IMLebanon

مخاطر تلوّث الهواء في لبنان

 

 

تعود أسباب تلوّث الهواء في لبنان إلى عدّة أسباب منها الدخان المنبعث من حريق النفايات ودخّان المولّدات الكهربائية المنتشرة بين الأحياء السكنيّة ودخان المعامل والدخان الذي ينبعث من السيارات والشاحنات الخ… وسبق لموقع فرانس 24 أن أفاد بتاريخ 29-9-2018، بأنّ سبب تبوأ لبنان المرتبة الأولى في الوفاة بالمرض الخبيث بين دولغرب آسيا هو تلوّث الهواء والبيئة، وهنا يحتل لبنان المرتبة الأولى نسبة لعدد السكان.

 

وفي العام 2018 وعلى سبيل المثال سُجّلت أكثر من 17 ألف اصابة، ونحو تسعة آلاف وفاة بالمرض وهذا العدد صادر عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالميّة. وقالت أنياس بوربون الباحثة في معهد الأرصاد الجوية الفيزيائية التابع للمعهد الوطني وجامعة كليرمون أوفيرن في فرنسا، أنّ تلوّث الأورزون والجسيمات الدقيقة وهما يشكّلان العائلتان الرئيسيتان من ملوّثات الغلاف الجوي، سجلا معدلات عالية جداً في الشرق مقارنة مع تلك المسجلة في الغرب، وتندرج هذه البحوث ضمن إطار برنامج ميسترال الذي بدأ أعماله في آذار/مارس في العام 2010، بقيادة الف عالم ينتمون الى 23 بلداً، عمدوا الى تحليل وضع البيئة في منطقة البحر المتوسط. وأظهرت تحليلاتهم وجود مستوى مرتفع من تلوّث الغاز خصوصاً في العاصمتين المصرية واللبنانية القاهرة وبيروت، مصحوب بكميات من المركبات العضوية المتطايرة، وقد تبيّن أنّه بين الحدود الغربية في مرسيليا الفرنسية والحدود الشرقية في بيروت اللبنانية، يكثر تركيز المركبات العضوية المتطايرة في الهواء بواقع ثلاث مرات، ومردّ ذلك يعود بشكل اساسي الى الإنبعاثات المتأتية من حركة المرور بفعل تبخر المحروقات. وفي مؤتمر صحفي كان قد عُقِد في أيلول 2020 اي بعد شهر على انفجار مرفأ بيروت، قالت جيهان سعود، مديرة برنامج البيئة والطاقة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «مكتب لبنان» بأنّ الإنفجار، الهائليشكّل خطراً كبيراً لاسيما على البيئة في بيروت، وأضافت أنّ تدمير مرفأ بيروت خلق ما يصل الى 800 الف طن من مخلفات البناء وتصدّع في المدينة، وعلى الأرجح فإنّ الانفجار زاخرٌ ومفعم بالمواد الكيميائية الخطيرة نظراً إلى أصناف المواد المعروفة بتخزينها هناك بمبيدات الآفات والمنتجات الصيدلانية والمواد الكيميائية الصناعية ورصاص السيارات وأنواع مختلفة من المعادن الثقيلة، ويمكن لهذه المواد الكيميائية أن تلحق اضراراً فادحة بالصحة العامة إذ تعرض لها المرء بشكل مباشر أو تسبب بتلوث المياه والتربة. والأهم أنّ السيدة مسعود لم تخفي بأنّه رغم تراجع تلوّث الهواء حالياً إلاّ أنّ التلوّث الكيميائي للجسيمات التي نثرها حدوث الانفجار قد ينتقل ويتوغّل في الجو مرة أخرى ما قد يشكّل خطراً جديداً على الصحة العامة.

 

وختمت سعود قائلةً للصحفيين أنّ بيروت قد تواجه أزمة نفايات صلبة بلدية أخرى قريباً، في حال لم تحل هذه القضيّة.وقد قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تكلفة تنظيف التدهور البيئي الناجم عن الانفجار بأكثر من 100 مليون دولار. أيضاً وأيضاً، فإنّ حرق النفايات في الهواء الطلق كما يحدث في أحيان كثيرة في لبنان، يعتبر ممارسة خطيرة لأنه يجلب تلوّث الهواء ويجعلنا نتنشّق الهواء المسرطن. يتم الحرق في الهواء الطلق عندما تنهار خطط ادارة النفايات كما حصل في بيروت وجبل لبنان خلال أزمة النفايات في العام 2015، عندما تكدّست تلك النفايات في الشوارع العامة وأزقتها. أما خطر الحرق في الهواء الطلقفله آثار خطيرة على صحة السكان، وحتماً فإنّ أمراض القلب والسرطان وأمراض الجلد والربو وأمراض نفسية أخرى ستتفشّى، وهذا نتيجة التعرّض للديوكسين والمركبات العضوية المتطايرة ومركبات كل من الهيدروكربون العطري متعدّد الحلقات وثنائي الفينيل متعدّد الكلور. لقد أكّدت منظّمة هيومن رايتس ووتش أنّ الذين يقطنون على مقربة من أماكن الحرق المكشوفة سيعانون حتماً من أمراض الانسداد الرئوي المزمن والسعال والتهابات الحلق والأمراض الجلدية والربو، وقد أفاد 10 أطباء لمنظمة هيومن رايتس ووتش بأنّهم يعتقدون بأنّ المحارق المكشوفة تسبّب أمراضاً تنفسيّة وقد شرح أشخاص يسكنون بالقرب من مكبّات النفايات، كيف أثّر حرق النفايات على نواحي حياتهم الأخرى، فهم ما عاد باستطاعتهم إمضاء وقت في الخارج، وقد اعترتهم صعوبات في النوم جرّاء تلوّث الهواء، وكل ذلك أرغمهم على مغادرة منازلهم وقت الحرق. أما أبرز المدن تلوّثاً في لبنان وتنتشر فيها الأمراض هي شكا، بر الياس، بيروت، طرابلس، الشويفات برج حمود، انطلياس، ذوق مصبح.