Site icon IMLebanon

عين الحلوة… الخلافات انتقلت الى داخل “فتح”؟ 

 

الحياة السياسية شبه جامدة نتيجة عطلة شهر آب، والحركة الرئاسية شبه مشلولة، فيما يستمر بينهما فيلم الرئاسة معلقا على حبلي، الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان المرتقبة في النصف الثاني من ايلول المقبل، من جهة، ومطالبة المعارضة بجلسات مفتوحة لمجلس النواب، مقابل تشدد الممانعة بتأكيدها ان مرشحها الاول والاخير هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يبقى الوضع الامني الفلسطيني في واجهة الاهتمام والرصد داخليا وخارجيا، خصوصا ان النار الراكدة تحت الجمر قد تشتعل في اي لحظة.

 

في هذا الاطار يكاد لا يلتقي سياسيان صيداويان هذه الايام الا وتحضر اخبار مخيم عين الحلوة ثالثهما، شأنهم في ذلك شأن القيادات الامنية التي ترفع تقارير دورية الى المراجع المعنية، حول خارطة توزع القوى والنفوذ التي تشهد تغييرات دراماتيكية لصالح المجموعات المتطرفة، الآخذة في التمدد داخل المخيم، ربطا بمشروع اقليمي كبير أعد له في احدى الدول الخليجية بالتعاون مع جهات غربية بحسب ما يسربّه أحد قادة الثامن من آذار.

 

ويعتقد المتابعون ان الاحداث الجارية ووتيرة تطورها تثبت بوضوح عجز القيادات الفلسطينية عن لعب أي دور فعال، رغم زعمها أن المخيم ممسوك، وهو امر تكذّبه الوقائع اليومية. فلا اللجان المشتركة المؤلفة، ولا الوساطات الخارجية، خفّفت من الاحتقان، لتبقى كلها في اطار لزوم ما لا يلزم حتى الساعة، وسط همس عن دور لقيادات فتحاوية بتسهيل امور المجموعات الاسلامية في مناطق بعيدة عن نفوذها .

 

وتكشف مصادر فلسطينية على هذا الصعيد، عن وجود تواطؤ بين قيادات فتحاوية والمجموعات الاسلامية، وهو ما بيّنته بكل الاحوال الاشتباكات الاخيرة، متحدثة عن تحذيرات لبنانية واضحة لمسؤولين فاعلين داخل المخيم ، من ازدواجية تحركاتهم، مهددة باتخاذ تدابير قاسية بحقهم.

 

ويؤكد مصدر وزاري لبناني، ان كافة التقارير الواردة، تشير الى ان الوضع داخل المخيم يتطور بشكل دراماتيكي وهو قاب قوسين أو ادنى من الخروج عن السيطرة، معددة في هذا الاطار سلسلة من الاشارات :

 

– عملية تسليح وتدشيم تجري على قدم ساق وبوتيرة مرتفعة لدى كل الاطراف والفصائل.

 

– توسيع المجموعات الاسلامية لنشاطها ، ضامّة الى صفوفها عددا كبيرا من السوريين والمطلوبين، متوسعة باتجاه احياء بعيدة نسبيا عن مناطق نفوذها في الزيب، الشارع التحتاني ومتفرعاته وحي طيطبا، بعد احكامها السيطرة على خمسة احياء سابقا، ليبقى اللافت ان هذه المجموعات التابعة لبلال بدر ، اسامة الشهابي، زياد ابو النعاج، جمال حمد، هيثم الشعبي، واتباع الاسير، اضافة لجماعات العزام والنصرة وداعش، تتحرك بشكل منسق ومن ضمن خطة مدروسة تقودها غرفة عمليات موحدة.

 

– ظهور اسلحة نوعية من مضادات ارض – جو من عياري ٢٣ ملم و١٤.٥ والقاذفات الصاروخية، فضلا عن شبكة انذار مبكر زودت بها الاحياء الخاضعة لنفوذ تلك المجموعات.

 

– الانقسامات العاصفة بحركة فتح والحديث عن غليان في صفوف مقاتليها المنقسمين بين راغب في الثار ومن يريد التروي.

 

وتشير المصادر الى ان المراهنين على الاستفادة من التغييرات الناتجة عن التشكيلات الاخيرة في صفوف فتح ، يخطؤون في الحساب، ذلك ان قيادة الجيش وضعت خططا عسكرية تأخذ بالحسبان كل التطورات الممكنة، مطمأنة اللبنانيين الى ان ما جرى في نهر البارد لن يتكرر، كاشفة عن عمليات نوعية ينفذها الجيش داخل المخيم، وتمكنه من الوصول في اكثر من مرة الى مسافات قريبة جدا من الارهابيين، فضلا عن انه تمكن من اجراء مسح ميداني شامل للمخيم ولاحيائه ولكافة المقرات الامنية والعسكرية المنتشرة فيه .

 

عليه يمكن القول ان الجيش اتخذ الاجراءات الضرورية اللازمة وهو مستعد لكل الاحتمالات، يعزز من موقعه في اي معركة الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الدولية نظرا للموقع الاستراتيجي الذي يحظى به المخيم على تقاطع طرق حيوية، رغم حديث الكثيرين عن خط بياني واحد تحركه جهة اقليمية فاعلة، يبقى ان الخوف الاكبر هو في ما يكرره رئيس تكتل نيابي كبير عن مشاريع دخلت حيز التنفيذ لاطلاق خطة توطين الفلسطينيين في لبنان…. من عين الحلوة هذه المرة .