IMLebanon

عين الحلوة من عاصمة للشتات الى «مخيم للايجار»

 

التحذير الذي اطلقته السفارات الاميركية والفرنسية والكندية لرعاياها بتجنب الاماكن المكتظة في لبنان لاحتمال وقوع عمل ارهابي يستهدف مجمعات تجارية او كازينو لبنان تلقفته بعض الاطراف، وبالغت في التهويل به الى حد ساق بعضهم موقفاً للصليب الاحمر هو بريء منه جملة وتفصيلاً، وكأن الساحة المحلية على وشك حدوث كارثة تفوق التصور، ما اربك المواطنين الى حدود الذهول ودفع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشية سفره الى نيويورك لترؤس الوفد اللبناني الذي سيشارك في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة الى اعتبار ان المبالغة في اثارة القلق الامني هدفه «صرف الانظار عن انجازات العهد» وفق الاوساط الضليعة في عالم وعلم الامن، علماً ان التحذير المذكور لا يتعدى البديهيات البسيطة والواقعية لا سيما وان الحرب على الارهاب حرب مفتوحة واقتلاع التكفيريين من «داعش» و«النصرة» من جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع لا تعني على الاطلاق انتهاء خطر الارهاب في لبنان، علماً ان الساحة المحلية تبقى الاكثر امناً واستقراراً قياساً على ما حصل ويحصل من عمليات ارهابية في لندن وفرنسا وبلجيكا بفضل نجاح الحرب الاستباقية التي تشنها الاجهزة الامنية اللبنانية على المجموعات الارهابية.

وتضيف الاوساط نفسها ان التحذير من حدوث عمل ارهابي في لبنان من قبل السفارة الاميركية للاجهزة اللبنانية يعود الى التقاط مكالمة لاحد قيادي «داعش» من قبل الاجهزة الغربية يوعز فيها بوجوب ايقاظ بعض الخلايا النائمة تبين ان مصدرها الرقة السورية وان المتلقي يتواجد في «عين الحلوة» ما دفع بمديرية المخابرات في الجيش اللبناني الى الاطباق على خلية لـ«داعش» وتوقيف عناصرها وبلغ عدد الموقوفين فيها 19 مشتبهاً وان الرأس المدبر فيها توارى في مخيم «عين الحلوة» وهو مصري الجنسية يدعى غاوي أ.ع  ويلقب ابو خطاب المصري.

وتشير الاوساط الى ان المذكور كان قيد المتابعة لا سيما وانه امير خلية مصرية بايعت «داعش» عبر «ولاية سيناء» ويتواجد عناصرها في «عين الحلوة» في ظل الصراع بين «داعش» و«النصرة» للسيطرة على المخيم حيث يسعى الارهابي شادي المولوي الذي يقيم في محيط مسجد النور في المخيم بضيافة قيادي سعودي «للنصرة» يلقب «ابو ريا» على تأسيس هيكلية لفصيل تابع لها يتمتع باستقلالية عن بقية المجموعات الاسلامية «كعصبة الانصار» و«الشباب المسلم» وهذا الفصيل تنضوي تحت رايته كل المجموعات التكفيرية ويكون لديه مجلس شورى ينطق باسمه، ويبدو ان «النصرة» استنادا الى تجربتها في سوريا لاحتواء الساحات الاسلامية تسعى في المرحلة الاولى الى تثبيت حضورها داخل «عاصمة الشتات» وفي المرحلة الثانية تفرض نفسها مرجعية للمخيم واعلان «امارة اسلامية»، وهذا الامر يقلق «عصبة الانصار» واسامة  الشهابي امير «فتح الاسلام» و«جند الشام» كونه يقضي على وجودهما وتحويلهما الى خاضعين «للنصرة» سلماً كان ام حرباً وما يعني ذلك على صعيد فقدان مصادر تمويلهما الخارجية، كما ان «داعش» عبر اميرها هلال هلال ومجموعته تعمل لفرض نفسها على ارض المخيم حيث تنتشر راياتها في اكثر من حي.

وتشير الاوساط الى تقدم مشروع «النصرة» على ما عداه في المخيم ووفق المعلومات ان محمد الدوخي وهو قيادي في «الجبهة» ويقاتل حاليا في سوريا يتواصل مع احد عتاة الارهابيين في المخيم لتشكيل فصيل عسكري ينضوي تحت راية «النصرة» واعداً اياه بتأمين التمويل اللازم لشراء السلاح من احد الضباط الكبار في «فتح»، كما تواصل الدوخي مع الشهابي لضم الفصيل المزمع انشاؤه تحت اسم «احرار الشام» ان مجلس الشورى الخاص بالجماعات الاسلامية، الا ان الشهابي لم يعطه جواباً نهائياً قبل ان يقف على رأي «عصبة الانصار» التي تبقى تبقى الدرع الواقي للجماعات الاسلامية المتطرفة ومنها مجموعة «ولاية سيناء» التي يقودها فادي ا.ع الملقب ابو خطاب المصري المتواري في ازقة عاصمة الشات التي تعيد الى الاذهان ما كتبه الصحافي باتريك سيل عن «ابو نضال» تحت عنوان «بندقية للايجار» والذي كشف فيه فن الارتزاق الثوري، فهل تتحول «عين الحلوة» الى مخيم للايجار بعدما بات مقصدا للقاصي والداني من شذاذ الافاق في عالم الارهاب؟