ساعات مفصلية يعيشها مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين. فبعكس ما تم الترويج له، لم تُبلغ القوى الاسلامية التي وُكلت باقناع الجماعات المتشددة بتسليم القتلة من صفوفهم، والذين وردت أسماؤهم بالتقرير الذي رفعته لجنة التحقيق باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء محمد العرموشي “أبو أشرف” وأربعة من مرافقيه، برفض هذه الجماعات تسليم المطلوبين. لكن كل المعطيات والمؤشرات لا توحي بأي توجه ايجابي في هذا المجال، وبخاصة ان كل الاستعدادات على الارض تؤكد اننا مقبلون عاجلا او آجلا على جولة عنف جديدة في المخيم.
وتقول مصادر “فتح” داخل المخيم انه “لم يتبق الكثير من الوقت لاعلان القوى المكلفة التواصل مع المتشددين، نتيجة ما توصلت اليه بالمفاوضات معهم، وان كان ما وردنا هو ان عقبات كثيرة تعترض مساعي وجهود هذه القوى”، لافتة في حديث لـ “الديار” الى ان “الطرقات المقطوعة على خطوط التماس وفي المناطق التي شهدت اشتباكات مطلع الشهر، كما تعزيز التحصينات والدشم والحراسة، كلها تؤكد ان هذه الجماعات تستعد للقتال وليس للتعامل بايجابية مع المطالب”.
وتتحدث المصادر عن “استنفار في صفوف فتح، خشية هجوم مباغت من غير المستبعد ان يشنه المتشددون، كرد مباشر سلبي على مطلب تسليم قتلة العرموشي ومرافقيه” ، لافتة الى ان “المعلومات تؤكد انهم نصبوا الكمائن في البيوت والمداخل المتقدمة، ولجؤوا الى التفخيخ والمتفجرات”.
وتضيف المصادر:”نحن لن نقبل أي حل لا يلحظ تسليم المجرمين، وان كنا على قناعة منذ اللحظة الاولى بأنهم لن يتعاطوا بايجابية مع هذا المطلب، لانهم يدركون ان مجموعاتهم ستتشظى حينئذ، وان الخلافات الداخلية التي ستستعر ستعني نهايتهم، هذا عدا انهم يعتبرون فتح كما الدولة اللبنانية كفرة، ولا يجوز ان يتم تسليم اي من عناصرهم اليهما”.
وكما كان متوقعا، لم يستجب المسلحون في المخيم لمناشدات مديرة شؤون “الأونروا” في لبنان دوروثي كلاوس بـ “إخلاء مباني الوكالة فورا ، حتى تتمكن من استئناف الخدمات الحيوية وتقديم المساعدة إلى جميع لاجئي فلسطين المحتاجين، لا بل بالعكس، يقول شهود عيان لـ “الديار” ان “المجموعات المتشددة عززت وجودها في المدارس، وبخاصة في صفد وبيسان والناقورة، ووضعت الدشم وبشكل ملحوظ داخل الصفوف”.
وتقول مصادر سياسية لبنانية متابعة عن كثب للتطورات في “عين الحلوة” ان “الجولة الثانية المتوقعة من القتال ستكون اعنف من سابقتها، وبخاصة انه يبدو واضحا ان “فتح” عقدت العزم على اجتثاث ظاهرة المتشددين، او بأسوأ الاحوال اعادتها الى الحجم الذي كانت عليه حين لم يكن عدد عناصرها يتجاوز الـ 20 ، فباتوا اليوم يقاربون الـ 100″. وتعتبر المصادر ان “فتح” تتكىء على دعم الاكثرية اللبنانية لها بمواجهة هذه المجموعات، وان كانت قد استغربت في الجولة الماضية تعامل بعض الاعلام والقوى مع القتال على انه بين فصيلين فلسطينيين، علما ان حقيقة الامر انه كان بين “فتح” وجماعات متشددة، ليس لا للفلسطينيين ولا للبنانيين مصلحة في أن تقوى وتتمدد”.