Site icon IMLebanon

حكومة البهدلة ولبنان الشيعي!  

 

 

بلغت رئاسة الحكومة بالأمس حالاً مزرياً، لم يحدث في تاريخها أن اضطرّت رئاسة الحكومة إلى إصدار بيان تنفي فيه كلام «منشد» لا قيمة له استقبله رئيس حكومة معزول، كلام أقل ما يقال عنه ـ على الطريقة اللبنانيّة ـ أنه «تطيير فيولة» ويحتاج رئيس الحكومة إلى أن يصدّق اللبنانيّون البيان الصادر عن مكتبه لينفي العنتريّات التي قدّها على السفيرة الأميركيّة دوروثي شيا، وصولاً إلى استعانته بإيران خرطوشته الأخيرة، لم يسبق، حتى مع أضعف رؤساء الحكومات الذين عرفهم لبنان ـ أن بلغت الرئاسة الثالثة هذا الحضيض الذي يمرمغها فيه !!

 

وكأن الضربات التي يتلقّاها لبنان على أمّ رأسه غير كافيه حتى عاجله بالأمس المفتي الجعفري أحمد قبلان بتصريح على «الثنائيّة الشيعيّة» أن يكون لها موقفاً واضحاً منه، فالكلام الذي جاء فيه يأخذ اللبنانيين إلى حالة نفور ورفض العيش المشترك مع فريق يريد أن يفرض عليهم كلّ شيء بما فيهم تأريخ جديد لأصل وفصل لبنان، وهو كلام على اللبنانيين جميعاً أن يتوقفوا ويتفكّروا جيداً وجدياً بكلام قبلان لخطورته على لبنان واستقواء على شعبه بكلّ طوائفه الأخرى، وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يردّ على تصريح المفتي قبلان إلا بالمثل الشهير «ما عمرا سجرة وصلت للجوّ»!

 

بالأمس اعتبر قبلا «الشيعة» الشّريك الأول لكلّ الطارئين على لبنان، ربّما علينا طرح السؤال: من هم الطارئون على لبنان؟ الموارنة أم السُنّة أم الأرثوذكس؟ كل الاستكبار الذي مارسه قبلان في تصريحه هدفه أن يقول جملة واحدة «لبنان بلد مقاوم»، وهنا لا بدّ أن نصحح معلومات الشيخ قبلان لأن لبنان بلد مختطف وهو رهينة إيران منذ دسّها حزب الله في شوارع وقرى الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة، «العنترة» والاستقواء وادّعاء «الأكثريّة» لن تغيّر حقيقة رمي هؤلاء الذين يتباهى بهم المفتي أحمد قبلان للبنان عند قدميْ أجندات إيران، وآخرة هذا الاستقواء نكبة بمن يتباهى قبلان بأكثريتهم وأوليتهم، وغداً لناظره قريب!

 

وقبلان الذي ادّعى بالأمس أنّ ثمّة صفقة لبيع البلد هدّد مستخدماً جملة سبق واستخدمها أبوه الشيخ عبد الأمير قبلان في ثمانينات القرن الماضي عندما اجتاحت بيروت الميليشيا التي عينتهم في مناصبهم قائلاً في إحدى خطبه ـ بعد اجتياحٍ لبيروت بشوارعها ومنازل أهلها ومساجدها ـ «لقد خرج المارد من القمم ولن يعيده إليه أحد»، نفس الجملة تكرّرت بالأمس في تصريح قبلان الإبن «على البعض أن يتذكّر أنّ زمن عودة المارد للقمقم صار بخبر كان»، تاريخياً ثبتت عودة كلّ الذين ارتهنوا لإيران فارس إلى القمقم، ولكن من قال لهم أنّهم «مارد»؟!

 

في كلّ مرّة يجد اللبنانيون أنفسهم أمام هذا الاستعلاء والتهديد الشيعي عليهم أن يستيقنوا أنّ هذا الكلام هو الحقيقة ويقال بلا تقيّة وما هو إلا ترجمة فعليّة وأمر واقع يفرض عليهم أن يعودوا إلى البيان التأسيسي لحزب الله في شباط العام 1985 [جريدة السفير 17 شباط 1985] والذي كان تحت عنوان «من نحن» والذي فيه تعريف واضح للهويّة الشيعيّة ومستقبل لبنان من منظورها:»نحن أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران وأّسّست نواة دولة الإسلام المركزية في العالم.نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة وعادلة تتمثل بالولي الفقيه. ويتولّى كل واحد منا مهمّته الجهاديّة وفقا لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد»، « نواة دولة الإسلام المركزية في العالم» إحفظوا هذه الجملة جيّداً ، هذا التعريف وما قيل في تصريح أحمد قبلان ترجمة لطموح حزب الله من أنشأته إيران بإقامة «الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان».