Site icon IMLebanon

تجدّد اشتباكات عين الحلوة: هجوم فتحاوي لـ«جسّ النّبض»؟

 

كما كان متوقعاً، نفّذت حركة «فتح» تهديدها بالهجوم على معاقل «الشباب المسلم» في مخيم عين الحلوة.

بعد العاشرة من ليل اليوم، شنّت مجموعة من الحركة و«قوات الأمن الوطني الفلسطيني» هجوماً بالقذائف الصاروخية والرشاشات على مراكز بقايا «جند الشام» و«فتح الإسلام» في حيي الطوارئ والصفصاف، وفي مجمع مدارس «الأونروا» بهدف إجبارهم على إخلائها. وهو ما استدعى هجوماً مضاداً. وعلى مدى ساعتين، سُجّل اشتباك متبادل على محور البراكسات ـــ الطوارئ ـــ الصفصاف. وقد طال القصف محيط المخيم، حيث انفجرت قذيفة في أجواء حي الفيلات، وتطاير الرصاص العشوائي في أجواء مدينة صيدا.

 

وفور اندلاع الاشتباكات، نزح المئات من الأهالي ولجأ غالبيتهم إلى «مسجد الموصلي» المحاذي للمخيم. ووفق المعطيات الأولية، سقط عدد من الجرحى من مقاتلي الطرفين. وأفادت مصادر أمنية متابعة بأن «عصبة الأنصار الإسلامية» ردّت على مصادر إطلاق النار من مراكز «فتح» باتجاه حي الصفصاف، الذي يُعدُّ معقلاً لها. ورغم أن الهجوم «الفتحاوي» لم يحقق انسحاب «الشباب المسلم» من المدارس، إلّا أنه اعتُبر «جسّ نبضٍ ميداني واستطلاع بالنار لخريطة الانتشار العسكري للمجموعات الإسلامية».

 

وفي وقت لاحق، أصدرت الحركة و«قوات الأمن الوطني الفلسطيني» بياناً أعلنا فيه «إحباط محاولة تسلسل وهجوم نفذتها العصابات الإرهابية من قتلة الشهيد اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه على مقرات الحركة، والتّصدي لمحاولة الهجوم الفاشلة التي نفذتها عصابات الإجرام، بهدف إفشال نتائج اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك».

و جاء الهجوم الفتحاوي عقب ساعتين من انتهاء اجتماع «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في منطقة صيدا، الذي عقد مساء اليوم في منزل القيادي الفتحاوي ماهر شبايطة، في عين الحلوة، بمشاركة ممثلي الفصائل والقوى الإسلامية كافة، وخُصّص للبحث في إخلاء مدارس «الأونروا». وأصدر المشاركون توصيّات أكدت ضرورة إخلاء المدارس وتسليمها إلى «القوة الأمنية المشتركة» لبدء العام الدراسي في عين الحلوة، الذي يضمّ حوالى 6 آلاف طالب. كما أوصوا بـ«تعزيز القوة من كافة القوى الوطنية والإسلامية لجلب المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني في صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه وعبد فرهود وفقاً لاجتماع السفارة وبإجماع الجميع فلسطينياً ولبنانياً».

واجتماع اليوم هو تتمّة للاجتماع الذي عقد في السفارة الفلسطينية في بيروت الثلاثاء الفائت والاجتماع الذي عقدته وكالة «الأنروا» الأربعاء الفائت.

وكانت مصادر فلسطينية قد «استبعدت قدرة القوة على تنفيذ إخلاء المدارس في ظلّ اعتكاف عصبة الأنصار الإسلامية والحركة الإسلامية المجاهدة عن مهمة التفاوض بين فتح والدولة من جهة والمجموعات الإسلامية من جهة أخرى، اعتراضاً على قرار الجيش منع قياداتهم من الخروج من عين الحلوة واعتقال الأمن العام لأبو سليمان السعدي شقيق مسؤول العصبة الراحل أبو طارق». لذلك، اتخذت «فتح» قرارها بشنّ الهجوم ليل اليوم.