IMLebanon

الدولة لن تستدرج الى دخول المخيّم: خطط بديلة جاهزة 

 

مر “قطوع” انتقال السلطة في مصرف لبنان الى الوكيل على خير، اقله حتى الساعة، على عكس كل التهويل الذي ساد خلال الايام الاخيرة، وعلى غير ما كان يشتهي السياسيون الذين عملوا ليل نهار، على تمرير تسويات وتثبيت اعراف “لا عالبال ولا عالخاطر”، اما في عين الحلوة فان القوى الفلسطينية مصرة على الاستمرار في القتال ، بدليل فشل كل الجهود التي بذلت حتى الآن لوقف اطلاق النار ، ما يعني هذا ان الاقتتال في المخيم ليس صراعا على النفوذ وتصفية حسابات داخل المخيم بل هو ابعد من ذلك بكثير،هو انعكاس لصراع اقليمي قوي يبقي الساحة اللبنانية مفتوحة على صراعات اقليمية لا تنتهي.

 

اوساط مواكبة للاتصالات الجارية كشفت ان ما يجري اليوم لا يعدو كونه جولة من جولات العنف الكثيرة التي شهدها وسيشهدها المخيم، خصوصا ان اي قرار اقليمي من الجهات الراعية لتلك الجماعات داخل المخيم لم تتخذ قرارها الجدي بانهاء وجودها طالما ان وظيفتها لن تنتهي، مستفيدة من عدم رغبة الدولة في احداث نهر بارد جديد ونكبة جديدة خصوصا لما لعين الحلوة من خصوصية.

 

وتابعت بان جماعة “عصبة الانصار” ابدت تعاونا لافتا مع المساعي، الا انه في المقابل عليها الا تسمح لتلك الجماعات الارهابية ان تختبئ خلفها وخلف مواقفها لممارسة اعمالها الارهابية، خاصة ان ذلك يضر بالقضية الفلسطينية وبالمخيم ولاجئيه، خصوصا ان ما يحصل يضر بالعصبة نفسها وموقعها داخل المخيم، داعية قياداتها الى مزيد من الحسم والحزم في ملف عين الحلوة، باعتبارها “بيضة قبان” وسط الانقسام وتوزع القوى.

 

مصادر فلسطينية من داخل المخيم اشارت من جهتها الى ان حركة فتح ادخلت تعزيزات الى داخل المخيم بالتعاون مع الجهات اللبنانية لدعم قواتها، وهي بدأت باعتماد استراتيجية عسكرية جديدة في المواجهة الدائرة، اذ لم تحصل اي عمليات كر وفر هذه المرة اذ سمحت خطة العمليات الجديدة باقتصار المواجهات على خطوط التماس واستعيض عن الهجمات باشتباكات ودخول سلاح القنص والقذائف الصاروخية بشكل لافت وكبير من قبل الطرفين وصولا الى تهديد المناطق المحيطة بالمخيم، ما دفع الجيش الى اتخاذ اجراءات وقائية ، كاشفة ان المخيم شبه معزول حاليا عن محيطه حيث حصر الدخول اليه ببعض الحالات المحدودة وبمدخل واحد، داعية الى ضبط النفس وانتظار الساعات القادمة التي ستحمل معها المعالجات اللازمة.

 

مصدر وزاري لبناني لفت الى ان الدولة اللبنانية في تعاملها مع مسألة عين الحلوة تحاول المواءمة بين حاجات الامن القومي اللبناني والوضع الانساني، حيث تعتبر ان سكان المخيم رهائن لدى المتقاتلين الذين خطفوا المخيم لمصلحة اجندة خاصة بتصفية حسابات اقليمية، جازمة ان الجيش لن يستدرج الى الدخول في مستنقع المخيم لاستنزافه وهو يملك الخطط البديلة التي تؤمن سلامة اللبنانيين واللاجئين وتحفظ السيادة اللبنانية، مشددا على ضرورة التعاون والتنسيق مع الجميع لتمرير تلك المرحلة لما فيه خير ومصلحة الجميع وتنظيف الساحة الفلسطينية من الطفيليات التي نمت على اطراف القضية واساءت اليها قبل ان تسيء الى لبنان مهددة الاستقرار الفلسطيني قبل اي شيء آخر.

 

حتى الساعة يجمع المراقبون على ان ما يجري لا يعدو كونه مناوشات لن تخرج عن الاطار المرسوم لها بعدما عاد مخيم عين الحلوة للعب دور “صندوقة البريد”، ما يعني ان اي حسم لن يبصر النور وان “موعد الكي” لم يقترب بعد، وهو ما يحاول “المتطرفون” النفاذ عبره لتعزيز مواقعهم ونفوذهم في فترة الوقت الضائع وسط الصراعات المخفية والظاهرة وشد الحبال الاقليمي الدولي.

 

ليبقى السؤال الابرز: إلى أين ستصل هذه الحرب؟