IMLebanon

عين الحلوة… الحل بالجيش  

«هناك ضمانات من الجميع».

هذا كان جواب احد القياديين الفلسطينيين رداً على السؤال الآتي: ما هي الضمانة لثبات وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة؟!.

طبعاً، هناك ضمانات من «الجميع»، ولكنها ليست المرّة الأولى التي تقع اشتباكات في مخيم عين الحلوة، ثم تعقد الإجتماعات، ويكون توافق على وقف إطلاق النار، وتعلن الأطراف كافة التزامها… ولا تمر أيام، بل ساعات، حتى يعود المخيم الى نقطة الصفر: اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأحياناً الثقيلة.

والأحداث الأخيرة شهدها المخيم منذ ما قبيل زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرسمية الى لبنان والتي استمرت حتى يوم أمس، وقد اشتدت قبل الإعلان عن وقف القتال.

طبعاً إفتعال الأحداث تزامنا مع زيارة عباس، كانت له غاية واحدة معروفة، وهي رسالة موجهة الى الرجل، ومحاولة إفشال الزيارة، والإيحاء لمن يعنيه الأمر أن لا سلطة لعباس على أكثرية الفصائل في المخيم.

ولقد أخذت الأحداث في الأيام الأخيرة بعداً مختلفاً من خلال ما ترتب عليها من تداعيات بارزة مثال موجة النزوح الملحوظ من قبل العائلات الفلسطينية خصوصاً النساء والأطفال الذين قلّما مر عليهم اسبوع من دون أن يعيشوا الخوف والرعب تحت دوي القذائف التي تتطاير داخل الأحياء التي تعاني اساساً الفقر والحرمان وتفتقد حداً أدنى من الحياة الإنسانية الطبيعية.

وطبعاً في كل جولة كانت تسجل اصابات وسقوط ضحايا عديدة، ناهيك بترويع الناس وقطع الأرزاق، وأخيراً إقفال الجامعة والمدارس!

وكان لافتاً تعزيز الجيش اللبناني قواته العملانية المنتشرة في محيط المخيم وعلى مداخله… وكان العسكر اللبناني يمد يد العون الى النازحين ويساعدهم على الإنتقال الى المناطق الآمنة.

قيل أمس، في السفارة الفلسطينية، إنّ هناك «خونة وجواسيس ومجرمين» يؤدّون أدواراً «مشبوهة» في المخيم ويستدرجونه الى الفتنة. وقد يكون في هذا القول كثير من الصحة، ولكن المؤسف ان فصائل عدة تردده إتهاماً لاخصامها، ونكاد نقول لـ«اعدائها» بعدما تحوّل الخلاف بين أبناء القضية الواحدة والمعاناة الواحدة واللجوء الواحد الى عداوة موصوفة لا يشفع في التخفيف منها أي كلام تتغرغر به الشفاه اثر كل إجتماع أو مسعى وفاقي.

إلاّ أن الأحداث الأليمة التي تعصف بالمخيم وتصيب الأخوة الفلسطينيين المدنيين بأفدح الأضرار تفرض السؤال المزمن: ما هي «وظيفة» مخيم عين الحلوة… أو من باب الدقة: ما هي وظيفته اليوم؟!.

كلنا يعرف إن المخيم أضحى بؤرة للإجرام والإرهاب، معاذ اللّه أن يكون هذا الكلام يستهدف الأخوة المدنيين والأخوة في القيادات التي تلتزم القضية. إنما لا يمكن أحد أن ينكر ما الت إليه أوضاع المخيم الذي بات يقصده لبنانيون وعرب وأجانب فارون من وجه العدالة ومرتكبو جرائم عادية وارهابية معروفون بالأسماء، اضافة الى الفلسطينيين الضالعين في جرائم مختلفة (…) وهذا الواقع يسيء ليس فقط الى قضية فلسطين، بل خصوصاً الى سمعة لبنان وأمنه واستقراره.

ما هو الحلّ؟

الجواب في غاية البساطة، إنما يحتاج الى قرار في معلوماتنا أن السلطة الفلسطينية وقيادات عديدة في المخيم باتت مقتنعة به: الحل بتسليم أمن المخيم الى السلطة اللبنانية عبر إنتشار الجيش داخله، وليس في محيطه وحسب.