“لودريان أبلغنا أن لا ربط بين الرئاسة والجنوب وغزة”
يُحاذرعضو تكتل “الإعتدال الوطني” النائب أحمد رستم إبداء أي تفاؤل بإمكان الوصول إلى إحداث خرق في الإستحقاق الرئاسي، ويؤكد لـ “الديار” أنه يتمنى انتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد، وموضحاً أن “لبنان يستحق من كل القوى الداخلية أن تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، كما أن البلد يستحق أن تقدم هذه القوى بعض التنازلات من أجل الوصول إلى الحلول”.
ويُعرب عن الأسف “للواقع الذي يعيشه لبنان منذ عامين ويتمثل في أن هناك من يريد أن يعطل الإنتخابات الرئاسية، ومن يرفض الجلوس على طاولة واحدة ومن يضع الشروط ومن يتمسك بخياره ومرشحه الرئاسي”، مشدداً على “وجوب التوافق وعلى التعاون لانتخاب رئيس توافقي يكون قادراً على العمل، وذلك بمعزل عن المرشح، لأن الأساس هو أن ينجح الرئيس العتيد في إرساء مناخ توافقي ينقل البلد إلى سكة التعافي”.
وعن اجتماع كتلة “الإعتدال” مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يقول “إننا وضعنا لودريان في أجواء المشاورات التي قامت بها كتلة “الإعتدال الوطني” بالتنسيق مع سفراء “الخماسية”، وعرضنا له العقبات التي لا تزال تعيق تقدّم الحوار، ولودريان كان مستمعاً أكثر منه متكلّما، لكنه أكد لنا أنه خلال لقائه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومع بعض الأطراف تمّ التوافق على فصل الملف الرئاسي عما هو حاصل في الجنوب، أي أن أحداث غزة لا تمنع وجود رئيس في لبنان”.
وفي هذا المجال، يشدد على أن “التكتل حريص على انتخاب الرئيس في أسرع وقت ممكن، لأننا ندرك أهمية انتخاب الرئيس في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها البلد، خصوصاً حالة الحرب والإنهيار في الإدارات والمؤسسات، فبقاء الدولة بلا رأس في الظروف الحالية، هو مشكلة، لكن في ذهنية النكد السياسي لا يمكن الوصول إلى أي نتيجة إيجابية، وسيراوح البلد مكانه، لا سيما وأنه في ظل عدم توفر التوافق لا يمكن تشكيل حكومة في حال انتخبنا الرئيس، ولا ينتظم عمل المؤسسات وحصول التعيينات الإدارية إذا لم يكن هناك من أي تواصل بين الأطراف المعنية، فالإنتخابات الرئاسية هي بداية للحل وليست هي الحل، لذا يجب علينا الإسراع في إنهاء عملية الإنتخاب”.
وحول أن المعارضة تعتبر أنه لا يمكن للرئيس نبيه بري ترؤس أي حوار كونه طرفاً في الصراع الحاصل، يجيب أن “ما يهمنا كتكتل نيابي، هو الذهاب إلى جوهر مبادرتنا، والذي هو تأمين نصاب ألـ 86 نائباً، وعندها ليصل من يصل بكل ديمقراطية، فهناك سلة أسماء تمثل كل الأفرقاء والأحزاب، ونحن نقول أن كل طرف يستطيع أن يطرح مرشحه الخاص وأن يتمسك به، ولا يمكن أن يفرض الرئيس بري أي رئيس على أحد، وساعتئذٍ تحصل العملية الإنتخابية بديمقراطية وليفز من يفوز، إنما المهم عدم تعطيل النصاب وانتخاب الرئيس”.
وعن كلام لودريان أنه “في حال لم يتم انتخاب الرئيس قبل تموز المقبل سينتهي لبنان السياسي، ويبقى لبنان الجغرافي”، يقول إن “هذا ما سمعناه في الإعلام، والكل يحبّذ أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية تموز المقبل، نظراً للتطورات في المنطقة حيث أن كل طرف يسعى لمواكبة هذه التطورات، كما أن هناك قمة أميركية – فرنسية متوقعة في الثامن من حزيران في فرنسا، بموازاة حوار أميركي – إيراني في سلطنة عمان، وهو ما يفرض وجود رئيس في لبنان يقوم بالتعاطي مع ما سينتج عن هذه المحطات الدولية والإقليمية”.
ولذلك يتابع رستم “أن عدم انتخاب الرئيس سيجعل من لبنان الطرف الوحيد الذي سيدفع الثمن وليس أي طرف خارجي بل فقط اللبنانيين بكل انتماءاتهم وطوائفهم”.