سليمان فرنجية، ومن ثم ميشال عون، وهي تنازلات لا يمكن أن يتجاوزها الجمهور الغاضب بمجرد تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.

ولا يخفي هؤلاء أن أحمد الحريري بطلبه هذا، كان «كمن يضع العربة قبل الحصان»، لافتين الانتباه الى أن «الجمهور يحتاج الى موقف سياسي بداية، ومن ثم الى عودة الخدمات والتقديمات لكي يتحرك ابتهاجا بتسمية الرئيس الحريري، وهذان الأمران غير متوفرين حاليا، بل على العكس فإن نوابا كثر ضمن «كتلة المستقبل النيابية» اعتمدوا «الورقة البيضاء»، وهو خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة لم يشر الى أي حلحلة للأزمة المالية، بما يؤمن ديمومة عمل الموظفين والعاملين في شركات ومؤسسات الحريري، وصرف مستحقاتهم، وبما يعيد بالتالي فتح «حنفية» المساعدات، الأمر الذي يضاعف من صعوبة إقناع الناس بالابتهاج ودفعهم نحو مكاتب المستقبل في المناطق اللبنانية لتقديم التهاني بتسمية الحريري رئيسا للحكومة».

ويؤكد المسؤولون الزرق أن «جميع المنسقيات من المفترض أن تلتزم بقرار الأمين العام، وأن تبذل جهدا لتحقيق رغبته، متوقعين أن تقتصر التحركات والتهاني في حال حصلت على أولئك الذين شاركوا في انتخابات المندوبين يوم الأحد الماضي استعدادا للمؤتمر العام في 26 و27 الشهر الجاري».

من الناحية السياسية، يمكن التوقف عند ما جاء على لسان أحمد الحريري في «التسجيل الصوتي» حيث أشار الى «أن ما حصل أظهر أن الرئيس سعد الحريري هو صانع الحلول، وأن تكليفه برئاسة الحكومة، أمر ننتظره منذ العام 2011، وإننا قبل شهر كان وضعنا في البلد صعب، وكنا معزولين وكنا خارج المعادلة، وفي ظرف شهر وبسبب مبادرة الرئيس الحريري التي أنقذت البلد وتبعها انتخابات التيار عدنا الى الصورة في كل لبنان، وعدنا لنمسك بالمشهد العام».

ويرى المراقبون أن ما كانت تنفيه قيادات المستقبل سابقا عن تراجع شعبية «المستقبل» وضعف حضوره في كل المناطق اللبنانية، أقرّ فيه الأمين العام أحمد الحريري بكل صراحة، وهو اليوم يسعى الى الاستفادة من تسمية «زعيم المستقبل» لرئاسة الحكومة من أجل استنهاض «الشارع الأزرق» على قاعدة أن «الناس لديهم مصالح دائمة مع الممسك بزمام السلطة».

ويشير ذلك أيضا، الى أن أحمد الحريري اعترف ضمنيا في «تسجيله الصوتي» أن مبادرة الرئيس الحريري وانتقاله من ترشيح فرنجية الى ترشيح وانتخاب عون، كانت بفعل استعجاله الوصول الى السلطة التي فقدها في العام 2011، وذلك بعدما أدرك أن استمرار الفراغ على حاله سيبقيه خارج المعادلة، وأنه لا يستطيع الاستمرار سياسيا إذا لم يُعهد إليه تشكيل الحكومة التي يستطيع من خلالها فقط تعويم نفسه محليا وإقليميا.