IMLebanon

عكار تخسر 20 كلم مربعاً من ثروتها الحرجية في سنة واحدة

 

استعادت الحرائق نشاطها في أحراج عكار لا سيما في المناطق الجردية، ملتهمة مساحات واسعة من الثروة الحرجية وأشجارها، وسط تخوف الأهالي والناشطين البيئيين في المنطقة من خسارة عكار لهذه الثروة الطبيعية في غفلة من الدولة وأجهزتها المعنية عن القيام بواجبات الحماية، وفي ظل التراجع الحاد بالمعدات والتجهيزات لدى أجهزة الدفاع المدني في المنطقة وغياب أي آلية أو خطة لدى البلديات للتعامل مع آفة الحرائق في السابق، فما بالك اليوم والبلديات تعاني الشحّ المالي؟

 

هنا لا بد من الإتيان على ذكر الحريق الكبير الذي شبّ في جبال وأحراج متاخمة لبلدات بزال، قبعيت وحبشيت في اليومين الماضيين، وطال كذلك أراضي زراعية، ولم تكن السيطرة عليه بالأمر السهل، لوعورة تلك المناطق حيث أدّت المناشدات إلى تدخل طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني للمساعدة في إخماد الحريق المذكور. ومع أن درجات الحرارة في هذه الفترة لا تزال ضمن معدلاتها الموسمية، إلا أن عدد الحرائق التي تحصل وقوتها يؤشر إلى وجود عمل مفتعل وراء كل ما يجري ويحصل. وما يعزز الشعور بأن تكون هذه الحرائق مفتعلة هو الكلام الذي يهمس به بأنه “وسط ارتفاع أسعار المازوت ومع اقتراب موسم الشتاء، ولما كان أهالي المناطق العالية يعتمدون على المازوت للتدفئة أو على الحطب، فإن الطلب هذه المرة على الحطب هو الأكثر في ظل عدم القدرة على تأمين المازوت… وبدل أن يقوم البعض بقص الشجر في وضح النهار أو حتى في الليل فيصبحون عرضة للملاحقة القانونية، يتم إحراق الحرج فيأتون لأخذ الحطب بعد أن تكون الامور قد هدأت”. وتبقى هذه الرواية على ذمة الراوي، وعلى الأجهزة الأمنية المختصّة ومأموري الأحراج التأكد من صحة هذا الكلام من عدمه وحماية الثروة الحرجية التي تتعرض للإبادة. ويقول رئيس مجلس البيئة في القبيات الدكتور انطوان ضاهر لـ”نداء الوطن”: “خسرنا هذه السنة حوالى 20 كلم مربعاً من الثروة الحرجية وهو رقم قياسي؛ بينما كنا نخسر في العادة ما بين 4 إلى 5 كلم مربعة”.

 

في المقابل؛ وفي ظل التقاعس الرسمي للوزارات والأجهزة المعنية عن تشكيل خلايا للطوارئ والتدخل في مثل هذه الحالات، وعدم اهتمام الدولة بتجهيز الدفاع المدني بالمعدات اللازمة للتعامل مع هذه الحرائق، ثمة مبادرات شبابية في هذا الشأن لا بد من الإشارة إليها. ويتحدث فراس الزعبي، وهو مسؤول ميداني لاتحاد بلديات جرد القيطع في شركةSKL International عن فريق “المستجيب الأول” التابع لاتحاد بلديات جرد القيطع، الذي يلعب دوراً في إطار الحرائق الأخيرة التي تحصل في عكار ويقول لـ” نداء الوطن” :”هؤلاء مجموعة شبابية كانوا يستجيبون للحرائق من تلقاء أنفسهم ومن دون أي تجهيزات. قمنا نحن شركة SKL السويدية بتدريب هذا الفريق وتجهيزه بالعدّة والعتاد اللازمَين، بالتعاون مع الإتحاد وشاركوا في عدة حرائق منها خارج نطاق الإتحاد لا سيما في القبيات وأكروم .. يا للأسف الحرائق كثيرة وثمة كلام عن أنها قد تكون مفتعلة، وبغض النظر عما إذا كانت مفتعلة أم لا، ثروتنا الحرجية في خطر كبير، وإذا ما استمررنا على هذه الحالة لسنتين قادمتين، فمن المؤسف أن نقول إنه لن تبقى هناك أراضٍ ولن تبقى ثروة حرجية”. طوافات الجيش تحاول قدر الإمكان التعامل مع الحرائق التي تحصل، لكن المطلوب من الدولة أن تجهز الدفاع المدني بالآليات والمعدات وتؤمن طوافات خاصة بالحرائق، وعلى البلديات تشكيل فرق مختصة في المناطق للمساعدة في حالات الطوارئ وعندما تدعو الحاجة.