IMLebanon

حوار عين التينة: المشنوق لم يقرّر الحضور بعد

لم يكُن رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليُفرّط في جهوده التي أثمرت حواراً ثنائياً بين حزب الله وتيار المستقبل بعد قطيعة دامت سنوات. فسارع، فور عودته من جنيف، الى العمل على معالجة الكدمات التي تعرض لها «حوار عين التينة»، والتي كادت تودي به، بعدما وصل الاشتباك السياسي بين الطرفين إلى «أعلى مستوياته». ورغم تهديد المستقبل بالانسحاب من هذا الحوار، وردّ الحزب بـ»الله معكم»، ظهر أن اتفاق الجانبين على مبدأ استمرارية الحوار أكبر من قدرتهما على التنصل منه. فكانت النتيجة «الدعوة إلى عقد الجلسة العشرين» اليوم، مصحوبة بتساؤلات كثيرة عن شكل الجلسة ومضمونها، بعدما لامست الخطابات المتبادلة سقفاً غير مسبوق لناحية حدّتها.

صحيح أنها ليست الهزة الأولى التي يتعرض لها الحوار الثنائي، لكنها المرة الأولى التي يردّ فيها الحزب بمثل هذه القسوة، بعدما اعتمد دائماً سياسة ضبط النفس إزاء التصعيد المستقبلي. هذه «القسوة» تعزوها مصادر مطلعة الى أن التصعيد كان هذه المرة على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق «المصنّف بالنسبة الى الحزب في خانة المعتدلين، وأشدّ المتحمسين للانفتاح على الخصوم السياسيين، ما يعني أنه لم يعُد هناك من يُمكن الحديث معه في تيار المستقبل»، فضلاً عن أن «كلامه تجاوز الحدّ المسموح به في شأن ربط النزاع المعتمد بين الطرفين».

تيار في المستقبل يشجّع المشنوق على الانسحاب لترميم صورته

وحتى مساء أمس، لم يكن المشنوق قد حسم قراره بالمشاركة من عدمها، منتظراً «نتيجة المشاورات التي يجريها مع الرئيسين سعد الحريري ونبيه برّي»، علماً بأنه، بحسب مصادر في المستقبل، «كان يفضّل تأجيل عقد الجلسة أسبوعين آخرين حتى تهدأ الأمور»، خصوصاً «أننا وصلنا إلى وضع بالغ الدقة والحساسية، بعدما وصل خطاب الحزب الى مساواة السعودية بإسرائيل».

المصادر المطلعة تقول إن وزير الداخلية «مدرك عدم وجود مصلحة في الانسحاب من الحوار»، وهو «عالق بين رأيين مستقبليين: الأول يشجّعه على عدم الجلوس مع ممثلي حزب الله على طاولة واحدة لترميم صورته في الشارع السنّي بعدما كيلت له الاتهامات بالجلوس في حضن الحزب وتقديمه التنازلات له من دون انتزاع أي مكاسب في المقابل؛ والثاني ينصحه بأهمية الحفاظ على المصداقية والثقة المتبادلة التي بناها مع الحزب، وعلى دوره كصلة وصل بينه وبين تيار المستقبل». ويرى أصحاب هذا الرأي أن «ليس على الوزير المشنوق أن يرفع كتفه فوق كتف الحريري الذي أعلن تمسّكه بالحوار، وبالتالي فليربط موقفه بموقف رئيس تيار المستقبل، فلا يخرج من الحوار إلا في حال قرر التيار الانسحاب»، مشيرين الى أن «الحوار الحالي هو محطة تنتظر اكتمال المشهد الإقليمي، وفي إمكان المشنوق أن يُبقي على سقفه المرتفع في الملفات الإقليمية كما عهدناه في كل خطاباته».

مصادر عين التينة أكّدت أنها حتى مساء أمس لم تتلقّ من المشنوق ما يفيد في شأن مشاركته، لافتة الى أن «لا اتصالات تجري أساساً في هذا الشأن، لأننا لا نبحث في أسماء المشاركين. المهم أن التيار مستمر في الحوار». وأوضحت أن «لكل طرف في الحوار ممثلاً أساسياً، وهو في حالة المستقبل مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري». لكنها أكّدت على «أهمية الموقع الذي يُمثّله الوزير المشنوق» ، معتبرة أن «حضوره مهمّ ويعزّز أهمية الجلسات، لأنه يملك فكراً ممتازاً، وهو شخصية متوازنة ومعتدلة، بغض النظر عن حديث المنابر».

في المبدأ، لم يطرأ أي تعديل على جدول أعمال الحوار الذي يتمحور حول ست نقاط أساسية تتعلّق بتخفيف الاحتقان وتنفيذ الخطة الأمنية ومواجهة الإرهاب وقانون الانتخابات والحكومة والرئاسة، مع خرق بسيط يتمثّل في مناقشة المتحاورين آخر التطورات السياسية والميدانية في الداخل اللبناني وخارجه. وعليه، فإن «النقاش سيُستأنف من حيث انتهى في الجلسة الأخيرة»، على ما يقول أحد المشاركين في الجلسات.