يتقدم التفجير الخطير في مخيم عين الحلوة ، الذي لم يصمد أي اتفاق لوقف النار أمامه، العناوين السياسية والأمنية والإجتماعية كافةً، خصوصاً بعدما تخطت دائرة الرصاص والقذائف مدينة صيدا والجوار إلى مغدوشة بالأمس، فيما يتنامى هاجس النزوح الفلسطيني من المخيم إلى الجوار، ما يطرح أكثر من تساؤلٍ حول مشهد نزوح اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيمات جديدة.
وقد وجد نائب صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، أن ما يحصل هو “مأساة سياسية وإنسانية واجتماعية وأمنية بالنسبة لأهالي المخيم، كما لأهالي مدينة صيدا والمناطق المجاورة”، موضحاً لـ”الديار” أن “النازحين من عين الحلوة، يحاولون الإحتماء في المدارس، وفي مقدمها مدارس الأونروا، كما لدى أصدقائهم في المدينة وكل القرى المجاورة، خصوصاً بعدما كنا قد تصدينا لمحاولة إقامة مخيم مؤقت للنازحين في صيدا، كون لديه رمزية غير مقبولة وتداعيات إجتماعية غير مقبولة،وذكرت أخواننا الفلسطينيين بمأساة الـ48”.
وتطرق البزري إلى مأساة أهالي صيدا وهي “متعددة الأوجه، لأن الحياة فيها تتعطل باستمرار منذ أسابيع، وكل القطاعات تتعرض للضرر والخسائر بشكل دائم، إضافة إلى قطع الطرقات الذي يعطل شرياناً حيوياً للمدينة لمنطقة ألجنوب، ذلك أن تداعيات القتال الخطيرة في عين الحلوة تصيب المدني الفلسطيني والمدني اللبناني في المنطقة، وكنا تاريخياً نتصدى للعدو الإسرائيلي ونعرف مصدر القصف، ولكن اليوم المواطن الصيداوي الذي يتعرض منزله لإطلاق النار والقذائف من جهات، كانت معه في الخندق نفسه، يشعر بالغضب والنقمة”.
في موازاة ذلك، حذر من “الخطر الكبير المتمثل بعدم وجود أي أفق للحل، بعد التجارب السابقة وسقوط كل الإتفاقات والتفاهمات على وقف النار، والتي حصلت منذ عدة أسابيع بين كل القوى السياسية والأمنية، وكان وقف النار يبقى مؤقتاً بسبب تعثر تنفيذ الإتفاقات، وبالتالي فإن انسداد الأفق أسوأ من استمرار الحدث الأمني”.
وعن مقاربة هذا الواقع، وهل إن فاعليات صيدا قد استسلمت، قال: “نريد الحلول، ولكن بطريقة واقعية، لأن الخيارات البديلة كالحسم العسكري أو دخول الدولة، غير مطروح على الطاولة، لأن الخيار البديل هو الضغط على إخواننا الفلسطينيين وهو ضغط معنوي، فنحن الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية في لبنان والعالم العربي، ولذلك عليهم أن يعرفوا أننا نعمل لمصلحتهم، وعليهم أن يكونوا أكثر جدية، كما على المسؤولين اللبنانيين أن يتواصلوا مع المرجعيات الفلسطينية خارج لبنان، لأنه عليهم ان يشعروا بخطر ما يحدث، لأن هذا القتال، حتى ولو لم يكن مخططاً له في الأساس، قد أصبح الآن خطيرًا للمخيم والأهالي وصيدا”.
وفي هذا المجال، تحدث البزري عن “غضب في الشارع الصيداوي، لأن المواطنين وفي ظل الظروف الإجتماعية الصعبة، لا يستطيعون تحمّل ضغوط إضافية بسبب توقف الأعمال، خصوصاً وأن كل المصالح معطلة، ومن لا يعمل لايستطيع تأمين معيشته، هذا إن لم يتعرض للإصابة بسبب الرصاص الطائش”.
وتوقع أن “يحصل وقف للنار في مكان ما وفي زمان ما،” إلاّ أنه سأل: ” من سيكفل صموده؟ فالناس تخاف أن تقوم بتصليح ممتلكاتها التي تعرضت للضرر”. كما أكد أن فاعليات المدينة، “تضغط سياسياً ومعنوياً وأخوياً لأن الخيارات العسكرية غير مطروحة، ونشكر الجيش على دوره وقد أصيب عناصره إصابات بليغة بالأمس ولم يقم بردة فعل، وهو يلعب دوراً حكيماً ويقوم بحماية المناطق المدنية وأوجد مساحة فاصلة وعازلة، ويتواصل من خلال أجهزته مع الأجهزة الفلسطينية لترتيب وقف لإطلاق النار”.
وخلص البزري إلى القول أن “فاعليات صيدا تتواصل مع كل الأطراف الفلسطينية المعنية، وإذا كان يجب أن يثقوا بأحد، عليهم أن يثقوا بالقوى الصيداوية التي تربّت على مشروع إعادة تحرير فلسطين، ولذلك التواصل مستمر معهم، وإن لم يعط دائماً النتائج المرجوة”.