IMLebanon

لا قضاء ولا قدر

 

 

هل يستحق اللبنانيون ما ينزل بهم من كوارث، وما يحل بهم من نكبات، وما يصيبهم من رزايا، وسائر أوجه هذه المعاناة الطويلة التي يبدو أنها، ربما، أكثر وأخطر مما أصاب ويصيب أياً من الشعوب الأخرى على مدى الأزمان؟

 

لقد عرفت الأقوام والأمم والشعوب محناً كبيرة، ولكن أحداً منها لم يتعرض لمثل هذا الكم الكبير من المحن والمصائب والويلات في آن معاً… حتى ليكاد اللبناني أن يغمض عينيه على كارثة ويفتحهما على مصيبة. وما بين هذه وتلك كارثة جديدة. والمؤلم أنها من العيار الثقيل والأكثر ثقلًا.

 

ولكن هل ما يتعرض له هذا الوطن الصغير المعذب وهذا الشعب المنكوب هو قضاء وقدر؟ الجواب بالنفي القاطع، لأنه من إنتاج هذه الفوضى العارمة التي رسمناها مساراً لدولة ينطبق عليها كل شيء إلا أنها دولة ولو في الحد الأدنى من التوصيف.

 

فهل إدخال نيترات الأمونيوم إلى المرفأ (وسائر تفاصيله) هو قضاء وقدر؟!.

 

وهل تهريب المواد الستراتيجية، خصوصاً المحروقات، هو قضاء وقدر؟!.

 

وهل التلاعب بالعملة الوطنية إلى حد تجويع الناس هو كذلك قضاء وقدر؟!.

 

وهل الفشل في كل شيء، أجل في كل شيء، هو أيضاً قضاء وقدر؟!.

 

وهل تحويل لبنان من رائد في طليعة بلدان المنطقة إلى ذيلها هو أيضاً قضاء وقدر؟!.

 

وهل ضبضبة لبنان في عزلة ضيقة هو قضاء وقدر؟!.

 

وهل الوراثة السياسية من الجدود إلى الأحفاد هي قضاء وقدر؟!.

 

وهل المتاجرة بالدين وحتى بالأنبياء والأولياء والقديسين هي قضاء وقدر؟!.

 

وهل تسليم مقدرات البلد إلى مجرمين ولصوص وأغبياء ومجانين وميليشيات ومرتكبين هو قضاء وقدر؟!.

 

طبعاً ليس الأمر قضاء وقدراً… إنه سياق طبيعي للإهمال والارتكابات والفساد والمحسوبيات والسمسرات والتكالب على المال الحرام…

 

وبعد. هذا نتيجة ذاك… والله يستر.