على طريقة «ما تقول فول حتى يصير بالمكيول» لن يصدّق اللبنانيون أن هذه الطبقة السياسية قادرة على تجاوز خلافاتها وأنانياتها، والتوافق على قانون انتخابي جديد يعتمد التصويت على قاعدة النسبية!
ما حصل في اجتماع بعبدا الثلاثي هو توافق مبدئي على العناوين العريضة، وتركت التفاصيل للنقاش بين ممثّلي الرؤساء الثلاثة، والنائب جورج عدوان الذي نجح في تسويق المشروع، وإخراجه من غياهب الملفات في الأدراج المقفلة.
لا يهم من يدّعي أبوّة المشروع، لأن الأهم يبقى في الوصول إلى نهاية الشوط بسلام وأمان، وإنجاز كل التفاصيل المتعلقة ببنود القانون العتيد، حتى يتمكن مجلس الوزراء من إقرارها وتحويلها إلى مجلس النواب، لمناقشتها في الدورة الاستثنائية التي شاء رئيس الجمهورية، ومن دون تنسيق مع رئيس المجلس النيابي، أن يحددها بثلاثة عشر يوماً فقط !
ولكن تأجيل وصول مشروع القانون إلى الأربعاء، يعني تأجيل إحالته إلى مجلس النواب بضعة أيام أيضاً، وتحديد الجلسة الأولى في الدورة الاستثنائية في 12 الجاري، ترجح التكهنات بأن المجلس قد لا يتمكن من إنهاء المناقشات وإقرار القانون العتيد، قبل انتهاء العقد الاستثنائي، الأمر الذي يفضي حتماً إلى تمديد ولاية المجلس، ولو تقنياً، وأخذ الوقت الكافي في المناقشة بنداً بنداً، ولو اقتضت المسألة تأخيراً لبضعة أيام، أو حتى لأسبوع ونيّف!
وهذا يعني أن كل ما قيل بأن على مجلس النواب أن يُقرّ مشروع القانون خلال الدورة الاستثنائية المحددة ببضعة أيام، كان أشبه ببالونات هواء، تحلق بعيداً عن أرض الواقع!