على وقع التشنج السياسي الذي تفرضه عدة العمل التحضيرية للاستحقاق الانتخابي والبرودة التي تحكم علاقات بعض اركان الحكم، مع ابلاغ رئيس مجلس النواب النواب من يعنيه الامر اعتذاره عن تلبية الدعوة بمناسبة عيد مار مارون التي سيحضرها الرئيسان عون والحريري والاكتفاء بإرسال ممثل عنه، بفعل ازمة مرسوم الاقدمية وما توالد منها من ملفات وقضايا استعصت على الحل، يجهد تياري المستقبل والوطني الحر لانجاز تركيبتيهما الانتخابية قبيل نيسان اظهارا للجدية في اتمام الاستحقاق في وقته ، باعتباره شرطا اساسيا لتنفيذ ما ستتمخض عنه مؤتمرات الدعم الدولية التي يعول عليها الطرفان لاتمام مشروعهما في النهوض.
انطلاقا من ذلك واستلحاقا فتح عدد من القوى السياسية جولة اتصالات مع الخصوم والحلفاء لاكتشاف امكانية التحالف والصورة التي قد ترسو عليها. وفي هذا الاطار، تفيد أجواء قواتية أن معراب والرابية تلتقيان أولا على «صون الشراكة»، وهما قد لا تتحالفان انتخابيا في عدد من الدوائر لأن مصلحتهما قد تجبرهما على خوض المعارك منفردتين. اما التيار الوطني الحر فيعاني بعض الاحراج لجهة المرشحين في بعض الدوائر، كما في كسروان وجبيل، والتي دخل على خط المشاورات بشأنها مرجع رئاسي كبير بشكل مباشر بعد تعقد الامور.
اما بالنسبة لتيار المستقبل فتشير مصادره الى ان المشاورات والاتصالات الجارية افضت الى حسم العديد من الاسماء في اكثر من دائرة، فيما يحتاج بعضها الآخر الى المزيد من المشاورات، معتبرة ان التيار اتخذ قراراته بناء لسلسلة معطيات ومعايير اهمها، اولا، تعزيز دور الشباب والمرأة من خلال حفظ مجموعة مقاعد، ثانيا، اختيار اسماء تشكل رافعة للوائح وقيمة مضافة قادرة على المنافسة، ثالثا، الانطلاق من التحالف الثابت مع التيار الوطني الحر والذي شكل عامل اساسي في اختيار المرشحين، رابعا، حسم الخيار لجهة عدم التحالف مع حزب الله في اي لائحة، حيث علم لن التيار الازرق سيخوض المعركة ضد الثنائي الشيعي في دوائر بيروت الثانية وزحلة والبقاع الغربي بمرشحين شيعة.
وتابعت المصادر بأنه مع انتصاف شهر شباط ستكون الترشيحات انجزت بالكامل على ان يعلنها الرئيس سعد الحريري في المهرجان الشعبي الذي سيقام في البيال في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط، تاركا الباب مفتوحا على التحالفات ، ليركز اهتمامه على جولته الخارجية التي من المتوقع أن تشمل دولاً خليجية استعدادا لمؤتمر «سيدر واحد» الذي سينعقد في 5 نيسان المقبل.
وعليه، تكشف المعلومات انه بعد حسم الوطني الحر والمستقبل لمسألة التحالف بينهما على مستوى كل الدوائر الانتخابية، تم الاتفاق مبدئيا بين الطرفين على توزيع الحصص والمقاعد، ويعتزم الثنائي جبران باسيل ونادر الحريري القيام بجولة مشتركة الى الخارج لحث المغتربين على التصويت للوائح المشتركة، بعدما نجحا في تثبيت التسوية الرئاسية ودعمها وتحصينها.
وتقول المصادر ان الموازنات المالية المرصودة حتى الساعة من قبل تيار المستقبل تعتبر بسيطة مقارنة بما سبق، معتمدة على امكانات المرشحين وقدرتهم على تمويل حملاتهم في ظل الوضع المالي الصعب الذي يعاني منه التيار، وسط حديث عن فتح الباب واسعا امام عمليات التوظيف الانتخابي في المؤسسات الرسمية وهو ما غمز من قناته رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في احدى تغريداته.
وعلى عكس سائر القوى، ليس في المشهد ما يوحي باهتزاز التحالف التاريخي بين أمل وحزب الله، نتيجة التموضعات الجديدة التي تشهدها الساحة السياسية، بل على العكس ما انعكس حسما للترشيحات في كافة الدوائر الانتخابية، في محاولة لكسب اكبر قدر ممكن من المقاعد رغم اشكاليات «حليف الحليف» .