Site icon IMLebanon

بين عين الرمانة وعين المريسة “بوسطة الفتنة”؟!!! 

 

ربى أبو فاضل

“فليضع الجميع فوق كل شيء هدف بناء الوحدة الوطنية بسبل جديدة ولغة جديدة، وبخاصة الولاء لوطننا النهائي لبنان”، هذا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في إحدى عظاته ويكررها دوماً.

 

فما حصل على كورنيش عين المريسة في بيروت يجعلنا نتأمل ونمعن في حديثه، ويجعلنا جميعا نقف متأملين الصورة التي رسمت في تلك المنطقة بأيد خفية، فربما لن يكون الحادث الأخير فالوضع أخطر مما نتصور، فما ينتظرنا في الأيام القادمة مع فرص للحرب بأيام طويلة، مخيف جدا.

 

تداولت وسائل الإعلام أخبارعن وقوع اشتباك بين النازحين وعناصر قوى الأمن الداخلي، على خلفية إزالة الخيم التابعة لهم، لكن حقيقة ما حدث مغاير لما تم تداوله، فما جرى هو عملية إزالة للمخالفات المستحدثة على الكورنيش، حيث انتشرت خلال الأيام الماضية صور على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مخالفات كبيرة على الكورنيش من بينها بسطات تقدم المأكولات والمشروبات والأراكيل و الدخان، وهو ما أثار استياء العديد من أهالي المنطقة.

 

هذا الوضع أدى إلى تفاقم الفوضى والازدحام في المنطقة، مما حدا بوزير الداخلية  والبلديات بحكومة تصريف الأعمال القاضي بسام المولوي، منعا لانتشار الفوضى، إلى إصدار قرار بإزالة كافة البسطات التي تشغل الطريق بطريقة غير قانونية، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع الفتنة. وفى مؤتمر صحافي عقده يوم الخميس أكد أنه “لضمان الأمن يجب أن يكون هناك وعي لعدم الفتنة، لذلك يجب أن تدعو وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى وحتى الخطب الدينية، إلى التماسك والتعاضد والوحدة الوطنية وليس للتفرقة، ويكون خطابنا خطابا موحدا ومتماسكا لمنع الترويج إلى أى فتنة”.

 

لا شك أن الوضع مزر وكلنا شركاء بالوطن وفي مركب واحد، وسط إعصار همجي من قبل عدو لا يعرف الرحمة، فالنازحون من مختلف المناطق اللبنانية التي تتعرض للعدوان من قبل العدو الإسرائيلي باتوا بلا مأوى، ولا مصدر عيش ليأمنوا ابسط مقومات الحياة، لكن مديرية الأمن الداخلي أكدت في بيان لها أنه سيتم نقل النازحين المتواجدين في المكان إلى موقع آخر بالتنسيق مع الجهات المعنية.

 

مصادر أهلية من عين المريسة أكدت أن هناك من استغل الوضع واستحداث بسطات متعددة، ومن يقوم بمثل تلك الأنشطة هم غير لبنانيين، وكذلك أشخاص لبنانيون من سكان بعض المناطق في بيروت التي لا تشهد نزوحاً.

 

فهذا البلد الصغير بمساحته والغني بأزماته لم ينس أسوأ الأيام التي سجلها تاريخ يوم الثالث عشر من نيسان في عين الرمانة، وبين عين الرمانة وعين المريسة تقف بوسطة الفتنة، لذا علينا أن نتساءل مَن دفع بهؤلاء إلى الشارع، بهدف نشر الفوضى وربما فتنة داخلية، دفعا إلى حرب أهلية لا سمح الله.

 

وهنا، تجدر الإشارة إلى أن الوزير “الإسرائيلي” المتعطش للدماء “آفي ديختر”، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأكثر دموية، أدلى بتصريحات استفزازية لإثارة الفتنة الداخلية في لبنان، داعياً اللبنانيين بشكل غير مباشر إلى مواجهة المقاومة قائلا: “يا شعب لبنان أنتم مش أعدائنا، عدونا منظمة الإرهاب حزب الله الإرهابية، وهذه فرصتكم الذهبية ويمكن الأخيرة، تعرفون شو لازم تعملوا، عشان تخلصوا من حزب الله وتنقذوا بلدكم، شوفوا شغلكم”.

 

مصدر مطلع أكد أن البلد يعيش على فوهة بركان والخطر كبير جدا، ويهدد الجميع ولا يستثني أحدا، لذا يجب أن نتحلى بالواقعية، وأن نتضامن في هذه الأوقات العصيبة لعدم السقوط في فخ من يريد استدراج البلاد إلى فتنة داخلية.

 

إذا، نحن اليوم بأمس الحاجة للوحدة بين كل المكونات اللبنانية لحماية البلد من أي فتنة، تعرض السلم الأهلي وحياة المواطنين لأخطار نحن في غنى عنها، وعلى القوى الفاعلة في البلاد التحرك واتخاذ كافة التدابير، وإلا سنقع بين حربين، حدودية مع العدو الإسرائيلي المطعش للدماء، وداخلية يريدها ذلك العدو بعقله الخبيث للسيطرة على الأراضي اللبنانية كافة.