مساء الاربعاء، اشتبك عناصر من قوات الأمن الوطني الفلسطيني عند حاجز البركسات عند مدخل عين الحلوة في ما بينهم بسبب «خلافات على شراء مواد مخدرة» بحسب مصادر فلسطينية. المشتبكون أطلقوا النار عشوائياً في كل الإتجاهات، فأصيب أحد مرافقي قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب ومراكز أمنية لقوى وفصائل منها مكتب تابع لـ»التيار الإصلاحي» في فتح (الذي يقوده العقيد محمود العيسى المعروف بـ»اللينو»)، ما دفع حراس المكتب الى الرد على مصادر النيران.
وبعد اقل من ٢٤ ساعة، وقع اشكال آخر على خلفية شخصية بحسب المصادر، بعدما أطلق الفتحاوي حسين ميري النار على قريب له يدعى عبد ابو سنان من «التيار الاصلاحي» فأرداه.
تطور الأمر وجرى تبادل للنار بين عناصر فتحاوية واخرى تابعة لـ «اللينو». القاسم المشترك بين الاشكالين ان ابطالهما ينتمون الى فتح. وبهدف تطويق الاشكال ومنع استغلاله سياسيا، جرت اتصالات بين اللينو وابو عرب، أدت الى تسليم سريع لميري الى الأجهزة الامنية اللبنانية.
ورغم أن مثل هذه الأحداث الفردية تتكرر يومياً في المخيم، إلا أنها أثارت توتراً كبيراً. فعقب الاشكال الأول انتشرت بسرعة شائعة بأن مصدر النيران حاجز الجيش عند مدخل عين الحلوة، خصوصاً أن بعض سكان المخيم يتوقعون عملاً عسكرياً ما قد يحدث في أي لحظة، بعد الإجراءات المكثفة التي اتخذها الجيش في محيط المخيم أخيراً. فقبل أيام، جال ضباط على أطراف عين الحلوة، وتفقّدوا الحواجز والنقاط المحيطة به وأشغال استحداث دشم جديدة تجري بوتيرة مكثفة وتعزيز التحصينات الحالية.
يتلهى الفتحاويون بصراعاتهم الداخلية بدل مواجهة الجماعات المتشددة
الجولة أعقبت إعادة انتشار نفذه الجيش قبل نحو أسبوعين، عند حاجز مدخل حي التعمير المؤدي نحو حي الطوارئ الذي يشكل مقراً لقيادات الجماعات المتشددة.
تضع الفصائل والقوى الفلسطينية إجراءات الجيش في خانة الرسائل الجدية الموجهة لها وللجنة الأمنية العليا «بضرورة اتخاذ تدابير عملية لمواجهة تمدد تلك الجماعات وعمليات التدريب والتجنيد والتذخير التي تقوم بها، فضلاً عن المساعدة في القبض على المطلوبين».
اما اشكال امس، فقد اثار غضبا واسعا لدى المرجعيات الامنية اللبنانية التي تخوفت من تلهي الفتحاويين بعضهم ببعض في ظل الاخطار المحدقة بالمخيم من الجماعات المتشددة.
على صعيد متصل، لفتت مصادر أمنية فلسطينية الى أن مشروع التعديل المقترح في قيادة قوات الأمن الوطني واللجنة الأمنية العليا في المخيمات تمت عرقلته «بسبب الفيتو الذي وضعته مرجعيات لبنانية وفلسطينية على أسماء الضباط المقترحة لخلافة أبو عرب».
وعن مصير ابن أمير «فتح الإسلام» السابق عبد الرحمن عوض، محمود عوض، الذي اوقفته استخبارات الجيش قبل أيام، لفتت المصادر إلى أنه لا يزال قيد التحقيق. وأشارت إلى أن عوض البالغ 19 عاماً والمقيم في المخيم ، ينتمي إلى «أهل الدعوة» ويتنقل معهم في المناطق اللبنانية وخارج لبنان، من دون أن تعرف له صلة مع الجماعات المتشددة.