IMLebanon

هل يُعيد أحمد الناصر العلاقات الخليجية ـ اللبنانية؟

 

لن ينسى الجميع الجهود التي قام بها المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت السابق برأب الصدع الخليجي في سنة 2017، والتي ساهمت بمقدار كبير في تقريب وجهات النظر بين دولة قطر الشقيقة والأشقاء في السعودية والبحرين ومصر والإمارات، وإن لم يتحقق ذلك في حياته فقد تحقق بعد أشهر من وفاته، وذلك بإسهاماته بعد توفيق من الله، في جمع الأشقاء وزوال الخلاف، والذي تؤكّده زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى دولة قطر الشقيقة قبل أيام، مؤكّداً عبر صفحته في «تويتر» عمق العلاقات السعودية ـ القطرية وأنّها أفضل من أي وقت مضى.

 

ولن ينسى الجميع كذلك الجهود التي بذلها معالي وزير الخارجية الكويتي الشيخ د. أحمد الناصر المحمد الصباح وزياراته بتوجيهات الأمير الراحل، حتى خرج لنا في الخطاب الشهير والذي أعلن فيه انتهاء الأزمة الخليجية عبر التلفاز، مؤكّداً حينها على بداية صفحة أخوية جديدة بين الأشقاء، أدّت إلى قمة العلا في المملكة العربية السعودية، وهي القمة الـ 41 لدول مجلس التعاون الخليجي، وحينها زار الشيخ تميم بن حمد المملكة العربية السعودية ورحّب به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خير ترحيب، وهو ما يثبت أصالة المعدن السعودي بعد ذوبان الخلاف بين الأشقاء.

 

وبعد ربيع مزهر نوعاً ما في العلاقات العربية ـ العربية، عاد الينا وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بتصريح فجّر فيه العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان الشقيق، وأدّت إلى تجميد العلاقات بين الدول حتى خرج لنا باستقالته، وفي كانون الثاني فاجأ الشاب الكويتي معالي وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر الجميع بوصوله إلى العاصمة اللبنانية بيروت، مقدّماً مبادرة خليجية ورسالة لعلاج هذه الأزمة، وتمّ استقباله وبحث في هذه المبادرة التي ما زالت محل تقدير لدى الحكومة اللبنانية والراغبة في عودة العلاقات إلى أصلها، وعودة لبنان إلى محيطه العربي، ونأمل خلال المرحلة المقبلة، أن تتجّه الحكومة اللبنانية الى إغلاق هذا الملف، بالالتزام بالمنهج العربي الأخوي الواضح بعيداً من التدخّلات الخارجية. ونؤكّد أنّ الكويت ما زالت في منهجها مستمرة في الجمع بين الأشقاء، وكيف لا وقد استقبلت قبل أسابيع جميع وزراء الخارجية العرب على أرضها؟ وأيضاً تسعى الآن الى إعادة العلاقات الديبلوماسية الجزائرية ـ المغربية، وترتيب البيت العربي، قبيل القمة العربية المرتقبة في الجزائر.

 

من هذا المنطلق، كلي إيمان بأنّ وزير الخارجية الكويتي الشيخ د. أحمد الناصر الصباح سيستمر في تحقيق الرغبة السامية الكويتية بإعادة العلاقات الكويتية ـ اللبنانية عمّا قريب، وإعادة الإخاء بين الجزائر والمغرب، والمساهمة بمقدار كبير في علاج الأزمة اليمنية مجدّداً لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وفي دعم الشرعية اليمنية. وكل ذلك متوقع ـ بمشيئة الله ـ في السنة الجارية 2022. فلنكن متفائلين ما دامت الكويت هي الوسيط.