خليل الخوري –
شغلت مسألة توسيع مطار رفيق الحريري الدولي الرأي العام اللبناني في الأسبوعين الماضيين، خصوصاً في ذروة موسم الإصطياف مع عودة اللبنانيين الى وطنهم، بحشود كثيفة لتمضية العطلة فيه، وأيضاً مع ارتفاع نسبة السياح القادمين من الخارج، وبالذات من أوروبا… إذ لوحظ إرتفاع نسبة السياح الأوروبيين هذه السنة، قياساً الى المواسم السابقة.
ومثل كل مسألة أو قضية دار جدال «طويل عريض» حول التوسعة. وانقسم القوم الى فريقين أولهما مع التوسعة التي ستكبّد الخزينة أموالاً طائلة، والثاني ضدّ التوسعة.
أصحاب الرأي الأول يقولون إنّ التوسعة حتمية ولابدّ منها. والمطار استنفد طاقاته وقدراته على الإستيعاب. وسيجد اللبنانيون أنفسهم أمام مطار محدود القدرات ما سينعكس، بالضرورة، ضرراً على لبنان. وبالتالي إذا كان لابد من التوسعة فخير البر عاجله.
وأصحاب الرأي الثاني يقولون إنّ التوسعة غير ضرورية على الإطلاق، وإن هذا المطار قادر على إستيعاب مليوني راكب إضافي الى سعته وقدراته الحالية. وبالتالي فليس ثمة موجب لأعمال التوسعة في المرحلة الحالية.
الخبير في شأن الطيران، وفي مطار بيروت الدولي بالذات، الصديق سيّد قمبرجي له رأي في الموضوع يقوله من دون أي خلفية… فقط هو يستند الى معرفة شاملة في شأن المطار، والى تجربة عريقة عمرها عقود.
يقول «أبو برهان»: المسألة في الإزدحام الذي سُجّل أخيراً في المطار، والتعثر في سلاسة استقبال الركاب، لا يعودان الى ضيق وضآلة القدرة على الإستيعاب، إنما الى سوء التنظيم والإدارة.
ويضيف قائلاً: إن مطار بيروت من أحسن المطارات، ولكنه في حال من الفوضى سببها الأول عدم الإختصاص وندرة المعرفة عند المعنيين… ولعلّ المطلوب بإلحاح أن تتولى رئاسة المطار إعادة برمجة حركة الإقلاع والهبوط. فبدلاً من أن تحط الطائرات الآتية الى لبنان في وقت واحد، من شأن إعادة البرمجة أن توجد فسحات زمنية بين دفعة ودفعة، عندئذ يتمكن المطار من إستقبال الركاب بسلاسة.
ويلاحظ السيد قمبرجي أن كبريات شركات الطيران في العالم تحط في مطار بيروت وينتاب المسؤولين في معظمها الكثير من الإشمئزاز من سوء التدبير الذي ينم عن جهل وقلة (أو ندرة) الإختصاص. علماً أن إدارة المطارات هي علم قائم بذاته يدرّسونه في العالم الراقي في الجامعات والمعاهد… اشارة الى أن رئيس المطار حالياً هو موظف بالتعاقد وليس بالأصالة.
في أي حال لدى صاحب هذا القول كلام كثير ليقوله. فليت المسؤولين عموماً، والغارقين في جدال حول التوسعة أو عدمها، يستمعون اليه ويستأنسون برأيه وربما يستفيدون من خبرته.