حملة واسعة مُناهضة… ولولا «المستقبل» لما فاز مُرشح «القوات» في عكار
حفلت مواقع التواصل الاجتماعي في الشمال بحملة استنكار واستهجان واسعة، جراء مشاركة قلة من طرابلس والضنية والمنية وعكار بتظاهرة «القوات اللبنانية» في معراب دعما لقائد القوات سمير جعجع.
ومن تابع هذه المواقع، لاحظ حجم هذه الحملة التي اعتبرت ان مشاركة الفتية بتظاهرة الدعم لجعجع لا تعكس حقيقة المناطق الشمالية، وليست مؤشرا الى حجم «القوات» في الشمال، خاصة ان عدد المشاركين لا يتجاوز العشرات، قياسا الى عدد سكان الشمال الذي يناهز المليونين ونصف المليون نسمة في طرابلس والضنية والمنية وعكار، فمشاركة العشرات من هذا العدد السكاني لا يشكل حالة شعبية مهما حاول حزب «القوات» استثمارها في الانتخابات النياببة المقبلة.
وحسب مصادر شمالية تابعت وفد الشمال الذي انطلق للمشاركة في معراب، ان منسقي «القوات» في الشمال بذلوا جهودا استثنائية لتأمين الحشد الواسع من عكار ومن طرابلس والمنية والضنية، وان الجهود التي بذلت ركزت على أمرين:
– اولا على فئات عمرية من الشباب والفتيات.
– ثانيا على تحشيد اكبر عدد ممكن من البلدات والقرى والمناطق الاسلامية، بهدف اضفاء شكل وطني على الحشود، ولاستثمارها اعلاميا امام دول اقليمية، ولاظهار «القوات» انه حزب وطني، وليس ذاك الحزب المسيحي الذي يجاهد كي يكون الممثل الشرعي الوحيد للمسيحيين في لبنان.
واشارت هذه المصادر الى ان المشاركين من الشمال، وخاصة من القرى والبلدات الاسلامية قدمت لهم اغراءات مادية ووعود بخدمات وتقديمات لاستمالتهم، لكن من عاد منهم مساء، ابدوا امتعاضا من مظاهر وشعارات الحشود التي أشعرتهم انهم غرباء عنهم…
بعض المشاركين من الشمال راجعوا خطوتهم واعتبروا انها كانت دعسة ناقصة لهم، وان مكانهم ليس وسط حزب لا يزال خطابه طائفي وفئوي حسب قول احدهم، لكن يبرر مشاركته بانها فرصة للتنزه ليس إلا…
بينما لاحظ آخرون ان حجم التعرّض لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط لمشاركتهم، دليل على ان «القوات» ليست مقبولة في غالبية مناطق طرابلس والمنية والضنية وعكار، ويصعب ان تجد موطىء قدم ثابت في هذه المناطق، سوى ان البعض يلجأ الى هذا الحزب لنكاية ما او بحثا عن استفادة مالية او خدماتية في زمن القهر والجوع، وقد عرفت «القوات» كيفية الدخول الى بعض هذه المناطق عبر مساعدات مالية وغذائية وصحية بدأتها منذ فترة في سياق تحضير أرضية جاهزة للموسم الانتخابي المقبل…
رغم ذلك ترى مصادر طرابلسية انه من الصعب بمكان ان يتقبل الطرابلسيون مرشحا «قواتيا»، اما في عكار ففوز مرشح «القوات» لم يحصل لولا «تيار المستقبل»، وهو امر يصعب تكراره في الانتخابات المقبلة.