بدأ وزير السياحة ميشال فرعون يطلق تباعاً المهرجانات الفنية الصيفية التي من المقرر ان تتوزّع على المناطق اللبنانية كافة. والسؤال إلى اي حد ستساهم هذه المهرجانات في إنعاش الحركة السياحية؟ وما هي المؤشرات لموسم الصيف المقبل؟
أكد نقيب اصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود ان المهرجانات السياحية التي عمّت المناطق اللبنانية العام الماضي، كانت ناجحة جداً، وانعشت حركة السياحة الداخلية في لبنان، كما من المتوقع ان تنمو الحركة السياحية الداخلية هذا العام مقارنة مع العام الماضي.
اما السياحة الواردة فلا تزال على حالها، وتطرح حولها علامة استفهام. فنحن لم نلحظ بعد اي مؤشرات ايجابية او اي خرق في نسبة الحجوزات الى لبنان. وعزا ذلك الى ان الاوضاع السياسية حتى الان لا تزال على حالها منذ 5 سنوات، ولم يتغير الواقع، من الحظر السياحي الى الاوضاع الامنية…
وقال لـ «الجمهورية»: لا يزال العامل نفسه يؤثر سلباً على السياحة الواردة منذ العام 2012، لكنه أبدى تفاؤله من كلام وزير السياحة ميشال فرعون الذي نقل عن السفير السعودي قوله انه لن يكون هناك حظر على مجيء الرعايا السعوديين الى لبنان هذا الصيف، أما على الارض فلم نلمس اي فرق بعد، من حيث عدد الركاب القادمين الى لبنان.
الى حينه، لا يزال لبنان يعتمد منذ العام 2011 على مجيء مغتربيه فهم من خلقوا هذه الحركة السياحية الخجولة خلال الاعوام الماضية والتي انعكست ايجاباً على الوضع الاقتصادي اللبناني، لافتاً الى ان التراجع في السياحة الواردة منذ العام 2011 الى اليوم وصل الى نحو 50 في المئة، مقارنة مع العام 2010.
ورداً على سؤال، لفت عبود الى «اننا نعمل راهنا على تشجيع السياحة الواردة من ثلاثة بلدان تعد الاولى من حيث وفودها الى لبنان وهي: الاردن، مصر والعراق، الى جانب السوق السوري النخبوي، مشيراً الى ان بعض فنادق الخمس نجوم تعيش على الحركة السورية، اما فنادق الاربع نجوم فيحركها المصريون والعراقيون والاردنيون.
ويعمل اتحاد النقابات السياحية مع وزارة السياحة على خلق سلة متكاملة لسياح فنادق الاربع نجوم، وفعلياً بدأنا بالسوق الاردني، بحيث نعدّ بالتعاون مع شركة طيران الميدل ايست والهيئات السياحية بين البلدين سلة لا تتعدى فيها كلفة اقامة الاردني على مدى 4 ايام في لبنان الـ 300 دولار، على ان نبدأ بتطبيقه قريباً. وكشف انه في حال نجح هذا المشروع سننطلق الى بقية الاسواق.
القطاعات المتضررة
عن تأثير تراجع مؤشرات القطاع السياحي على حركة حجوزات الطيران، لفت عبود الى ان الفنادق وقطاع تأجير السيارات هما أكثر من تأثر بتراجع الحركة السياحية. فنسبة الاشغال الفندقي لم تتجاوز الـ 35 الى 40 في المئة في فنادق الخمس نجوم، كما لم تتجاوز الـ 50 في المئة في فنادق الاربع نجوم.
وهذا التراجع أثر على تسعيرة الغرفة. اما في ما خص قطاع السيارات المؤجرة، فتكفي الاشارة الى ان القطاع كان يضم 16 الف سيارة في العام 2011، اما اليوم فلا تتجاوز الـ 7 الاف سيارة.
اما سوق الحجوزات، فسجل في اول سنين الحرب في سوريا نمواً خجولاً وصل الى 11 في المئة بسبب ارتفاع الطلب من السوق السوري. اما اليوم فتراجع السوق السوري بسبب القيود الصعبة التي يواجهها السوري للسفر، بحيث لم يعد يحصل على تأشيرات للدخول الى كل من تركيا والاردن ومصر، فتراجع العمل في سوق الحجوزات بنسبة 14 في المئة بين عامي 2015 و 2016.
حركة الانتخابات
من جهة أخرى، لفت عبود الى ان الانتخابات البلدية ساهمت في تحريك القطاع، لكن حجم هذه الحركة لا يذكر مقارنة مع تلك المسجلة في الانتخابات النيابية.