بعد إنقضاء مهلة الترشيحات إلى عضوية المجالس البلدية والإختيارية في محافظة عكار، لا شيء يُوحي لزائر عاصمة المحافظة الحديثة العهد بطبيعة الأجواء الانتخابية، حيث إنّ عدداً قليلاً من صور المرشحين رفع عند مدخلها في العبدة فيما غابت المظاهر الانتخابية عن الطرق العامة والساحات الرئيسة. لكنّ هذا السكون الظاهري لا يعكس حدة التنافس في الكثير من القرى والبلدات خصوصاً في التجمعات السكانية الرئيسة في حلبا وببنين والقبيات والبيرة ورحبة وغيرها.
في حين نجحت الجهود في إنتاج لوائح توافقية في عدد قليل من القرى، لم تنجح في اكثرها حيث تشكلت لوائح متنافسة معظمها ذات طابع عائلي، فيما المواجهة عائلية حزبية في عدد محدود من البلدات.
ففي حلبا، عاصمة المحافظة، تتنافس ثلاث لوائح كاملة العضوية على مقاعد المجلس البلدي الثمانية عشر، بحيث يترأس إحداها رئيس البلدية الحالي سعيد الحلبي فيما يتزعم الاخرى رئيس البلدية السابق عبد الحميد الحلبي ويترأس رجل الاعمال محمد الزعبي لائحة مكتملة ايضاً.
وعلى رغم طابعها العائلي، فإنّ هناك دعماً سياسياً لافتاً يتوزع هذه اللوائح، حيث يدعم النائبان هادي حبيش ورياض رحال والنائب السابق كريم الراسي لائحة عبد الحميد حلبي، فيما يحظى سعيد الحلبي بدعم النائب السابق مخائيل ضاهر والنائب خالد الضاهر والحزب الشيوعي.
في ببنين، كبرى بلدات عكار، وذات المجلس المكوّن من 21 عضواً، ثلاث لوائح متنافسة ايضاً، وللمعركة الانتخابية فيها دلالات كونها مسقط رأس النائب خالد الضاهر والنائب السابق مصطفى هاشم ومفتي عكار السابق اسامة الرفاعي والمنسق العام السابق لتيار «المستقبل» حسين المصري.
فالعائلات الكبرى في ببنين شكلت لوائح برئاستها، حيث شكلت لائحة برئاسة الدكتور كفاح الكسار واخرى برئاسة المحامي مأمون المصري فيما يترأس الثالثة رئيس البلدية السابق عدنان الرفاعي. وتتميّز المعركة باستقطاب حاد يوحي بإمكان حدوث خروق متبادلة بين اللوائح الثلاث. وفيما يؤكد السياسيون والفاعليات حرصهم على المسافة الواحدة من الجميع، توحي مجريات المعركة عكس ذلك.
أما في القبيات، فقد جمعت المواجهة البلدية، خصوم النيابة في وجه الاحزاب حيث يستعد الرئيس البلدية الحالي عبدو عبدو للاعلان عن لائحة تحظى بدعم النائب هادي حبيش والنائب السابق مخائيل ضاهر في وجه لائحة مدعومة من «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» برئاسة جان الشدياق وأنطوان مخايل اللذين سيتناوبان الرئاسة.
حدة الإستقطاب العائلي والحزبي تصعب أرجحية حسم فوز إحدى اللائحتين وبالتالي فإنّ المعركة ستكون بفارق ضئيل من الأصوات.
في البيرة، كبرى بلدات الدريب العكارية، فقد إختلط الحابل العائلي بالنابل السياسي وتحالف خصوم الأمس في وجه حلفاء الأمس، بحيث توزعت العائلات والإصطفافات على لائحتين متداخلتين عائلياً وإنتقلت المواجهة المضمرة ما بين المراعبة كعائلة وجيهة من جهة والفلاحين بشكل تقليدي الى تحالف مرعبي فلاحي في كلا اللائحتين تنقسم فيه العائلات والقوة الأساسية الناخبة كتيار «المستقبل» ما بينهما، مع حديث عن إستعادة تجربة سابقة فشلت بلائحة من ثلاثة رؤساء لمعدل رئيس كلّ عامين يبدو أنّ متطلبات المعركة فرضتها على المتنافسين.
توازياً ومع إحتدام التنافس عكارياً تنشط الجهود الوفاقية في فنيدق عاصمة الجرد، حيث تكاد تتفق فاعليات ووجهاء في هذه البلدات بمشاركة من النائب خالد زهرمان والنائب السابق وجيه البعريني على لوائح توافقية تجنّب هذه البلدات كأس التنافس، وكذلك الأمر في عكار العتيقة حيث يُتوقع أن تتفق الفاعليات على التجديد للرئيس الحالي خالد بحري مع تعديل في بعض أسماء لائحته لتكون توافقية.
إذاً، تستعدّ عكار للإستحقاق البلدي والإختياري بعد إنتهاء مهلة تقديم الترشيحات بحيث بلغ عدد المرشحين 3040 لعضوية المجالس البلدية و689 لمركز مختار و187 مرشحاً لعضوية المجالس الإختيارية، وقد أعلن محافظ عكار عن تمديد مهلة تقديم طلبات الترشيح حصراً لعضوية المجالس الإختيارية حتى منتصف ليل 26 الشهر الجاري.
وقد تبيّن فوز 7 مجالس بلدية بالتزكية في محافظة عكار، كما تمّ الإعلان عن فوز 47 مختاراً في 45 بلدة وقرية عكارية.