IMLebanon

كارثة التليل أنتجت خلافات فتنوية عونية – مستقبلية وحسابات انتخابية مُرتقبة

 

الحريري وباسيل فجّرا انتقامهما.. والوسطاء دخلوا على الخط لإيقاف السجال

 

تتوالى الكوارث على لبنان بشكل مفجع وضمن توقيت ليس ببعيد عما سبقه، فبعد ايام على الذكرى السنوية الاولى لإنفجار مرفأ بيروت، الذي أسقط ضحايا وجرحى ومعوقين، ودمّر نصف العاصمة، وبقي في اذهان اللبنانيين ككابوس لا يمكن ان يُنتسى، اتت كارثة انفجار خزان وقود في بلدة التليل – عكار، التي اودت بحياة 28 شخصاً وأسقطت عشرات الجرحى، بعد ايام على الاشكالات التي حصلت في محطات الوقود، التي داهمها الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، بسبب تخزينها للمحروقات وحرمان الناس منها، طمعاً ببيعها بالسعر الجديد، وكسب الارباح على حساب الشعب الفقير والمعدم .

 

هذه الفاجعة التي أصابت أبناء التليل والكويخات والبلدات المجاورة، إستغلها السياسيون وخصوصاً بعض نواب المنطقة، الذين سارعوا الى توجيه الاتهامات لبعضهم، تفادياً للغضب الشعبي الذي توزّع على كل سياسيّي المنطقة وتياراتها، أي «التيار الوطني الحر» و»تيار المستقبل»، اللذين تقاذفا الاتهامات بتغطية المسبّبين بالحادثة الاليمة، ونكران معرفتهم بالمتهمين بها، في حين ظهرت صور اكدت وجود معرفة بين نائب عكاري واحد المتهمين.

 

الى ذلك وامام مشاهد الموت وإحتراق الجثث، إشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بين مناصري التيارين، فتحولت التغريدات الى كلمات شعبوية طائفية وفتنوية، فيما تسابق بعض نواب «الوطني الحر» و»المستقبل»، عبر وسائل الاعلام المرئية للدفاع عن سياسة العهد وفريقه والرئيس سعد الحريري، متناسين حرمة الموت، اذ كان الهدف الأساسي لديهما ضرب الخصوم، وإغراقهم بدماء أبناء عكار، عبر الاتهامات المتبادلة بشراكة التخزين والتهريب، كرسائل سلبية يعتقدون انها ستخدمهم، مع إقتراب الانتخابات النيابية .

 

في غضون ذلك، رأى مصدر سياسي مطلّع، أنّ لعبة التيارين هدفت يوم الاحد الى تحويل تلك المصيبة الى سجال مسيحي- سنيّ، لشد العصب الطائفي للطرفين، اللذين تتوالى خسائرهما منذ ان بدأ ملف التشكيلة الحكومية، يتخذ طابع الخصومة السياسية، بين رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جهة، والرئيس سعد الحريري وتياره من جهة ثانية، معتبراً بأنّ الحريري وجد اليوم فرصة للانتقام، ولتصفية الحسابات مع الرئيس عون وباسيل، بعد خروجه من المسؤولية وإعتذاره عن التكليف بسببهما، لذا اتى ردّه قوياً وصارخاً بعد دعوته الرئيس عون الى حفظ بعض الشيء من كرامته، لانه لن يجد أي سفارة تستقبله هذه المرة على وقع ثورة الشعب، في حين انّ التيار الوطني الحر شنّ هجوماً بدوره، اكد خلاله على حجم الحقد والكراهية تجاه رئيس «كتلة المستقبل»، كما اتى تصريح النائب باسيل بأن» محافظة عكار أصبحت خارج حكم الدولة، بسبب عصابات المحروقات وخاطفي الصهاريج»، ليشكل قمة الردود المرفوضة من قبل الحريري، لان الرّد طال منطقة معروفة بطائفتها.

 

وكشف المصدر أنّ وسطاء دخلوا على الخط، لإيقاف هذا التوتر الذي كاد ان يتحوّل الى فتنة في ظل كارثة وطنية تناساها الفريقان، اذ جرى تدخّل من قبل مرجعية سياسية بارزة لتهدئة الاجواء ومنع وصول الخلاف الى الشارع، وعندها سيقع المحظور لان النار تحت الرماد واشتعالها ليس صعباً خصوصاً في المناطق المختلطة والتي تحوي مؤيدين للتيارين، لافتاً الى ضرورة ان يعي المسؤولون صعوبة الوضع، ويتعالون عن مصالحهم ويعون مقدار صعوبة وتداعيات ما يقومون به، في هذه الظروف الدقيقة والحساسة، والتي تتطلب الادراك بكل معانيه، لاننا في بلد قائم على الانفجارات السياسية من» دون جميلة الطابور الخامس»، لذا آن الاوان ان يدرك هؤلاء كل كلمة ينطقون بها، لانها توصل الى الخراب، فيما نحن في قلب الانهيار ويكفينا ما نحن فيه من ويلات.