مع اقتراب الموعد الرسمي لإعلان الترشيحات في وزارة الداخلية في 5 شباط المقبل، من المتوقع أن تبدأ المعركةُ الانتخابية بالحماوة في عكار أكثر فأكثر، وأن تتظهّرَ التحالفاتُ والأسماء بعدها.
تضمّ عكار 7 مقاعد نيابية موزّعة وفق الآتي: 3 سنّة، 2 روم أرثوذكس، 1 ماروني و1 علوي. والأبرز حتى هذه اللحظة، هو تحالف تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، الذي لا يتمّ الحديث عنه، حيث إنّ هذين التيارَين هما الأكثر تأثيراً على الساحة العكارية.
«التيار الوطني الحر» كان أعلن مرشحَين في عكار، واحد عن المقعد الأرثوذكسي، وآخر عن المقعد الماروني، بينما لم يتّخذ تيار «المستقبل» الموقف النهائي بشأن الترشيح والأسماء، ما يجعل الزخمَ الإنتخابي حتى اللحظة دون المستوى المطلوب.
ومن المرجّح أن يحصل تنافسٌ إنتخابي في عكار بين ثلاث لوائح: لائحة (المستقبل – التيار الوطني الحر)، لائحة (أطراف 8 آذار) ولائحة تحالف (الوزير السابق اللواء أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر).
«المستقبل»
يؤكّد عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» سامر حدارة، «أنّ «المستقبل» يخوض الانتخابات المقبلة ضمن الثوابت الوطنية والسيادة والإستقلال. ولا شك في أنّ الانتخابات مرحلة مهمة، لكن حتى الآن كل الخيارات مفتوحة، وتيار «المستقبل» كبقية القوى السياسية سيبحث عن الفوز ولكن تحت سقف الثوابت».
ويضيف لـ«الجمهورية»: «هناك اتّفاقٌ مع رئيس الجمهورية على هذه الثوابت الوطنية، والتحالف مع «التيار الوطني الحر» مطروح جدّياً، لكنّ القرار النهائي في التحالفات والترشيحات سيتّخذه الرئيس سعد الحريري في الوقت المناسب».
«التيار الوطني الحر»
في المقابل، يقول عضو المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» جيمي جبور، لـ«الجمهورية»، أن «لا حسمَ في أيّ اتّجاه في ما خصّ التحالفات، فـ«التيار» ما زال يدرس خياراته الإنتخابية في عكار، وهو لهذه الغاية منفتح للتواصل مع كلّ الأطراف ومن ضمنها تيار «المستقبل» وحلفاء التيار الطبيعيون من شخصيات وأحزاب وطنية».
ويلفت إلى أنه «لدينا حيثية شعبية واسعة في دائرة عكار وقد حرمتنا القوانين السابقة في دورتي 2005 و2009 من التمثّل في المجلس النيابي، لذلك نتطلّع اليوم بشغف الى قوتنا الانتخابية على أمل نيل ثقة العكاريّين والفوز».
«القوات» و«المردة»
وفي حين يرشّح تيار «المردة» النائب السابق كريم الراسي، فإنّ «القوات» قد سمّت مرشحها في عكار وهو العميد وهبي قاطيشا، أما التحالفات فلا تزال، حسب مصدر قواتي، «قيد الدرس في انتظار بتّ التحالف مع «المستقبل»، وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه وأين سيكون مرشح «القوات» وكيف ستصوّت القوات في عكار».
«الجماعة الإسلامية»
من جهتها، أعلنت «الجماعة الإسلامية» مرشّحها إلى الانتخابات في عكار، وهي الحزب الثالث الذي يعلن أسماء مرشّحيه بعد «القوات» و«التيار الوطني الحر»، علماً أنّ التوافق مع تيار «المستقبل» كان يؤدّي سابقاً إلى سحب مرشح «الجماعة» في عكار، فعلى ماذا سترسو الأمور هذه المرة؟ في السياق، يقول محمد شديد عن «الجماعة الإسلامية» لـ«الجمهورية»: «نحن نعتبر أنّ حجمنا التمثيلي أكبر ممّا هو عليه، وننتظر من الشعب أن يعطينا هذا الحجم.
نعم هناك مفاوضات مع تيار «المستقبل»، ولكننا نخوضها على قاعدة الشراكة، وإذا لم تصل هذه المفاوضات إلى نتيجة، فكل الخيارات مفتوحة وفي عكار سنخوص المعركة حتى النهاية».
في المحصلة، يبدو أنّ إعلان التحالف بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» هو الحدّ الفاصل في تحديد الوجهة الانتخابية لكل طرف سياسي، والجميع كما هو واضح يرغب في الإنضمام إلى هذا التحالف، إن تمّ، لكنّ المستبعدين من جنّة هذا التحالف، سيعملون على تشكيل لائحة في وجهه، وإن لم يتمّ التحالفُ فسيكون لـ»التيار الوطني الحر» مع هذه الأطراف لائحته في وجه «المستقبل».