Site icon IMLebanon

مخطط إيراني لربط مخيّم عين الحلوة بغزّة

 

 

يبدو أنّ مخطط الملالي الفارسي لم «يشبع بعد» بتقسيم العراق، وتقسيم سوريا، وتقسيم فلسطين بين منظمة التحرير الفلسطينية جماعة «أبو عمار» الذين وبعد اتفاق أوسلو شكّلوا السلطة الفلسطينية… ومنذ ذلك الوقت دخلت إيران الفارسية على خط جماعة ما يسمّى «حماس وجماعة الجهاد»… باختصار دخلت على الملف الفلسطيني من باب تقسيم الفلسطينيين الى فريقين: فريق السلطة بقيادة «أبي عمار» ومن بعد اغتيال أبي عمار انتقلت السلطة الى محمود عباس.. وفريق إسلامي متشدّد تابع لمحور الممانعة حاولت المملكة العربية السعودية بقيادة المغفور له الملك عبدالله… الذي كان حقاً رمزاً للعروبة والوطنية والتضحية… قام بدعوة الطرفين الى مكّة وأبْرم هناك «اتفاق مكة»، ولكن ما إن عاد مندوبو «حماس» الى غزة حتى قاموا بانقلاب على السلطة وأصبحت غزة تحت إمرتهم، تحركهم إيران وتحديداً تحت إمرة الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني ومن بعده إسماعيل قاآني..

 

على كل حال، الدور المرسوم لنظام الملالي معروف مسبقاً، إذ يكفي أن أوّل عمل قام به نظام الخميني هو إعلان الحرب على العراق، هذه الحرب التي دامت 8 سنوات دُمّر العراق خلالها ودمّرت إيران أيضاً، ودمّر الجيشان الايراني والعراقي، وكانت النتيجة خسارة مليون جندي من الطرفين وخسارة 1000 مليار دولار كديون على كل دولة… وهذا ليس اتهاماً بل هذه معلومات أكيدة وموثقة.

 

ويبدو أنّ مشروع تقسيم العالم العربي لمصلحة إيران لا يزال قائماً، ولكن الجديد اليوم هو دخول الحرس الثوري على خط «حماس».

 

لقد بدأت القصّة عندما اغتالت مجموعة من «حماس» في مخيّم عين الحلوة المسؤول العسكري في حركة «فتح» أبو أشرف العرموشي ومعه مرافقوه إثر إطلاق النار عليهم في كمين مسلّح بحي البساتين.

 

القصّة هي في الحقيقة ان إيران تريد أن تسيطر على مخيّم عين الحلوة، وبذلك تربطه بغزّة، إذ كلما تحتاج إيران تحريك هذه الجبهة، يكفي إجراء اتصال أو أمر من اللواء اسماعيل قاآني قائد الحرس الثوري لتبدأ المعركة.

 

على كل حال، يبدو أنّ معركة مخيّم عين الحلوة ستكون طويلة، وتحقيق أي انتصار فيها يبدو صعباً، خصوصاً ان الحرس الثوري هو الذي يدعم «حماس» و»الجهاد» مالياً وعسكرياً… وهنا سؤال يطرح نفسه: من أين يأتي السلاح الى حركة «حماس» والمال أيضاً؟ بكل صراحة يأتي عن طريق الحزب العظيم.

 

قد يتساءل البعض: ما هي مصلحة نظام الملالي في ذلك؟ بكل بساطة ان الذي جلب نظام الملالي الى إيران وطرد الشاه هو أميركا، ولكن لمصلحة إسرائيل.

 

لذلك، فإنّ وجود «حماس» و»الجهاد الاسلامي» ضرورة قصوى لعدم قيام سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث تتولى حركتا حماس والجهاد رفض أي اتفاق مع إسرائيل.

 

للأسف الشديد، بالأمس القريب دمّروا الشعب العراقي وبعده الشعب السوري وبعده الشعب اليمني، واليوم جاء دور الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني… وكأنّ إسرائيل وجرائمها لا تكفي.