على الرغم من الكثير من التفاصيل التقنية العالقة والتي تتوالد يوما بعد يوم ، على وقع استمرار الاتصالات لحلحلتها، ثمة من يروج عن أن الصيغة النهائية لقانون الانتخاب المنتظر باتت في حكم المنجزة وقد سلك قطاره رسميا سكّته نحو الإقرار ولا رجوع الى الوراء، وهو سيبصر النور في الايام القليلة المقبلة وحتما قبل 19 حزيران الجاري، تاريخ انتهاء ولاية مجلس النواب، وان ما يجري اليوم لا يعدو شدا للحبال هدفه الاساس جس نبض لشكل التحالفات المقبلة، جازمة بانه سيصار الى اقرار قانون الانتخاب عبر «القناة» الحكومية في جلسة ستتم الدعوة اليها الاسبوع المقبل وستسبق جلسة مجلس النواب نهاية الاسبوع نفسه.
مصادر مواكبة للاتصالات الجارية اشارت الى ان منسوب التشاؤم بلغ حده الاقصى خلال الساعات الماضية فيما خص السير «باقتراح عدوان» بعد التعديلات التي يحاول كل طرف ادخالها عليه، ما يهدد بنسف النسبية من اساسها، في حال لم تنفع اتصالات نهاية الاسبوع في لجم التهور المفاجئ الحاصل والذي لم تعرف اسباب تصعيده، معتبرة ان تاريخ السادس عشر من حزيران هو فرصة اخيرة لانقاذ ما يمكن انقاذه، من هنا سعي رئيس المجلس لجعل قانون التمديد بندا في اي جلسة تشريعية على ان يطرح بصفة العاجل المكرر.
واعتبرت المصادر ان الشروخ باتت تصيب الحلفاء، وبخاصة الثنائي المسيحي، على خلفية بعض التنازلات التي قدمها فريق القوات اللبنانية، في الوقت الذي ترى فيه قيادة التيار الوطني الحر ان المجال لا يزال واسعا وان الطرف المسيحي غير محشور ولا يحتاج الى تقديم تنازلات، انطلاقا من ان المعركة تتطلب نفسا طويلا، من هنا والكلام للمصادر، ما انعكس برودة على خط معراب الرابية، لم تنجح اتصالات كنعان – الرياشي في التخفيف منها، وهو ما فسره البعض بعدم دعوة عدوان الى الاجتماع المسائي في الخارجية الذي ضم ممثلو الوطني الحر، امل، حزب الله والمستقبل والذي لم يفض الى اي حلحلة في ظل اصرار كل طرف على مطالبه، وكان سبقه لقاء بين نائب رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس المجلس وصفه البعض «بالسلبي»، كاشفة عن ان التيار البرتقالي هدد بالعودة الى طرحه السابق في حال استمرار البعض في سياسة قضم الحصص والحقوق المسيحية عبر رفضهم تقديم الضمانات المطلوبة، علما ان التيار قدم كل التنازلات الممكنة.
اوساط متابعة لمسار الازمة كشفت من جهتها عن «تهديد» مبطن وبالواسطة وصل الى مسامع بعبدا عن عزم استاذ عين التينة التصعيد خلال الاسبوع المقبل في حال لم «يتزحزح» البرتقاليون عن موقفهم ويتوقفوا عن وضع العصي في دواليب «صلحة» افطار بعبدا، عبر دعوة عين التينة الى مؤتمر صحافي منتصف الاسبوع المقبل لكشف محاضر المفاوضات والاتصالات والاجتماعات التي جرت، وهو ما ردت عليه بالرابية مرحبة معتبرة ان لا شيء تخجل به فما تقوله في العلن تقوله في الغرف المغلقة، ومواقف رئيس التيار يبرزها للراي العام قبل طرحها في الاتصالات، وهو ما حصل اخيرا.
بين الشياطين التي تكمن في التفاصيل وبين التفاصيل التي تكمن بها الشياطين نتيجة واحدة، لا قانون انتخاب جديدا الى الان، فعلى الرغم من الاجتماعات الليلية المتلاحقة والمطولة فإن اي تقدم نوعي لم يسجل الى الان وانتهت الى لا شيء، رغم الحدود الواضحة المرسومة بين ما هو متفق عليه، وما هو موضع خلاف، وما يمكن استمرار التفاوض حوله.
فهل هي سياسة تقاسم الادوار انتقلت الى الثنائي المسيحي؟ ام هو بداية خلاف قد يعطي صورة عن التحالفات الانتخابية المقبلة؟ وهل من كلمة سر ينتظرها الجميع لم تصل بعد الى بيروت؟